ماو تسي تونغ

في وسع كل متأمل لمسيرة السياسة الخارجية الصينية في العصر الحديث أن يدرك أنّ الصين لم تكفّ عن إدهاش العالم قط في كل مراحل تطوّرها، وتأتي اليوم رعايتها للاتفاق السعودي الإيراني في هذا السياق، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على طبيعة النظام الدولي بأسره.

لا تريد بكين أي انقطاع مع الأسواق العالمية، الغربية تحديداً، كي لا يتكرّر مشهد الجوع في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ولهذا قدمت مبادرتها للسلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي لم تطابق بكثير منها توجهات روسيا.

العقد الذي بنته الشموليات في روسيا والصين وإيران مع شعوبها ينفرط، وطريقه طويل، ليس لأن الغرب "يتدخّل"، بل لأنه يعاني أيضا من تراجع ديمقراطيته التي تعاني بدورها من سموم الترامبية وصعود اليمين وتقويض نتائج انتخاباتها...

انتخب الحزب الشيوعي الصيني في مؤتمره الوطني الـ20، الرئيس الحالي شي جين بينغ رئيساً لدورة ثالثة على التوالي. وبهذه المناسبة، ألقى خطاباً حمل مصطلحات ومفاهيم عديدة تعد الأكثر حزماً وتشدّداً في مواجهة الولايات المتحدة. هنا مطالعة في هذا الخطاب.

ما شهده "قصر الشعب" في بكين لدى تنصيب شي جين بينغ لولاية رئاسية ثالثة في الصين مدّتها خمس سنوات على رأس الحزب الشيوعي الحاكم والدولة، ترجمة حرفية للعلاقة العكسية بين الديمقراطية والديكتاتورية، بما أنعش آمال الدول الشمولية والمعادية للديمقراطية.

في كل مرحلة، قدّم زعيم سنغافورة لي كوان دليل مشاركته، ليس في صناعة سنغافورة وحدها، ولكن في خلق ماليزيا التي انفصل عنها وأخذ موقفاً عدائيا من أمتها القومية، كما هو في رحلته في عالم السياسة والعبور بين اللقاءات السرية مع الصينيين الشيوعيين في سنغافورة.