هوا فانغ تيه: تجربة الولايات المتحدة جعلتنا أقوى وأقنعت الجميع

17 يونيو 2023
هوا فانغ تي رئيس بطولة "ون" (ون)
+ الخط -

حلّ هوا فانغ تيه، رئيس بطولة "ون" الخاصة بالفنون القتالية، ضيفاً على "العربي الجديد".

شاركت في منتدى قطر الاقتصادي وحضرت حلقة نقاشية بعنوان "أعمال الرياضة"، من واقع خبرتك في منافسات "ون"، والتي شهدت تطوراً كبيراً مؤخراً، كيف تتصور مستقبل الرياضة كعمل تجاري؟

الرياضة باتت عملا مهما جداً، وهناك الكثير من الأمور التي تتغير اليوم، وواحدة منها في "ون". وأهم شيء معرفة كيف يتفاعل الناس مع مثل هذه الرياضات، ففي الماضي، كان الشخص يذهب لمتابعة منافسة أو يتابعها مباشرةً من الملعب، أو يمكن متابعتها عبر شاشة التلفزيون.

اليوم تغيرت طريقة التعامل مع الرياضة، فالبعض يُتابع المنافسات عبر شاشة التليفون أو "الآي باد"، وبعض الناس يتابع مقتطفات ما بعد المواجهة أو مقاطع فيديو قصيرة بدلاً من متابعة المواجهة بأكملها. وهناك أشخاص يحبون معرفة تفاصيل خاصة عن المنافسين وخلفياتهم الرياضية والحياتية، ولهذا السبب وُجدت فكرة وثائقي "ذا أبرانتيس"، فباتت هناك سلسلة "ذا أبرانتيس" على "نتفليكس" والتي عُرضت في الشرق الأوسط أيضاً. والموسم الثاني صُور في الدوحة، وعلى الجميع انتظار ما هو قادم، وهو جزء من عمل "ون" اليوم. فشهرة "ون" في الولايات المتحدة الأميركية بدأت تكبر، خصوصاً مع تغيّر شكل الرياضات، فالأمر تبدّل من مجرد متابعة حدث رياضي مباشرةً من الملعب أو عبر شاشة التلفزيون، إلى متابعة محتوى خاص لهذه الرياضة من الأحداث العالمية المباشرة.

فورمولا 1 مثلاً، لديها برنامج واقعي "Drive to survive" وهو سبب مهم لشعبيتها المتزايدة في الولايات المتحدة، لذا تغيرت الطريقة التي يتعاطى من خلالها المستهلكون مع الرياضة. واليوم أيضاً هناك أشياء مثل المراهنات والمشاهدة عبر الواقع الافتراضي، وهناك عدة ألعاب مرتبطة بالرياضة أيضاً، وعليه يكون هذا الأمر سوقا وأسواقا كبيرة للرياضة في مختلف المجالات، وكل هذا يتطور مع مرور السنوات، ويُستثمر في الرياضة.

وعندما تتحدث عن مُلاك للرياضة، يفكر البعض بأن مليارديراً يملك فريقا رياضيا، إن كان في كرة قدم أو من خلال فريق كرة سلة، هذه هي النظرة التقليدية للمُلاك في عالم الرياضة، لكننا نعيش في عالم مختلف اليوم، نحن في العالم حيث تزايد رأس المال المؤسسي مثل صناديق الأسهم الخاصة وصناديق رأس المال الاستثماري وصناديق الثروة السيادية التي تستثمر في الأصول الرياضية، وهذا اتجاه سيستمر، وهو يبشر بالخير لأولئك الذين يمتلكون ويديرون البطولات الرياضية.

مع حدث "One Fight Night 10"، في وقت سابق في شهر مايو/أيار الماضي، ظهرت منافسات بطولات "ون"، لأول مرة على أرض الولايات المتحدة الأميركية، ما هو حجم ذلك لبطولة واحدة؟ وكيف تقيمون استقبال الجماهير الأميركية والعالمية؟

كان ذلك إنجازاً كبيراً جداً بالنسبة لنا، ونحن بالفعل أحد أكبر خمسة مواقع رياضية من حيث مقاييس المشاهدة في العالم، وفقًا لنيلسن. مقارنة بآسيا، فإن علامتنا التجارية جديدة نسبياً في الولايات المتحدة، لقد فوجئنا بنجاح "One Fight Night 10"، كل التذاكر بيعت خلال أسابيع مع الحد الأدنى من التسويق، لقد حطّمنا أيضاً العديد من الأرقام القياسية وكنا الأكثر تداولاً على تويتر في الولايات المتحدة الأميركية وكندا خلال تلك الأمسية.

