يوفى إنتر.. الماضي والحاضر والمستقبل

13 مايو 2021
يوفنتوس يريد الفوز على إنتر من أجل التأهل إلى دوري أبطال أوروبا (العربي الجديد)
+ الخط -

عندما سُحبت قرعة الدوري الإيطالي، الكلّ تقريباً اعتبر أن الأمور ستُحسم رسمياً على مستوى اللقب في مواجهة تورينو قبل ختام الموسم بجولة واحدة، لكن لا أحد إطلاقاً توقع أن نصل إلى هذه المباراة كما وصلنا إليها الآن.

يوفى إنتر لن تُلعَب من أجل حسم اللقب، لأن إنتر حسمه رسمياً منذ جولتين، وعملياً قبل ذلك بكثير. بالأرقام، المباراة لا تعني لإنتر شيئاً. بالتاريخ والصراع الكبير، تعني له الكثير. أما بالنسبة إلى يوفى، فهذه مباراة قد تحسم مصيره في دوري الأبطال، المسابقة التي يحلم يوفى بالفوز بها منذ أكثر من ربع قرن، ها هو على مشارف الغياب عنها إن خسر ديربي إيطاليا.

هي مباراة فيها من الماضي الكثير، فيها كونتى الذي أعاد يوفى إلى القمة في إيطاليا، وها هو ينزله عنها ويعيد إنتر إلى القمة، لم يفعل ذلك سابقاً سوى تراباتوني، ولو بطريقة مختلفة.

فيها تسليم لقب بعد تسع سنوات متتالية، لا يستحق فيها يوفى من جمهوره سوى أن يقال له: شكراً على كلّ هذه الأوقات الرائعة التي جعلتنا نعيشها في إيطاليا، لكن ذاكرة البعض تبدو قصيرة بشكل لا يصدق.

فيها إنتر الذي يتخلّص من عقدة عدم قدرته على منافسة يوفنتوس، لأول مرة في تاريخه سيلعب في اليانز ستاديوم، وهو بطل لإيطاليا.

قمة نحتاج لأيام لكي نذكر تاريخها الذي لا يكاد ينتهي، لكن حاضرها الآن هو منعطف كبير ليوفى تحديداً، من دون دوري الأبطال سيكون هناك تغييرات جذرية، على الأرجح كريستيانو سيغادر، بيرلو بشكل أكيد، لاعبون وإداريون أيضاً، سنكون أمام يوفى جديد بكل معنى الكلمة.

قمة فيها مستقبل الفريقين، مستقبل يوفى متوقف على نتيجتها تحديداً، أما مستقبل إنتر، فلا علاقة له بها، لكن المفارقة أنه مقلق أكثر لجمهوره، سانينغ تعاني لإيجاد الأموال، رواتب اللاعبين لم تدفع منذ خمسة أشهر، قبل أواخر يونيو يجب أن تدفع كلها وإلا لا يمكن إنتر أن يلعب في الموسم المقبل، المستثمر الجديد الذي يُحكى عنه أنه سيضخ ما يقارب 250 مليون يورو، سيصرف جزء كبير منها في الرواتب. حسناً، وماذا عن الموسم المقبل؟ ماذا عن المركاتو، مستقبل الموجودين، ومن سيأتي؟ ماذا عن كونتى الذي لم يتحدث إلى الإعلام في آخر مناسبتين؟

موقف
التحديثات الحية

لا شك في أن الأسئلة كثيرة في أروقة إنتر، الجمهور الذي يحتفل بالسكوديتو يريد إجابات عنها في أقرب وقت ممكن. على الأرجح، لن يكون ذلك قبل نهاية الموسم، وحتى ذلك الحين. الجمهور يريد أن يستمتع باللقب، إنتر كونتى أعطاه أفراحاً كبيرة، إبعاد يوفى عن دوري الأبطال سيكون بالنسبة إليهم بمثابة حبة الكرز الرائعة على قالب الحلوى اللذيذ، أما بالنسبة إلى اليوفى، فالتأهل إلى دوري الأبطال من بوابة إنتر سيكون له طعم مختلف، أجمل بكثير، سيخفف، ولو قليلاً، من مرارة موسم للنسيان، بعد كلّ سنوات التألق.

المساهمون