كثيراً ما يطاردني أبنائي بأسئلة مفاجئة في أي وقت، وإن طلبت أن يمهلوني بعض الوقت حتى أكون متفرغة تماما لهم أفاجأ بفضولهم الزائد، ويستمرون في الإلحاح ظنا منهم أني أتهرب من أسئلتهم، فتزداد وتيرة المطاردة حتى تنتهي أخيرا بحصولهم على إجابات شافية وافية.
منذ أيام كنا في إحدى الأسواق الشهيرة بنافورتها الراقصة، ومن لحظة انتهاء العرض بدأ أحد أطفالي في سؤالي عن كيف تعمل النافورة، وكيف تتناسق الموسيقى مع خروج الماء، وما هي الوظيفة المسؤولة عن صناعة ذلك الفن؟
أجبته بشكل مبسط يناسب سنه - وفقا لفهمي- عن أسئلته، وبدوره لم يكتف بمجرد الإجابة بل بدأ يدقق فيها ويناقشها. هو بطبعه كثير الأسئلة ولحوح في طرحها، ولاحظت أني كلما تجاهلت أسئلته، زاد إلحاحه وإصراره على الإجابة ظنا منه أني فشلت في الإجابة على سؤاله الصعب.
في الحقيقة حين فكرت في الأمر بشكل عقلاني أكثر، وجدت أنهم كأطفال يحتاجون نفسيا لطرح الأسئلة لأنها تعمل على نموهم العقلي وتوسيع مداركهم. يحتاجون للتفاعل والحوار مع ذويهم، هم يسألون بشكل عفوي لحاجتهم لتأكيد وجودهم لنا، لحاجتهم للفهم، الاكتشاف والاستطلاع، الثقة في النفس، لوقف خوفه، تقليده للكبار وربما لأغراض أخرى لم نفهمها نحن حتى الآن، وهي في ذات الوقت إشارة منهم لاستعدادهم النفسي للفهم، لاستعدادهم للاستيعاب، نستطيع استغلال تلك الأسئلة في تحديد ميوله واتجاهاته، وتشجيعه على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه وقلقه.
اقــرأ أيضاً
وحتى نفهم أسئلة أطفالنا، نود توضيح أنها تنقسم لشقين، أسئلة عقلية تعتمد على طرح الأسئلة باستخدام أدوات الاستفهام، مثل: كم عمري؟ كيف يعمل القطار؟ أين الله؟، وأسئلة نفسية وهي ما تعكس نفسية واحتياجات الطفل، مثل: هل ستشترين لي دمية؟ هل سنذهب لمصيف هذا العام؟ هل أنت راضية عني؟
وقد تتنوع مجالات أسئلتهم، فربما كانت دينية مثل أين الله؟ وكيف يرانا ولا نراه؟، وربما كانت جنسية مثل كيف ولدنا؟ لماذا خالتي بطنها كبير؟، وقد تكون أسئلتهم عن مفاهيم مثل معنى العنصرية؟ الموت؟ أو كانت أسئلتهم معرفية مثل تركيب الأواني، كيف يعمل المصباح؟ لماذا يسير القمر معنا؟
واحتراما لعقولهم وتفكيرهم وتقديرا لنعمة العقل السليم التي وهبها الله لهم، كان من الضروري أن تكون إجاباتنا على أسئلتهم واضحة ودقيقة ولا تحتمل أكثر من معنى حتى لا تضللهم. ولا تحتمل إجاباتنا أن تكون خاطئة أو غير منطقية احتراما لعقلية الطفل ومنعا من تعطيل عقولهم الناشئة، مع مراعاة الالتزام بالإنصات لأسئلتهم منذ البداية احتراما لشخصياتهم، أن لا تكون إجابتنا خادشة للحياء أو توسيعا لمدارك أكبر من سنهم، وعقلهم فنفتح عليهم بابا يصعب غلقه، وحبذا لو كانت الإجابة مصاحبة لجو من المرح والفكاهة حتى لا يهاب طرحها مرة أخرى.
تشجيعهم على طرح الأسئلة بكلمات مثل "سؤال مهم"، "سؤال ذكي"، ومن الممكن استغلال الموقف لتوسيع مدارك الطفل أكثر (وفقا لسنه واستيعابه) كأن يتم الرد على السؤال بسؤال تحفيزي للبحث والتفكيروالإبداع، وبالتأكيد لا داعي لزجره أو نهره عن طرح الأسئلة حتى لا يبحث عن مصادر أخرى غير موثوقة تجيبه عن أسئلته.