في تلك الليلة، حققنا نجاحاً كبيراً وكانت الحقائق واضحة، كان حدثاً ذا صدى كبير، كان هناك زوجان يجلسان إلى جانبي وقادا السيارة لمدة 8 ساعات من مدينة كانساس سيتي من أجل مشاهدة الحدث. لقد كانت مفاجأة سارة وعلامة فارقة في غاية الأهمية لأن الولايات المتحدة في نهاية المطاف أكبر سوق رياضي وأكثرها تطورًا في العالم. كنا نعرف جيداً أنه يمكن الدخول بقوة في هذا السوق وتحقيق نجاحات كبيرة، وهذه التجربة جعلتنا أقوى وأقنعت الجميع بعملنا، لدينا الحق في الفوز صحيح؟ وعليه سنعمل من أجل ذلك، وسنذهب إلى أكثر من مجرد أميركا، سنُتابع التقدم أكثر.

تشير الأرقام المنشورة في وسائل الإعلام إلى أن "ONE وUFC" هما الآن أكبر شركتين تتنافسان وجهاً لوجه في عالم فنون القتال العالمية. كيف تخطط "ون" لمواصلة توسعها العالمي ومواجهة منافستها الرئيسية "UFC"؟

في البداية، أعتقد أن هناك مساحة للجميع في عالم الرياضات القتالية، وبالنسبة لي هي من أكثر الرياضات نمواً بسرعة، ونحنا ما زلنا في البداية وندرس حجم الجمهور وحجم السوق الموجود حالياً بالنسبة لهذه الرياضة.

لدي احترام كبير لما بنته "UFC" حتى الآن، لكنْ لدينا نهج فريد خاص بنا. بالنسبة لنا، تعتبر فنون الدفاع عن النفس أعظم كنز ثقافي في آسيا، وهي تجسّد القيم التقليدية مثل النزاهة والتواضع والشرف والاحترام، والانضباط، والشجاعة، والرحمة. لهذا السبب يضع الآباء في جميع أنحاء العالم أطفالهم في مدارس فنون الدفاع عن النفس. ومن خلال هذه الرياضة نريد تعزيز هذه القيم والتعبير عنها.

النجاح لا يحدث بين ليلة وضحاها، فهناك في الأساس 4 مراحل لبناء الرياضات العالمية، أولاً عليك أن تضمن أن يكون لديك مُنتج جيد، وثانياً أفضل إنتاج وإخراج، أما ثالثاً فأفضل إضاءة وتصوير، ورابعاً أفضل الرياضيين طبعاً. ولكن عليك أيضاً الحرص على أن يُقدم المُنتج شيئا صحيحا، ما يعني أن عليك الاستثمار بشكل جيد مع الوقت. وعليك معرفة كيفية التسويق بأفضل طريقة في السوق العالمي والاستمرار في الصعود نحو الأعلى. وعليه ستصل إلى مرحلة ما، حيثُ يشارك الرياضيون سعياً لحصد حزام "ون"، وكأنه لقب في منافسات السلة الأميركية أو ميدالية ذهبية في الأولمبياد، أو الأفضل في العالم. لكن امتلاك منتج جيد وامتلاك علامة تجارية جيدة لا يكفي، عليك أيضًا التأكد من أن علامتك التجارية ومنتجك محبوبان على نطاق واسع من قبل الناس. لذلك هذا يعني الذهاب إلى بلد تلو الآخر، وهذا الأمر يعني اكتساب ثقة الناقل التلفزيوني والحصول على مساحة في وسائل العرض الحديثة (الأجهزة الإلكترونية).

نحن اليوم في 170 بلداً، وعليه يجب أن نفعل كل شيء بالشكل الصحيح، وبعد كل هذا تأتي المرحلة الأهم وهي تحقيق الأرباح، وعلى هذا الصعيد هناك الكثير من الطرق المختلفة لكيفية تحقيق الربح من الرياضة. يمكن بيع حقوق البث، عمليات البيع للرعاة، بيع التذاكر، بيع قمصان خاصة في كل بلد، خصوصاً دفع البلد الذي يستضيف الأحداث تكاليف الحضور وإقامة الحدث الرياضي.

