المغرب: أزمة طلاب الطب والصيدلة تدخل في نفق مسدود

24 يوليو 2024
تظاهرة احتجاجية نظمها أخيراً طلاب الطب والصيدلة في المغرب، 16 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تصاعد أزمة طلاب الطب والصيدلة في المغرب:** الأزمة بدأت منذ ديسمبر 2023 بسبب تغييرات في نظام الدراسة، مثل تقليص سنوات الدراسة وهيكلة السلك الثالث، مما أدى إلى مقاطعة الطلاب للامتحانات.

- **استمرار الاحتجاجات وضبابية المشهد الجامعي:** الاحتجاجات مستمرة منذ سبعة أشهر، مع نسبة مقاطعة عالية للامتحانات، مما يهدد العام الجامعي 2023-2024 ومصير 25 ألف طالب، وسط مطالبات الطلاب واستمرار الوزارتين في تقليص سنوات الدراسة.

- **مواقف الأطراف المعنية وتداعيات الأزمة:** الطلاب مستمرون في مقاطعة الامتحانات حتى تستجيب الوزارة لمطالبهم، بينما الحكومة تؤكد تعاملها بحسن نية، مما يثير تساؤلات حول مصير الطلاب ومستقبلهم الأكاديمي.

دخلت أزمة طلاب الطب والصيدلة في المغرب في نفق مسدود بعد مقاطعة الطلاب بغالبيتهم امتحانات الدورة الاستدراكية التي بدأت أوّل من أمس الاثنين، وذلك في خطوة تؤشّر على عمق الأزمة بينهم وبين الحكومة، وتحديداً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وتثير أسئلة عن مآل العام الجامعي 2023-2024، ومعه مصير 25 ألف طالب.

وتزداد ضبابية المشهد الجامعي، في ظلّ أجواء لا توحي بحلّ قريب للأزمة مع استمرار الاحتجاجات في كليات الطب (بما في ذلك طب الأسنان) والصيدلة ودخولها شهرها السابع على التوالي. وبعد مقاطعة امتحانات الدورة العادية التي أجريت ابتداءً من 26 يونيو/ حزيران الماضي، بنسبة عالية تخطّت 94 في المائة، لجأ طلاب الطب والصيدلة إلى مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية. وهكذا تكون هذه خطوة تصعيدية جديدة ضدّ رفض وزارتَي التعليم العالي والصحة الاستجابة لمطالبهم.

وكان هؤلاء الطلاب قد بدأوا احتجاجاتهم في 16 ديسمبر/ كانون الأول 2023، بإضراب مفتوح عن التدرّب في المستشفيات وعن الدروس النظرية والتطبيقية إلى جانب مقاطعة الامتحانات، احتجاجاً على تغييرات تطاول دراسة الطب والصيدلة في المغرب تتعلّق أساساً بقرار تقليص سنوات الدراسة من سبع إلى ستّ. وهم يطالبون كذلك بهيكلة السلك الثالث، ووضع تصوّر واضح بشأن طب العائلة، بهدف إضافته إلى السنة السادسة.

لكنّ مطالب طلاب المغرب هؤلاء لا تلقى حتى الساعة أيّ قبول من قبل وزارتَي التعليم العالي والصحة، بعد أن أكّدتا مراراً تشبّثهما بتقليص عدد سنوات الدراسة، بحجّة أنّ هذا التقليص يصبّ في إطار الجهود المبذولة لرفع مستوى العرض الطبي، ويحفظ كذلك القيمة المعنوية والعلمية لهذه الشهادة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، ولا يمسّ قطّ بجودة التكوين (التدريب).

ويبدو واضحاً اليوم، بعد مرور سبعة أشهر على بداية احتجاجات الطلاب، البالغ عددهم 25 ألفاً يتوزّعون على 11 كلية في كلّ أنحاء المغرب، أنّ حلّ الملف ما زال بعيداً، الأمر الذي يجعل شبح "السنة البيضاء" يلقي بظلاله على كليات الطب والصيدلة في المغرب.

في سياق متصل، قال عضو في اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، فضّل عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، إنّ "في ظلّ مقاطعة الطلاب الامتحانات للمرّة الرابعة، وطرقهم كلّ الأبواب من أجل إيجاد حلّ لملفّهم من دون أن يفلحوا في ذلك، تُطرح أسئلة كثيرة بشأن مصيرهم الذي يبقى مجهولاً حتى الساعة، وبشأن المسار الذي تتوجّه فيه الأمور، بعدما وجدوا أنفسهم مكرهين على عدم التدرّب والتحصيل العلمي لسبعة أشهر".

وحمّل عضو اللجنة الوطنية "وزارة التعليم العالي المسؤولية إزاء ما آلت إليه الأوضاع بسبب تشبّثها برؤيتها وإصرارها على إغلاق باب الحوار لأكثر من خمسة أشهر، قبل أن تحدّد الامتحانات وتتمسّك بتاريخ إجرائها من دون أيّ مراعاة لمطالب الطلاب". وأكّد أنّ "طلاب الطب والصيدلة في جامعات المغرب متشبّثون بقرار المقاطعة طالما لم تستجب الوزارة لمطالبهم كاملة"، موضحاً أنّ "نسبة مقاطعة امتحانات الدورة الاستدراكية مرتفعة، وقد بلغت في يومها الأوّل 97%".

وكان الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، المتحدّث الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس قد قال، في مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي عقب انعقاد مجلس الحكومة، إنّ الأخيرة "تعاملت بحسن نيّة مع الملف"، وتفاعلت "بشكل إيجابي وبحسن نيّة" مع أزمة طلاب الطب، و"تجاوبت مع مختلف النقاط المدرجة على طاولة الحوار"، و"لم تقصّر، بل بالعكس قدّمت الملف تقنياً للإحاطة بمختلف الأسئلة المطروحة".

المساهمون