كيف يمكن للمرء، بناءً على الأكاذيب، أن يقلب الأشياء؟ أكاذيب أو حقائق مُختلقة من صُنع المؤسسات الثقافية في ألمانيا، مثل ادّعاء صحافي أنّ روايتي تعتمد اللّاسامية.
استعادت النسخة الأخيرة من "مهرجان برلين السينمائي" ثلاثةً من أفلام "مجموعة يوغنتار السينمائية" النّسوية الهندية، التي تعاونت مع عشرات العاملات الهنديات لتوثيق أحوالهنّ مطلع الثمانينيات. واقع اضطهادي ما زال قائماً ونضالات تُذكّر بعضها ببعض.
يبدو أن الحرب انتهت بعدما تمكّنت من أقصى درجات العنف. باختصار، لقد بلغت ذروتها، وها هم الجنود يوضّبون حاجياتهم ويجمعون معدّاتهم، متعبين منهكين خائري القوى، وقد كرّسوا جام طاقتهم في القتال. لذلك انصرفوا يجمعون ما نجا من حاجياتهم ومعداتهم.
ها هو محمد الخطيب يقف أمام البحر، حيث سيمكنه أخيراً أن يصيح عالياً: "هذا البحر لي". ويمكننا أن نتخيّل في الظروف الحالية تخيل أن البحر، إثر سماعه صيحات محمد، ولمحه في يديه المرفوعتين وهو يهرع نحوه ما يشبه السكين، سيضطرب.
أميل نحو المسافر الجالس قربي وأسأله، حاملة صحيفتين، إن كان توجههما السياسي نحو اليمين أم اليسار. يجيب بأن الأمر يعتمد على كتّاب المقالات أنفسهم، إذ إن كل واحد من بينهم يعبِّر عن موقف مغاير. فأعيد سؤالي مفترضة أنه لم يفهم.
في تلك اللحظة أدركت أيضاً بأنه بفقدان نصفه، يتحوّل المكان إلى مختلف تماماً وغير مألوف، وليس فقط إلى مكان معهود اختفى نصفه. بل أنه من الآن فصاعداً لن يعد من الممكن رؤية ما تبقّى من أجزائه كما اعتدتُ
لا أدري كم من الوقت مضى قبل أن تُزال جميع الشبهات حول ساعتي، فحولي، وتمّ إطلاق سراحنا. لكنني حين وصلت إلى البيت اكتشفت أنها كانت التاسعة ليلًا، بينما ساعتي ما زالت تشير إلى أنها الثانية إلا عشر دقائق.