30 سبتمبر 2020
+ الخط -

ما حدث في نادي برشلونة بشأن قضية النجم ليونيل ميسي غير عادي، أمر فريد من نوعه، لسبب بسيط أن اللاعب يعتبر بمثابة تاريخ برشلونة الحديث إن صح التعبير، فهو من فاز بالألقاب وأهدى البلاوغرانا تاريخاً مشرقاً، فكان من الطبيعي أن يصفه البعض بأنه "لاعب من خارج الكوكب".

وأود هنا القول إن اعتبار ميسي من خارج الكوكب من خلال ما عبر عنه كثيراً في وقت سابق العديد من النقاد والمحبين والجماهير وحتى وسائل الإعلام المقربة من النادي الكتالوني قد يكفي لأن نجيب عن سؤال مهم وهو : هل ميسي أكبر من برشلونة؟

تصريحات ميسي الأخيرة حول سواريز ومن قبلها التلويح بالرحيل لم يكونا أمراً سهلاً، بل إن غياب رد فعل إدارة برشلونة حول تصريحاته ميسي المتعلقة بقوله: "لم يكن ينبغي لهم طردك بالطريقة التي فعلوها، لكنني لم أعد أستغرب شيئاً منهم" يعني أن هذه عبارات نارية جداً وتمس الإدارة بطبيعة الحال والتي اعتبرها كمتابع لبرشلونة سبباً في كوارث الفريق.

رد فعل الإدارة على انتقادات ميسي اللاذعة غاب تماماً، لم ولن يردوا، بل إن الدليل على أن ميسي بدا أنه أكبر من نادي برشلونة تصريحات كومان مؤخراً حول رحيل سواريز حين قال لم يكن قراري لوحدي أو قراراً فردياً مني، بمعنى أنه انسحب تماماً وهرب من مسؤوليته الطبيعية باعتباره طبعاً هو من طالب برحيل المهاجم الأورغواياني وقال "لن يكون في حساباتي"؛ فالهولندي بعد تصريحه عن سواريز قلل من شأنه كمدير فني بشكل كبير.

حين نقول إن "ميسي من خارج الكوكب" فإنه يستحق ما لا يستحق غيره، وكأنه لاعب فوق القانون، لأن ميسي باختصار أقوى من برشلونة وهو كما أسلفت تاريخ برشلونة الحديث، ومن هذا المنطلق ما كان ينبغي أن تسير الأمور بهذه الطريقة، لكن بارتوميو هو من كان سبباً في كل تلك الأزمات، والأدهى والأمر أن "البرغوث" بنفسه جرح وداوى جراحه في ذات الوقت حينما قدم اعتذاره لجماهير البارسا وأعلن عما يمكن تسميته بهدنة سلام مع الإدارة حين قال "بعد الكثير من الخلافات أود أن أضع نقطة نهاية، يجب أن نتحد من أجل برشلونة والقادم أفضل".

موقف
التحديثات الحية

 

فيما يتعلق بالإدارة، فإن شهر مارس/ آذار المقبل سيكون حاسماً جدا لميسي وللنادي، فرحيل الإدارة الحالية ودخول إدارة جديدة بأفكار جديدة قد يقنع ميسي بالبقاء ومواصلة كتابة التاريخ في الفريق الكتالوني وقد يحدث ربما العكس، حينما يقرر الرحيل لو رأى أن الأمور لن تؤول إلى ما يتطلع ويطمح إليه اللاعب الأفضل في العالم برقم قياسي 6 مرات، ومن حقه الطبيعي أن يرحل، وأن يختم مسيرته الذهبية المضيئة، وهنا لا عزاء لبرشلونة وإدارته التي ستكون سبباً في دمار النادي ما دامت الأمور تسير بهذا الشكل من تفريط بالنجوم، وعلى رأسهم ميسي إن حدث ورحل عن الفريق!

في النهاية أنا أعتقد أن صراع "ميسي- بارتوميو" قد يكون ضحيته كومان نفسه لو بقيت الأمور على ما هي عليه حتى شهر مارس. وقد أعجبني ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية حين أشارت إلى هذه النقطة المهمة، وأكدت أن الهولندي لن يستطيع التحكم في غرفة الملابس في ظل وجود ميسي غاضباً، وأن هذا الصراع مع الإدارة لن يجعل كومان مستقراً ومركزاً على كرة القدم.. وقد يدفع ثمن صراع قديم موجود في النادي وخرج إلى السطح الآن.

بالمجمل ما حدث في برشلونة أعتبره وضعاً صحياً، لأن الفريق كان يعاني منذ سنين ولم يعد مثل السابق؛ مثل فريق بيب غوارديولا التاريخي، وحتى في فترة لويس إنريكي كان يعاني وما زال يعاني، بسبب الصفقات الغريبة وقدوم مدربين من باب "التخدير الموضعي" فحسب ولأسباب أخرى عديدة. لذلك فإنه أمر صحي أن يحدث مثل هذا الزلزال لعله يكون سبباً في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بالنسبة إلى عشاق برشلونة.

المساهمون