فارق أسطورة مانشستر يونايتد ومنتخب إنكلترا السابق، "سير روبرت" بوبي تشارلتون الحياة عن عمر يناهز 86 عاماً، اليوم السبت، بعدما أعلن نادي الشياطين الحمر عن ذلك في بيان رسمي وصفه خلاله بأنه "أحد أعظم اللاعبين وأكثرهم شهرة في تاريخ النادي".
الأسرة الكروية
كان والد بوبي تشارلتون عاملا في مناجم الفحم، لكن والدته إليزابيث "إلين" سيسي، كانت من عائلة رياضية وكروية، فكان خاله جاك ميلبورن محترفاً في ليدز يونايتد وبرادفورد سيتي وجورج ميلبورن في ليدز وتشيسترفيلد، وجيم ميلبورن لاعباً في ليدز وبرادفورد وبارك أفينيو وستان أيضاً لاعب تشيسترفيلد وليستر وروتشديل، أما أسطورة نيوكاسل السابق ومنتخب إنكلترا جاكي ميلبورن فقد كان ابن عم والدته، لكن تطوره في عالم كرة القدم كان بفضل جده تانر.
الحياة العائلية
التقى تشارلتون بزوجته نورما بول في حلبة للتزلج على الجليد في مانشستر عام 1959 وتزوجا عام 1961، وأنجبا ابنتين، سوزان وأندريا، عملت سوزان كمتنبئة جوية لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) خلال التسعينيات، وأصبح لديهما أحفاد، بما في ذلك روبرت ابن سوزان، الذي سمي على شرف جده.
وفي عام 2007، أثناء نشر سيرته الذاتية، كشف تشارلتون أنه كان على عداء طويل الأمد مع شقيقه جاك، نادرًا ما تحدثا مع بعضهما البعض بعد خلاف بين زوجته نورما ووالدته سيسي (التي توفيت عام 1996 عن عمر يناهز 83 عاماً)، لم ير بوبي تشارلتون والدته بعد عام 1992 نتيجة للخلاف.
كارثة ميونخ
عاش بوبي تشارلتون كارثة ميونخ التي وقعت في 6 فبراير/ شباط 1958، حينما تحطمت طائرة الخطوط الجوية البريطانية الأوروبية خلال محاولتها للمرة الثالثة الخروج من المدرج الذين كان مغطى بالثلج والمياه السائلة، وفارق 23 شخصاً من مجموع 44 كانوا على متن الطائرة الحياة، حيث وقف القدر إلى جانب السير بوبي.
سقط تشارلتون من الكابينة وهو مقيد في مقعده، عندما وجده حارس مرمى يونايتد هاري غريغ (الذي تمكن بطريقة ما من خلال ثقب في الطائرة أن يخرج سالماً وبدأ مهمة الإنقاذ) اعتقد في البداية أنه مات، لكن مع ذلك، فقد أمسك كلّ من تشارلتون وفيوليت من أحزمة سروالهما وسحبهما بعيدًا عن الطائرة، في خوف من أن تنفجر، ثم عاد غريغ إلى الطائرة لمحاولة مساعدة باسبي وبلانشفلاور المصابين بجروح مروعة، وعندما استدار مرة أخرى، شعر بالارتياح عندما رأى تشارلتون وفيوليت على قيد الحياة، لكن السير أصيب بجروح في رأسه وصدمة شديدة وبقي في المستشفى لمدة أسبوع. وكان تشارلتون أول ناجٍ مصاب يغادر المستشفى، فيما لم يتم إدخال هاري غريغ وبيل فولكس إلى المستشفى لأنهما نجيا دون أن يصابا بأذى.
إنجازات ما بعد الاعتزال
ساعد بوبي تشارلتون في الترويج لطلبي مانشستر استضافة الألعاب الأولمبية لعامي 1996 و2000 ودورة ألعاب الكومنولث لعام 2002، وترشّح إنكلترا لاستضافة كأس العالم 2006 وترشّح لندن الناجح لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012. وقد حصل على وسام الفروسية في عام 1994 وكان أحد الأعضاء الذين افتتحوا قاعة مشاهير كرة القدم الإنكليزية في عام 2002.
خارج الملاعب
شارك تشارلتون في عدد من الأنشطة الخيرية، بما في ذلك جمع الأموال لمستشفيات السرطان، وانخرط في مساعدات لإزالة الألغام الأرضية بعد زياراته إلى البوسنة وكمبوديا.
الرابع في تاريخ الشياطين الحمر
في يناير 2011، جرى التصويت لتشارلتون كرابع أعظم لاعب في تاريخ مانشستر يونايتد على الإطلاق من قبل قراء موقع "Inside United وManUtd.com"، حيث جاء خلف ريان غيغز (الذي تصدر الاستطلاع)، وإريك كانتونا وجورج بيست. وفي 15 فبراير 2016، أعلن مانشستر يونايتد عن إعادة تسمية المدرج الجنوبي في أولد ترافورد تكريماً للسير بوبي تشارلتون.
المرض والوفاة
في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2020، جرى الكشف عن إصابة تشارلتون بالخرف، ليفارق الحياة يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي بيان رسمي أكدت العائلة أنّه توفي "بسلام في هذا الصباح" ليصبح بذلك جيف هيرست آخر لاعب إنكليزي على قيد الحياة حضر في نهائي كأس العالم 1966، الذي حققه تشارلتون مع زملائه على أرضهم أمام ألمانيا.