تاريخ المنتخب الجزائري (8): فريق سعدان... وموقعة أم درمان

09 يونيو 2014
المدرب الجزائري رابح سعدان (getty)
+ الخط -

فشل المنتخب الجزائري في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في غانا سنة 2008، فاستنجد الاتحاد الجزائري لكرة القدم بالمدرب رابح سعدان، لإعادة هيبة المنتخب على الساحة القارية، وخلافة المدرب المُقال من منصبه جون ميشال كافالي، بعد خلو القائمة من أي مرشحين لتولي منصب المدير الفني للمنتخب.


وكان النجم السابق للكرة الجزائرية، رابح ماجر، أبرز مرشح لقيادة سفينة الخضر، لكنه اعتذر في آخر لحظة عن تولي المهمة لوجود خلافات مع بعض المسؤولين في الاتحاد، فضلاً عن ارتباطاته المهنية مع قناة الجزيرة الرياضية في ذلك الوقت.

وشاءت الصدف أن يجد المنتخب الجزائري نفسه في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، داخل مجموعة تضم منتخبات مصر وزامبيا، ورواندا.

بداية حُلم

واجه المنتخب الجزائري نظيره الرواندي في المرحلة الأولى من التصفيات المزدوجة من نهائيات كأس العالم وكأس أمم إفريقيا 2010 ، حيث تعادل محاربو الصحراء بنتيجة 0-0 خارج الديار، إلا أن طموح الجزائريين كبر مباشرة بعد الفوز بنتيجة ثقيلة على المنتخب المصري يوم السابع من يونيو/حزيران 2009 بثلاثية كاملة مقابل هدف واحد، سجلها كل من كريم مطمور، عبد القادر غزال، ورفيق جبور.


وأعلن المنتخب الوطني الجزائري بهذا الفوز بداية حلم جديدة نحو تحقيق المراد، والتأهل إلى المونديال، وخصوصاً بعد فوز الخضر في الأدغال الإفريقية أمام زامبيا بنتيجة 2- 0 من تسجيل مجيد بوقرة، ورفيق صايفي، قبل لقاء العودة أمام المنتخب نفسه في سهرة رمضانية عاد الفوز فيها الى المنتخب الجزائري بنتيجة 1-0 من تسجيل رفيق صايفي، وانتظر عشاق الخضر إلى غاية 11 أكتوبر 2009 لخوض مباراة العودة أمام منتخب رواندا التي انتهت بثلاثية مقابل هدف واحد.


أحداث القاهرة

أسالت مباراة الديربي بين البلدين الشقيقين الجزائر ومصر، كثيراً من الحبر، وخصوصاً أن المواجهة رافقتها أجواء مشحونة وسبقتها أحداث القاهرة من خلال الاعتداء على حافلة المنتخب الجزائري قبل التوجه إلى الفندق، لتشتعل حرباً إعلامية بين البلدين قبل المباراة التي جرت يوم 14 نوفمبر 2009، والتي عرفت فوز الفراعنة بهدفين مقابل صفر وتقرر إقامة المباراة الفاصلة في السودان بعد أربعة أيام فقط عن مباراة القاهرة.

واقعة أم درمان

قررت السلطات الجزائرية إنشاء جسر جوي بين الجزائر والسودان، وتم برمجة ما لا يقل عن 30 رحلة نحو العاصمة السودانية الخرطوم لتقل عدداً كبيراً من الأنصار بلغ 7500 مشجع وبأسعار رمزية، لتقديم المساندة لمحاربي الصحراء في مباراة الحسم أمام الفراعنة، التي أنهاها "الأفناك" لمصلحتهم بفضل الهدف التاريخي للمدافع عنتر يحيى، الذي أعلن انطلاق الاحتفالات في الجزائر.

المرتبة الرابعة في أنجولا

جاءت بطولة كأس أمم إفريقيا بأنجولا، كتأكيد على صحوة الكرة الجزائرية بعد سنوات طويلة من المهازل ، حيث أن المتتبع لمشوار المنتخب الوطني في هذه البطولة يتأكد بأن تأهله إلى المونديال لم يكن من باب الصدفة، بل كان بادرة مستقبل مشرق لـ"الخضر" وهو ما جعلهم يرفعون التحدّي في أنجولا ويقدمون مستوى جيداً لينهوا البطولة في المركز الرابع.


وسجل المنتخب الجزائري في مجموع مبارياته الست، انتصارين أمام مالي وكوت ديفوار و3 هزائم أمام مالاوي، مصر ونيجيريا، مقابل تعادل أمام المنتخب المنظم أنجولا، وبلغة الأرقام سجل هجومه 4 أهداف فقط، منها اثنان عن طريق مدافعين، هما حليش وبوڤرة، واثنان من المهاجمين مطمور وبوعزة، وهي حصيلة ضعيفة لأنها لم تصل معدل هدف في كل لقاء، والأكثر من ذلك أن المنتخب الجزائري تلقى 10 أهداف في 6 لقاءات بمعدل يفوق الهدف ونصف الهدف في كل لقاء وهي حصيلة تبقى مرتفعة نوعاً ما قياساً بقوة دفاع الخضر خاصة في التصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا.

مونديال النقطة الوحيدة

بعد الأداء المرضي الذي قدمه أشبال المدرب الوطني رابح سعدان، في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 بأنجولا والوصول إلى الدور النصف نهائي من المنافسة، مر الفريق إلى المنافسة الكبرى، إلى مونديال العمالقة في جنوب إفريقيا، حيث لعبت الجزائر في المجموعة الثالثة إلى جانب كل من سلوفينيا، المنتخب الإنجليزي، والمنتخب الأميركي، إلا أن أشبال المدرب السابق رابح سعدان، تمكنوا من حصد نقطة وحيدة بعد تعادل أمام منتخب إنجلترا وهزيمتين أمام سلوفينيا، ومنتخب الولايات المتحدة الأمريكية.

وفشل المدرب رابح سعدان، وأبناؤه مرة أخرى في تحقيق الحلم العربي والمرور للدور الثاني بعد فشله في دورة مكسيكو 1986، ليتخذ الاتحاد الجزائري قرار إقالة الجهاز الفني بقيادة سعدان، وتبديله بالمدرب عبد الحق بن شيخة.

المساهمون