ثمّة حديث مكثّف اليوم عن ضرورة إعادة بناء منظّمة التحرير بأيدي نخبٍ فلسطينية مجرّبة، ومحاولة إحداث دينامية فاعلة في هذا الشأن. هنا وجهة نظر حول هذه المسألة.
تريد إسرائيل القضاء على المقاومة في الضفّة الغربية كخطوة استباقية، وتتطلّع إلى انهيار السلطة الفلسطينية، وإلى منع منظّمة التحرير من القيام بواجبها في غزّة.
طوال الثلاثين سنة التي بدأتْ فيها الأفكار الدينية المتطرّفة تتسلّل إلى وعي كثيرين من الفلسطينيين الشبّان، قلّما تصدّر اليسار الفلسطيني لهذه الأيديولوجيات.
حين تصبح قضية فلسطين مسألة داخلية في أميركا نكون بدأنا اجتياز الشوط الأخير نحو الاستقلال. ولعلّ الوعي الجديد لدى الطلبة والشبان سيترك أثره الواضح في القضية.
إنها الطبيعة التي تُظهر قوتها في الوقت الملائم رغم الأهوال. وستفتك الأمراض بالمجتمع الإسرائيلي بالتدريج، ولن تنقف الأرض غير الأزاهير التي لها جذور في التراب.
من الصعب أن تزعم إسرائيل أنها حقّقت انتصاراً حاسماً على المقاومة في غزّة. ومن الصعب أيضاً أن تدّعي المقاومة أنها هزمت إسرائيل في حملتها النازية ضد غزّة.
من المحال فرض إرادة الشعب الفلسطيني على جدول أعمال العالم وعلى دولة إسرائيل ما لم يصبح هذا الشعب موحدا سياسيا ونضاليا، وهي غاية لا تلوح بجلاء في الأفق القريب.
كان المناضل الراحل كريم مروّة جريئًا في الإفصاح عمّا يراه ويعتقد، وعن التحوّلات الفكرية والسياسية التي غمرته في مراحل شتى، ولا سيما بعد سقوط الاتحاد السوفييتي.