وفي حال عجزنا عن إجابة أسئلتهم، فلا مانع من أن تطلب منهم مهلة للبحث على وعد بأن توافيهم بالإجابة فور حصولك عليها، أو يمكننا إجراء بحث معا على الإنترنت، أو في الموسوعات والقواميس، وبهذا نؤكد لهم فكرة أنه وارد كوالدين أن نعجز عن الإجابة عن بعض أسئلتهم واعترافنا بالعجز في حد ذاته ليس عيبا بل نعلمهم من خلاله الشجاعة.
اقــرأ أيضاً
أجبته بشكل مبسط يناسب سنه - وفقا لفهمي- عن أسئلته، وبدوره لم يكتف بمجرد الإجابة بل بدأ يدقق فيها ويناقشها. هو بطبعه كثير الأسئلة ولحوح في طرحها، ولاحظت أني كلما تجاهلت أسئلته، زاد إلحاحه وإصراره على الإجابة ظنا منه أني فشلت في الإجابة على سؤاله الصعب.
في الحقيقة حين فكرت في الأمر بشكل عقلاني أكثر، وجدت أنهم كأطفال يحتاجون نفسيا لطرح الأسئلة لأنها تعمل على نموهم العقلي وتوسيع مداركهم. يحتاجون للتفاعل والحوار مع ذويهم، هم يسألون بشكل عفوي لحاجتهم لتأكيد وجودهم لنا، لحاجتهم للفهم، الاكتشاف والاستطلاع، الثقة في النفس، لوقف خوفه، تقليده للكبار وربما لأغراض أخرى لم نفهمها نحن حتى الآن، وهي في ذات الوقت إشارة منهم لاستعدادهم النفسي للفهم، لاستعدادهم للاستيعاب، نستطيع استغلال تلك الأسئلة في تحديد ميوله واتجاهاته، وتشجيعه على طرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفه وقلقه.
وحتى نفهم أسئلة أطفالنا، نود توضيح أنها تنقسم لشقين، أسئلة عقلية تعتمد على طرح الأسئلة باستخدام أدوات الاستفهام، مثل: كم عمري؟ كيف يعمل القطار؟ أين الله؟، وأسئلة نفسية وهي ما تعكس نفسية واحتياجات الطفل، مثل: هل ستشترين لي دمية؟ هل سنذهب لمصيف هذا العام؟ هل أنت راضية عني؟
وقد تتنوع مجالات أسئلتهم، فربما كانت دينية مثل أين الله؟ وكيف يرانا ولا نراه؟، وربما كانت جنسية مثل كيف ولدنا؟ لماذا خالتي بطنها كبير؟، وقد تكون أسئلتهم عن مفاهيم مثل معنى العنصرية؟ الموت؟ أو كانت أسئلتهم معرفية مثل تركيب الأواني، كيف يعمل المصباح؟ لماذا يسير القمر معنا؟
واحتراما لعقولهم وتفكيرهم وتقديرا لنعمة العقل السليم التي وهبها الله لهم، كان من الضروري أن تكون إجاباتنا على أسئلتهم واضحة ودقيقة ولا تحتمل أكثر من معنى حتى لا تضللهم. ولا تحتمل إجاباتنا أن تكون خاطئة أو غير منطقية احتراما لعقلية الطفل ومنعا من تعطيل عقولهم الناشئة، مع مراعاة الالتزام بالإنصات لأسئلتهم منذ البداية احتراما لشخصياتهم، أن لا تكون إجابتنا خادشة للحياء أو توسيعا لمدارك أكبر من سنهم، وعقلهم فنفتح عليهم بابا يصعب غلقه، وحبذا لو كانت الإجابة مصاحبة لجو من المرح والفكاهة حتى لا يهاب طرحها مرة أخرى.
تشجيعهم على طرح الأسئلة بكلمات مثل "سؤال مهم"، "سؤال ذكي"، ومن الممكن استغلال الموقف لتوسيع مدارك الطفل أكثر (وفقا لسنه واستيعابه) كأن يتم الرد على السؤال بسؤال تحفيزي للبحث والتفكيروالإبداع، وبالتأكيد لا داعي لزجره أو نهره عن طرح الأسئلة حتى لا يبحث عن مصادر أخرى غير موثوقة تجيبه عن أسئلته.
وفي حال عجزنا عن إجابة أسئلتهم، فلا مانع من أن تطلب منهم مهلة للبحث على وعد بأن توافيهم بالإجابة فور حصولك عليها، أو يمكننا إجراء بحث معا على الإنترنت، أو في الموسوعات والقواميس، وبهذا نؤكد لهم فكرة أنه وارد كوالدين أن نعجز عن الإجابة عن بعض أسئلتهم واعترافنا بالعجز في حد ذاته ليس عيبا بل نعلمهم من خلاله الشجاعة.