يُواجه العسكر الحراك كل ثلاثاء بإرث مقدَّس وتاريخ يمتد إلى بدايات الثورة والدولة الوطنية. وفي الكثير من الأحيان وجد نفسه متغلغلاً بصمت نافذ إلى قلب المجتمع، يتدخّل ويأمر ويعطي حق النظر والفعل في كل مجالات الحياة.
من المهمّ أن ينجذب المثقّف إلى أنوار وغوايات هذه اللحظة كي لا يعتل ولا تعتريه العطالة التي طالت وتكاثرت في عقله. عليه أن يتجاوز الحيل والخداع والمكر والأضاليل التي تمنحها حقول الفضاءات الافتراضية لترضي غروراً مؤقّتاً ونرجسية منتفخة وحضوراً مقنّعاً.
واقع جديد مفاجئ أمام سؤال الحيرة والقلق المستبد. إلى أين ستؤول الأحداث وأين ستذهب كل هذه الجماهير الغاضبة في شارع تائه ومضطرب؟ ماذا سيفعل الكهنة بالغضب والنفير اللذين يلازمان الأرصفة والشوارع والأزقة وفضاءات أخرى ووسائط ومنتديات وجماعات وأفراداً وأحزاباً ونخباً؟
قوافل من أسماء وحسابات ومجموعات حقيقية ومزيفة تظهر في سراديب الفضاء الأزرق، تكتب وتحلّل وتوجّه وترسم مستقبل البلاد والعباد... تطيح بهذا وترفع ذاك، تدير معارك وهمية، وتُمسرح الأحداث لتكسب التعاطف وترفع من رصيدها المعنوي والمادي.
كيف يمكن أن نقرأ الجزائر وهي تتحرّك على تقاطع شارع حتى ولو نظر إليه البعض على أنه شارع جديد بأنفاس جديدة؟ من يقود هذا الحراك والكل يقول أنا الذي أقوده؟ كائنات "فيسبوكية" تمتد كالأخطبوط وتدعي أنها من يسيّر ومن يحرّك.