كنت وما زلت أتحرى العدل بين أبنائي الثلاثة ظنا مني أن العدل سيشعرهم بأمانتي وعدلي في المساواة في ما بينهم، ولكني في كل مرة أعدل بينهم في المشتريات أو الحلويات أو حتى بردود أفعالي، يقفز في وجهي سؤالهم المستفز "لماذا؟"
الوعي بالتربية يعد سلاحاً ذا حدين" كنت أسمع تلك الجملة تتردد بأشكال عدة في الدورات التدريبية التربوية التي اعتدت حضورها، وكنت أشكك في صحتها إذ كيف يكون وعي الشخص بالتربية سلاحا سلبيا على أبنائه...
كلما دفع الوالدان طفلهما إلى تحمل مسؤولية الاختيار، كان مستقلاً واثقاً من نفسه بل لا بد من تدريبه على الاختيار. فكرة عدم النجاح في الاختيار واردة بشدة، ولكنه سيترتب عليها تنمية شعوره بالمسؤولية لأنه هو من سيتحمل ويعايش عواقب اختياره.
كثيراً ما يطاردني أبنائي بأسئلة مفاجئة في أي وقت، وإن طلبت أن يمهلوني بعض الوقت حتى أكون متفرغة تماما لهم أفاجأ بفضولهم الزائد، ويستمرون في الإلحاح ظنا منهم أني أتهرب من أسئلتهم...
قلق الوالدين ينعكس بالضرورة على الأطفال.
هو قلق مشروع حول تربيتهم، تعليمهم، أصدقائهم، مستقبلهم وما إلى ذلك لكن حين يزيد القلق عن الحد الطبيعي فإننا ننقل لا شعوريا قلقنا إلى الأبناء.
مع اختلاف وتنوّع ثقافتنا نلحظ فروقاً واسعة بين بيت وآخر، ربما الاختلاف كان في المفاهيم، أو الأخلاق، أو الانتماء، أو التربية، ولسنا وحدنا، كآباء، من يلحظ هذه الفروق، بل يشاركنا فيها أبناؤنا
وفقاً لنشأتي وسط عدد من الأخوات كانت تجبرنا والدتي أن نقسّم أدوارنا في أعمال البيت في جدول بحيث يتم تداول غرف ومطبخ وحمامات المنزل علينا جميعاً بشكل يومي...
حينما يثير أبنائي غضبي أجدني أتفوه بعبارات والديّ الموروثة، والتي هي ذاتها كنت أتذمر منها، وأتعجب كيف يطاوعهما قلباهما لترديدها في وجهي!، كنت ألتزم الصمت وأركن إلى غرفتي أبكي لأنني هنت عليهما لدرجة أن يقسوا عليّ لهذه الدرجة.
كلما كبر أطفالي كبرت معهم مشاعر خوفي من الشارع والإعلام وكل ما هو مؤثر فيهم. إلى متى سأظل متلازمة مع خوفي ذاك؟ وإلى متى سأظل متصيدة لكل تصرف أو لفظ يصدر منهم وغير متوافق مع نمط بيتنا؟