بطلة المصارعة المصرية انتحرت..ولم تدهسها سيارة!

22 نوفمبر 2016
المصارعة الراحلة ريم انتحرت (تويتر-العربي الجديد)
+ الخط -
ما كاد والدها بطل المصارعة ينعاها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، وما كادت مراسم جنازتها الشعبية والرسمية تنتهي، حتى قرر المحامي العام لنيابات الإسماعيلية شرق العاصمة المصرية القاهرة، وفي مفاجأة مدوية، استخراج جثة بطلة العالم وأفريقيا في المصارعة الرومانية ريم مجدي لتشريحها بعد توافر أدلة عن وجود شبهة جنائية في وفاتها، بالإضافة إلى التحفظ على والدها وتوجيه اتهام له بدفعها للانتحار.

خبر الوفاة أعده والدها وجاء فيه أنه صدمتها سيارة مجهولة أمام "عزبة المنشار بالكيلو 11 دائرة مركز الإسماعيلية" عندما نزلت من سيارته التي كان يقودها لإحضار متعلقات نسيتها في مركز الشباب بعد التدريب.

وعلى الفوز نعت الجهات الرسمية البطلة، وشاركت مع الأهالي في جنازة تقدمها اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية وعدد كبير من القيادات التنفيذية بالمحافظة، حيث تمت الصلاة على الجثمان بالمسجد الإسماعيلي.

مفاجأة كبرى
طلبت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب من اللواء مجدي عبد الغفّار وزير الداخلية سرعة التحقيق في الحادث وضبط الجناة لكشف جميع ملابساته، ولم تكن تعلم –اللجنة -أنها بهذا الطلب تفجر واحدة من كبرى المفاجآت في الوسط الرياضي المصري والعربي والأفريقي، حيث أثبتت أدلة البحث الجنائي أن بطلة أفريقيا لم تتعرض لحادث سير مثلما أبلغ والدها، وكشفت كاميرات مراقبة بالقرب من موقع الحادث الذي أعلن عنه والدها عدم وقوع حوادث على الطريق في ذلك الوقت.

وكان الأب حرص على عدم ظهور زوجته وابنته الأخرى بدعوى انهيار أعصابهما، ولكن بعد اكتشاف الأدلة تم استدعاؤهما، وأنكرت الأم في البداية قبل أن تنهار وتعترف بما حدث بعد أن قال لها المحقق إنه دم ابنتك وتبين أنها انتحرت قفزا من السيارة التي كانت تستقلها مع والدها بوجود والدتها وشقيقتها الصغرى بعد أكثر من مشادة مع الأب-الذي شدد عليهما كتمان ما حدث والقول إن سيارة صدمتها أثناء عبورها الطريق-في الفترة الأخيرة وصلت إلى حد الصفع على الوجه والضرب بالقدم بسبب متابعتها المستمرة لمواقع التواصل الاجتماعي وإهمالها التدريب وعدم مذاكرة دروسها.

حب اللعبة
ولدت البطلة المنتحرة بالإسماعيلية عام 2001، وهي طالبة بالصف الثالث الإعدادي بمدرسة "صفية سعد زغلول" لأب هو مجدي يوسف بطل المصارعة الرومانية الأسبق الشهير بـ"مجدي كابوريا" والحاصل على 59 بطولة من بين بطولات للجمهورية وأفريقيا والعرب والعالم والبحر الأبيض المتوسط، واعتزل عن 28 عاما بسبب الإصابة، وعنه أحبت اللعبة ودخلتها في سن السادسة بالرغم من معارضته الشديدة في البداية لأعراف القبيلة التي ينتمي إليها قبل أن يوافق بسبب تصميمها، بل وتولى تدريبها بنفسه.


وكانت تتدرب مع الأولاد أكثر من الفتيات لرغبتها في إثبات قوتها بسبب ضعف بنيتها الجسدية، وتوقفت لفترة ثم عادت للتدريب في سن التاسعة على يد والدها في مركز شباب الإسماعيلية، وشاركت في البطولات وسط إعجاب من يتابعها.


وحصلت على 3 بطولات للجمهورية تحت 14 سنة، و3 بطولات تحت 17 سنة، و3 بطولات تحت 20 سنة، ثم الميدالية الذهبية ببطولة الجمهورية فوق 20 سنة ولخمس سنوات متتالية قبل أن تفوز بالميدالية الذهبية لبطولة أفريقيا للناشئين في الجزائر، ومن بعدها، وقبل شهرين حصلت على الميدالية البرونزية في بطولة العالم للناشئين في جورجيا في وزن 43 كيلوغراما بعد فوزها على لاعبة الهند 5-4 وسط تجاهل إعلامي ودون تكريم إلا من مركز الشباب صاحب الإمكانات المتواضعة.


السير على خطى والدها
ويحكي الأب قصة موافقته على دخولها المصارعة قائلا: "كانت تقابلني كل يوم بالبكاء على ذكرى صوري وميدالياتي. كنت أرفض بشدة، ولكنني أدركت أنها ستكون خليفتي في اللعبة، وقفت في وجه العادات والتقاليد وتحدت أعراف قبيلتنا، كما كانت حريصة على التدريب مع الأولاد وكانت تتغلب عليهم، وكأنها ترفض بنيتها الضعيفة".


وفي هذا العام فازت ريم ببطولة الجمهورية تحت 15 سنة، وتحت17 وتحت 20 سنة وفوق 20 سنة، ثم ذهبية أفريقيا وبرونزية العالم، وهي أول مصارعة في تاريخ الاتحاد الدولي للعبة تفوز بـ 4 بطولات بمراحل سنية تفوق عمرها، بالإضافة إلى أنها كسبت جميع المباريات بالكتف دون أن يسجل ضدها أي نقطة. وريم كانت متفوقة في دراستها، وكانت تتمنى الحصول على بطولة العالم للكبار والالتحاق بكلية التربية الرياضية لدراسة المصارعة وممارسة تدريب المصارعات.