5 برامج تكنولوجية تساهم في تعليم أصحاب الإعاقة

25 نوفمبر 2015
الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تعليم ذوي الإعاقة (Getty)
+ الخط -
تتوجه العديد من المؤسسات حول العالم ناحية القضاء على المشاكل التي يعاني منها ذوو الاحتياجات الخاصة في البيئات التعليمية مثل ضعف وقلة التفاعل مع زملائهم، والإحساس بعدم كفاءة العملية التعليمية بالنسبة لهم، عن طريق استخدام التكنولوجيا من أجل خلق بيئات أكثر تفاعلًا تساهم بشكلٍ جذري في القضاء على المشاكل المجتمعية والنفسية التي تحيط بهؤلاء الطلاب. 

يوجد الكثير من المزايا التي يتمتع بها هذا النموذج التعليمي مثل السماح للطلاب بالتعلم وفق سرعتهم الخاصة عن طريق ملاحظة مقدار تقدمهم وتفاعلهم مع المواد التعليمية المقدمة إليهم، إمكانية تكرار المحتويات التعليمية ومن ثم مراجعة الأخطاء وتصحيحها بشكلٍ عفوي من دون أن يشعر الطلاب بأي اختلاف عن باقي زملائهم، تحفيز عقول الطلاب بالإضافة إلى تنمية مهارات التفكير من خلال استخدام الألعاب التعليمية.
بالإضافة إلى العديد من المزايا والفوائد التربوية مثل القضاء على التوتر الناتج عن عدم تفاعل الطلاب مع زملائهم في البيئة التعليمية، تعديل سلوك الأطفال، السماح بتعلم مهارات ومعارف جديدة من القراءة والمهارات الرياضية، وأيضًا القضاء على الكثير من المشاكل النفسية والسلوكية التي تنشأ بسبب المضايقات التي يتعرض لها ذوو الاحتياجات الخاصة من بعض زملائهم.

نماذج تكنولوجية
1 – تحويل النص إلى صوت:
هناك العديد من البرامج التقنية التي تقوم بتحويل النصوص المكتوبة إلى أصوات مسموعة من أجل مساعدة ذوي الإعاقة مثل الطلاب المصابين بالعمى، والتوحدّ، أو أصحاب الإعاقات الذهنية. تعمل تلك البرامج عن طريق إجراء مسح ضوئي للنص المكتوب، ومن ثم قراءة الكلمات للطالب من خلال صوت إلكتروني يقوم باستخدام عدد كبير من أصوات الكلمات من أجل خلق وتركيب الجمل في سياقٍ معين، وبفضل التطور التقني الكبير الذي يشهده عصرنا الحالي، أصبحت تلك البرامج تتمتع بالدقة والواقعية أكثر من أي وقت مضى.

2 – تحويل الصوت إلى نص:
على عكس تقنيات تحويل النص إلى صوت، تعمل تلك التقنيات على تحويل الأصوات المسموعة إلى كلمات مقروءة من أجل مساعدة الطلاب الذين لديهم مشاكل في حاسة السمع، أو مشاكل في استخدام الكتابة مثل أمراض شلل الأطفال، ومرض التصلب الجانبي الضموري، وغيرها من الأمراض التي تتسبب في عدم قدرة الطلاب على تمييز الأصوات من ناحية، أو الكتابة من ناحية أخرى.

3 – التنبؤ بالكلمات:
تصمم تلك البرامج خصيصًا من أجل الطلاب الذين يعانون من إعاقات جسدية تمنعهم من الكتابة، حيث تعمل تلك البرامج على توقع الكلمة التالية التي يمكن استخدامها كما يحدث في بعض برامج لوحة المفاتيح الخاصة بالهواتف الذكية والتي تقوم بتوقع الكلمة التي سيتم كتابتها من خلال خوارزميات تحديد الكلمة الأكثر استخدامًا والأكثر ملائمة لمعنى الجملة المكتوبة. تأتي هذه البرامج مدعومة بتقنيات أخرى مثل تحويل النص إلى صوت من أجل مساعدة الطلاب في تطوير مهارات النطق والسماع بالإضافة إلى الكتابة.

اقرأ أيضا:التوحد... والعلاج بالحب

4 – الصور والملاحظات:
تقوم برامج الصور والملاحظات بمساعدة الطلاب في تسجيل الملاحظات أثناء الدروس سواءً عن طريق الكتابة المباشرة، أو تقنيات تحويل النص إلى صوت والعكس. كذلك تعمل هذه البرامج على إنشاء الصور والرسوم البيانية وتنظيمها بشكلٍ آلي يسمح للطلاب بوضع البيانات في الأماكن التي يختارونها ثم تقوم البرامج بمعادلتها وإنشائها بشكلٍ نهائي.

5 – البرامج الحسابية:
تعد البرامج الحسابية جزءًا من تقنيات تحويل الصوت إلى نص، إلا أنها تكون برامج وتقنيات مخصصة فقط للعمليات الحسابية من أجل مساعدة الطلاب الذين لديهم مشكلات مع الكتابة بشكل عام في تخطي تلك المشكلة. يقوم الطلاب بنطق المعادلات ثم يقوم البرنامج بتسجيل تلك المعادلات على شاشة جهاز الحاسب من أجل مساعدة الطلاب في حل تلك المسائل.
هناك بالطبع العديد من التقنيات الأخرى التي يتم استخدامها والتي تختلف وفقًا لكونها تقنيات متقدمة، أو متوسطة، أو بدائية مثل الألعاب التعليمية، الفيديو التعليمي، العروض التقديمية، برامج تسجيل الصوت، برامج التدقيق اللغوي، وغيرها من التقنيات التي يمكن استخدامها من أجل تعزيز مهارات التعلم لدى هؤلاء الطلاب.

المشاكل والتحديات
بالرغم من الفوائد والمميزات التي تقدمها تلك التقنيات في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن هناك العديد من المشاكل والتحديات التي تحول دون استخدام تلك التقنيات واعتمادها بشكلٍ رسمي كوسائل للتعلم في الدول العربية.

من تلك التحديات ارتفاع تكاليف استخدام تلك التقنيات وكذلك تكاليف تزويد المدارس بها، عدم توفر الدورات التدريبية في استخدام تلك البرامج سواءً للمعلمين أو للطلاب على حدٍ سواء، عدم رغبة التلاميذ في استخدام وسائل التعلم التقنية في بعض الأحيان.
بالإضافة إلى عدم اعتقاد المعلمين بأهمية تلك التقنيات ودورها في تنمية مهارات التعلم لدى الطلاب، عدم قدرة العديد من الطلاب على استخدام الأجهزة الإلكترونية وحدهم، هذا بالإضافة إلى كافة المشاكل والمعوقات التي تعمل على الالتزام بسياق نظام التعليم التقليدي والحؤول دون القيام بأي عمليات تطويرية في مجالات التعليم بشكلٍ عام.

في ظل توفر وانتشار التقنيات المتخصصة، لم يعد النظام التعليمي هو العائق في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، بل أصبح بالإمكان استغلال تلك البرامج من قِبل أولياء الأمور وتوجيهها في صالح أطفالهم داخل المنزل من أجل الحصول على تجربة تعليمية أكثر إثارة تعمل على الأقل على معادلة القصور التعليمي داخل صفوف المدارس التي يلتحق بها أطفالهم.

اقرأ أيضا:قال إنه تلميذ بليد فأصبح المخترع الذي أنار العالم



المساهمون