بمجرد أن تعرف المبادئ الأساسية لعملية جعل الرياضة عالمية، هناك الكثير من الطرق لتحقيق الدخل وبناء صورة خاصة للمُنتج، وأعتقد أننا وصلنا اليوم إلى مرحلة متقدمة جداً، والتي حاولنا بناءها في السنوات الماضية، نحن نواصل بناء ما نسميه "RFE "، وهو الوصول والتكرار والمشاركة، والتأكد أننا لا نبث فقط في عدد أكبر من البلدان، لكن أن نتفاعل مع مشاهدينا بشكل أعمق. ينصب التركيز حقًا على التأكد من استمرارنا في النمو وتحقيق الدخل من الرياضة بالطريقة الأكثر ملاءمة لأي بلد يتم البث فيه أو تنظيم الأحداث فيه.

بالانتقال إلى الشرق الأوسط، صورت مؤخرًا عدة حلقات من سلسلة "ONE": The Apprentice ONE" Championship Edition"، في الدوحة مع شركاء إقليميين وعالميين كبار. كيف كانت تجربة التصوير في الدوحة؟ وما أبرز أهداف شراكتكم مع المدينة الإعلامية بقطر؟

كانت تجربة التصوير رائعة. الدوحة مدينة رائعة تستحق الزيارة. كثير من الناس يعرفون هذا بالفعل بسبب كأس العالم.

لقد علق الناس على أن كأس العالم في قطر كانت الأفضل في التاريخ. جهاز قطر للاستثمار هو أحد مستثمرينا، وفي منتدى قطر الاقتصادي العام الماضي وقّعنا مذكرة تفاهم مع المدينة الإعلامية في قطر، وهذا ما بدأ الشراكة. لقد كانوا شركاء رائعين للعمل معهم. إنهم أذكياء جدًا ولديهم دهاء كبير. نتشارك في رؤية مشتركة لتطوير المشهد الإعلامي في قطر وجعل قطر مركزًا إعلاميًا في المنطقة والعالم.

ما هي خطط "ONE" للشرق الأوسط لعامي 2023 و2024؟ هل سنشهد أحداثاً على الأرض؟ هل تخطط للظهور أكثر في بلد معين؟ هل سنرى صالات رياضية أو مرافق تدريب ذات علامات تجارية مفتوحة في الشرق الأوسط حيث يمكن للمواهب الشابة الحصول على تدريب عالي الجودة؟

كلّ ما ذكرته مطروح بالتأكيد على الطاولة والأمر مجرد مسألة تحديد الشركاء المناسبين والتوقيت المناسب. سنكون حريصين جدًا على إقامة الحدث في الشرق الأوسط خلال المستقبل القريب، نحن نناقش الفكرة مع عدد من الأطراف المتنوعين.

رأينا عدداً من المواهب من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتقدم في بطولة "ون"، إيرانيين وأتراكا ومغاربة ومؤخراً بطل العالم لليمن في "الجيوجيتسو"، أسامة المروي. هل تعمل "ون" بنشاط على اكتشاف المواهب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

الشيء الجيد في فنون الدفاع عن النفس هو أنه على الرغم من أنها في الأصل من آسيا، فهي رياضة يمارسها على نطاق واسع الكثير من الناس، وجرت ممارستها في الشرق الأوسط لفترة طويلة. تُعتبر الفنون القتالية وتقاليدها عميقة الجذور في تاريخ الشرق الأوسط.

لذلك هناك الكثير من المواهب وهناك الكثير من الناس الذين يمارسون الفنون القتالية. منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست منطقة صغيرة. نحن نتحدث عن تعداد سكاني يقارب 600 مليون شخص. ومنطقة الخليج هي أيضًا جزء ثري جدًا من العالم. لذلك من حيث الإمكانات الرياضية وحجم السوق، كلاهما جذاب للغاية بالنسبة لنا.

(تتضمن المقابلة محتوى إعلاني يُنشر لصالح "One Champion-client”)
دلالات
المساهمون