تعرف على منح الدراسة بالخارج

11 يونيو 2016
يتجه عدد متزايد من الطلبة العرب للدراسة بالخارج (Getty)
+ الخط -
تم الإعلان نهاية الشهر الماضي في المملكة المتحدة عن تدشين مبادرة جديدة تسمح لطلاب 24 جامعة رائدة هناك -والتي تعرف باسم "راسل جروب"- بدراسة بعض المواد عن طريق الإنترنت؛ مما يساعد في تقليل الوقت والتكلفة؛ مع عدم الإخلال بالجودة أو المصداقية.

هذا وستنفذ المبادرة عن طريق شركة " Futurelearn" والتي تمتلكها الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة والتي شارك في برامجها منذ إنشائها عام 2013 نحو 3,751,187 طالبا؛ وتقدم ما يزيد على 120 تخصصا في مختلف فروع العلم بالتعاون مع جامعات مختلفة في المملكة المتحدة وخارجها أيضا.


المرونة اللازمة

تقول د. ابتهال محادين، الأكاديمية بجامعة أدنبره بالمملكة المتحدة للعربي الجديد، "يوفر التعليم عبر الإنترنت المرونة اللازمة لمواصلة مسيرة التعليم بدون الاضطرار لدفع نفقات إضافية أو السفر أو قطع مسيرة العمل لفترة من الزمن".



هذا وتعد دراسة بعض المواد عبر الإنترنت مفتوحة لجميع الطلاب حول العالم ويكون بعضها مجانيا، يتم دفع فقط مصروفات الشهادة وتوصيلها إلى الطالب حيث يعيش، مما يمكن الطلاب من تحصيل الكثير من العلم بأقل مجهود وبلا أي كلفة؛ يأتي هذا في ظل اهتمام متزايد من الطلاب في الشرق الأوسط بالتعليم بالخارج.

تضيف محادين أن "هناك قبولا عاما لفكرة الدراسة بالمملكة المتحدة بالنسبة للعرب باعتبارها أقرب من أماكن أخرى مثل الولايات المتحدة، وكذلك لأن الكثير من الدول العربية تعرضت للاحتلال الإنجليزي وبالتالي هناك روابط مشتركة".



معوقات الدراسة بالخارج

فكرة الدراسة بالخارج تثير الكثير من الأسئلة حول كيفية اختيار الجامعة المناسبة والتقديم لها، وكذلك تدبير نفقات الدراسة والمعيشة هناك.

يقول نبيل الشملي والذي حصل على درجة الماجستير من جامعة لندن لـ "العربي الجديد"، "اخترت الدراسة بالمملكة المتحدة لأنني أردت الدراسة باللغة الإنجليزية التي هي لغة العلاقات الدولية والمطلوبة لجميع المؤسسات الدولية، وكذلك لأن دراسة الماجستير سنة واحدة فقط".

يضيف الشملي أن أهم ما يراه من مميزات للدراسة بالمملكة المتحدة هي أن الجامعات هناك تأتي في تصنيف مرتفع مع اعتماد النقد والتحليل كمنهجية للدراسة، أما أهم العيوب فهي التكلفة العالية للدراسة والمعيشة في حال عدم الحصول على منحة.


محددات اختيار الجامعة

من المهم قبل اختيار أي جامعة الاطلاع على التصنيفات المختلفة للجامعات، فمنها ما يقيس علما بذاته وغيرها يقيس البحث العلمي في الجامعة ككل مقارنة بغيرها ، وأخرى تقيس رضا الطلاب عن الجامعة وتوظيف خريجيها.


كذلك يساعد الطلاب الجدد على معرفة تفاصيل كثيرة تتعلق بالدراسة والمعيشة الدخول لمنتديات الطلبة الدارسين هناك وكذا المواقع التي تعرض لمعلومات ذات صلة؛ بالإضافة لمواقع الجامعات والتي عليها المزيد من المعلومات والزيارات التي تقوم بها مختلف الجامعات لبعض الدول للتعريف بنشاطاتها.

أما بالنسبة لمصروفات الدراسة فهي تختلف من مادة لأخرى حتى داخل نفس الجامعة، كما تختلف باختلاف عدد ساعات الدراسة، وباختلاف التخصصات فنجد أن الدراسات العلمية غالبا ما تكون أكثر كلفة من الأدبية والعلوم الاجتماعية.

لذا تعد عملية القراءة والبحث في المواد المختلفة الموجودة والفرص المتاحة أمرا بغاية الأهمية لأنها تفتح للطالب آفاقا رحبة من الاختيارات المتنوعة؛ وكذلك طرق التمويل.


توفر المنح الدراسية

يوضح مصطفى أحمد الطالب بجامعة ايست أنجليا لـ "العربي الجديد" "يعتقد كثيرون أن منح

الدراسة نادرة أو يصعب الحصول عليها، الأمر ليس بهذه الندرة والصعوبة ولكن يحتاج لبحث وتخطيط ومعرفة بكيفية التقديم وإجابة الأسئلة ذات الصلة وما هي المنح الموجودة، وكذلك

الدراية بكافة الأوراق المطلوبة واستكمال السيرة الذاتية".


يدرس أحمد عن طريق منحة تشييفنج، والمقدمة من السفارة البريطانية لدول مختلفة ضمت هذا العام حوالي 1800 طالب من جميع أنحاء العالم.

ينصح أحمد، "من المهم جدا أن يتعلم الطالب كيف يسوق نفسه ويقنع جهات التمويل أنه فرصة جيدة للاستثمار فيه، وفي بعض الأحيان إذا أثبت الطالب جدارته في الماجستير، يمكن أن يساعده المشرف عليه للحصول على منحة للدكتوراه".



أنواع المنح الدراسية

المنح الدراسية إما أن تكون:

منحا كلية: وهي التي تؤمن مصروفات الدراسة والمعيشة بالكامل وهي ما يبحث عنها أغلب الطلاب؛ وتشهد منافسة عالية بين المتقدمين الذين يجب عليهم إثبات إنجازاتهم للحصول عليها.

منحا جزئية: وتلك هي التي تغطي نفقات الدراسة فقط.

منحا خاصة بدولة بعينها: وتكون غالبا لدراسة تخصص محدد.

منحا خارجية: وهي التي تقدمها بعض الحكومات والمؤسسات في الدولة التي منها الطالب في صورة منح أو قروض يردها الطلاب لاحقا مثل منحة تشيفننج وفولبرايت.


كما يمكن للطلاب العمل والمساعدة في نفقات التعليم والمعيشة وبعض الجامعات توفر وظائف مناسبة لهم.

تنصح محادين الطلاب العرب بالعمل الجاد خلال فترة تواجدهم بالمملكة المتحدة والانفتاح على الثقافة الموجودة وعدم الانعزال في مجموعات العرب فقط، كما ينصح الشملي بالاستمتاع والاستفادة من فترة الدراسة والتسجيل في أحد أندية النشاط الطلابي حيث يتعلم الطلاب الكثير من خلال انخراطهم بأنشطتها.

المساهمون