الضوضاء تزيد سعر الشقة 770 دولاراً في اليمن

23 فبراير 2015
التلوث ينتشر في أحياء اليمن (Getty)
+ الخط -
في العاصمة الثقافية لليمن "تعز" تبدو البيئة أكثر تلوثاً. مصانع، نفايات، حرائق، مشاهد تتداخل مع بعضها البعض على مدخل المدينة.

عاصمة الثقافة الملوثة
يقول المواطن محمد سعيد الشرعبي "تعد هذه المنطقة من أكثر المناطق المحكومة بالفوضى، حيث تشهد تلوثاً بصرياً وسمعياً وهوائياً، وتهدد سلامة وصحة المواطن". 
في هذه المنطقة، التي تعج بالمخلفات الصلبة أيضاً، وعلى الخط الرئيسي الذي يربطها بمحافظة الحديدة، يقع مقلب النفايات، الذي يهدد حياة ما يزيد عن 200 ألف نسمة من القاطنين في المناطق المجاورة له، ناهيك عن سكان المدينة الذين يعانون من الآثار السلبية الناتجة عن حرق النفايات. وفقاً لصندوق النظافة والتحسين في تعز، فإن المخلفات التي يتم إفراغها في هذا المقلب المكشوف تقدر بنحو 40 طناً يومياً من النفايات التي تنبعث منها روائح كريهة، فضلاً عن الدخان المتصاعد يومياً جراء حرقها. هذه التحديات أجبرت عدداً من سكان المنطقة على النزوح إلى محافظات أخرى، فيما أجبرت عدداً كبيراً من الفقراء على دفع أكلاف الملوثات البيئية والسمعية والبصرية، عبر ارتفاع الإنفاق الصحي.

الابتعاد عن الضوضاء يرفع سعر الشقة
ويؤكد مالك مكتب عقارات في مفرق شرعب ‏تعز، أحمد الرعيني، أن أسعار إيجارات الشقق المتوسطة في محيط ‏مقلب قمامة تعز تتراوح بين 30 و50 دولاراً شهرياً، ‏خاصة أن هذه المنطقة تعاني من أدخنة حرق النفايات، ‏إضافة إلى أن الروائح في هذه المنطقة كريهة للغاية، ‏وغالباً ما يتم سد النوافذ من قبل السكان، كما أنها ‏منطقة لا يسكنها إلا الفقراء والمهمشون.‏
أما في مناطق الضجيج الناتج عن ازدحام الشوارع في ‏العاصمة صنعاء، فتبدأ أسعار الشقق متوسطة الحجم، وفق مدير مكتب السعادة العقاري، يحيى الريمي، بـ150 دولاراً وصولاً إلى 250 دولاراً في الشهر الواحد. أما في ‏المناطق الصحية والأكثر هدوءاً، فإن أسعار الإيجارات ‏للشقق متوسطة الحجم تتراوح بين 500 و800 ‏دولار في الشهر. ما يعني أن كلفة الضجيج والروائح الكريهة تصل إلى ما بين 470 و770 دولاراً على كل مواطن يريد السكن في بيئة غير ملوِّثة لحواسه وصحته.

تلوث بصري
وفي ذات السياق، يؤكد أحد العاملين في الهيئة العامة لحماية البيئة، عمر سيف، لـ"العربي الجديد" أن العاصمة صنعاء تحتل المرتبة الأولى في اليمن من ناحية التلوث البصري، حيث تسيطر اللوحات الإعلانية القماشية ويافطات المحلات على المنظر العام، ناهيك عن الأحياء العشوائية في مناطق مختلفة من العاصمة صنعاء. وتأتي تعز في المرتبة الثانية من ناحية التلوث البصري، تليها الحديدة وعدن.
من جانبه، يوضح الباحث، حمود ردمان، لـ"العربي الجديد" أن التلوث البصري والسمعي والروائح الكريهة لها الكثير من الانعكاسات السيئة والسلبية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الفرد، وعلى خزينة الدولة. ووفق إحصائيات رسمية، بلغت قيمة المضادات الحيوية المستوردة لعام واحد فقط ما يعادل 130 مليون دولار. ويشير الطبيب محمد العشملي إلى أن أمراض الملاريا والسل والسرطان و"حمى الضنك" تصيب الكثير من المواطنين، بسبب الملوثات البيئية، ويقول لـ"العربي الجديد": "تشهد تعز ازدحاماً سكانياً لا نظير له في اليمن، وهذا أمر خطير، ويستوجب من الجهات المعنية وضع حلول للمخلفات والملوثات في المنطقة".
وعن الآثار الاقتصادية المترتبة على التلوث البصري والسمعي والبيئي، فإن مختلف الجهات المعنية لم تقدم أي دراسات من هذا القبيل. ويرجع الخبير الاقتصادي، محمد الفرحان، السبب في ذلك إلى عدم الاهتمام بالمسألة الاقتصادية بصورة أساسية من قبل الحكومة، ويشير لـ"العربي الجديد" إلى أن هذه الضوضاء والملوثات تكلف الاقتصاد الكثير من الأموال، إذ إنها تزيد من كلفة العلاج، وتؤثر على الاستثمار والميزانية. ويبيّن أن الخسائر التي تواجهها الدولة هي كُلفة العلاج في الخارج، حيث يصل الإنفاق إلى 500 مليون دولار سنوياً. كذا يسافر حوالى 290 ألف يمني بحثاً عن العلاج سنوياً، وفقاً لإحصائيات رسمية صادرة عن وزارة الصحة العامة. ويسهم التلوث، وفق الفرحان، بنسبة 70% من حالات السفر بغرض العلاج.

إقرأ أيضاً: كلفة التلوث في العراق: 6% من الناتج المحلي
المساهمون