الحسناء الفرّونيّة

28 أكتوبر 2014
La belle ferronnière - ليوناردو دي فينشي
+ الخط -
تسافر الحسناء من أوروبا صوب الخليج العَربي، حيثُ ستحلّ لمدّة عامٍ كاملٍ ضيفةً لؤلؤةً (هي و299 عملًا آخر) في متحف اللوفر بنسخته الشرقيّة في أبو ظبي. لكنها قبل أن تطيرَ إلينا، ستزور أرضها الأصليّة ميلانو، حيث ستكون موجودة في معرض إكسبو ميلانو 2015. 
هي المرّة الاولى التي تًغادر فيها الحسناء أوروبا إذن، نحو جزيرة السعديّات في الإمارات، لتكون جوهرة متحف اللوفر أبو ظبي الذي صمّمه المعماري الفرنسي جان نوفيل.سيفتح المتحف أبوابه في الثاني من ديسمبر/ كانون الثاني 2015، وفي شهر نوفمبر / تشرين الثاني سيحاضر مدير الإعلام والبرامج الثقافية في متحف اللوفر فانسان بوماريد، مركّزًا على الغموض بالمحيط بالحسناء الفرّونيّة : "لا نعلم على وجه التحديد، من هي المرأة المرسومة في اللوحة. لدينا عدّة أفكار، لكن ليس سهلًا أن نؤكّد من هي، خاصّة وأن عنوان اللوحة متأخّر، ولم يستعمله ليوناردو". 
إذ يختلف مؤرخو الفنّ حول الهوّية الحقيقيّة للمرأة الغامضة المسمّاة الحسناء الفرّونيّة، فهذا الاسم يأتي من التباس بينها وبين لوحة أخرى لسيدةٍ قيل إنها كانت عشيقة للملك فرانسوا الأوّل وكان زوجها محاميّا باريسيّا Le Ferron، فنُسبت إليه. وقد ذُكرت اللوحة للمرّة الأولى في سجلات المجموعة الملكيّة الفرنسيّة عام 1642 باعتبارها تمثّل "دوقة مانتوفا".
تجلس الحسناء متخذةً زاويةً بدرجة تُخفي ربع جسدها، وتدير وجهها نحو ناظِرها، بيد أن نِظرتها تهربُ منه. نِظرةُ باردةُ ذات صلابة وثباتٍ كامنيْن. ترتدي ثوبًا مفتوحًا عند صدره، مخمليًّا أحمر. لكن المميّز هو الحلي الذي تُزين به رأسها؛ حجابٌ أو حجرٌ كريمٌ معقودٌ على جبينها اللّجين، وهو حليّ كان رائِجًا لدى نساء منطقة اللومباردي الإيطاليّة. الحلي يضيف الالتباس إلى اللوحة، فإليه تنسب الحسناء حال كانت "دوقة منتوفا" بياتريس ديستيه زوجة لودفيكو سفورزا، رجل ميلانو القوّي الذي عمل ليوناردو لديه. وفي حال كانت إحدى عشيقتي لودفيكو، فهي إمّا سيسليا غاليراني أو لوكريزيا كريفيللي التي أنجبت طفلًا من لودفيكو.
وقد أظهر فحصٌ متأنٍ بواسطة الأشعة السينيّة تشابهًا كبيرًا بين الفرّونيّة وأختها الموناليزا، تقول إحدى خبيرات الفنّ ماجدولين هورس "تمّ إنهاء اللوحة من قبل يدٍ ثانية، أو أن تعديلات تمّت عليها بوجود المعلم ليوناردو، ومن الصعب معرفة أي حصّة من اللوحة لليوناردو وأيّها لأحد تلامذته".
المساهمون