- الدوري الليبي أصبح وجهة رئيسية للاعبين الفلسطينيين بعد قرار الاتحاد الليبي لكرة القدم الذي سمح للأندية بالتعاقد معهم كلاعبين محليين، مما ساهم في تعزيز وجودهم ويعكس العلاقات بين الرياضة والدبلوماسية.
- الأوضاع السياسية والعسكرية في فلسطين أثرت سلبًا على النشاط الكروي المحلي، مع توقف المسابقات واستغناء الأندية عن لاعبيها، وتدمير منشآت رياضية وفقدان حياة لاعبين، مما يعقد من إمكانية استئناف النشاط الرياضي.
ضمّت تشكيلة منتخب فلسطين، التي خاضت مباراتيّ الذهاب والإياب أخيراً، أمام منتخب بنغلاديش في التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم علاوة على مسابقة كأس آسيا، 19 لاعباً محترفاً من أصل 25 لاعباً في القائمة الكاملة، وهو الرقم الأعلى لعدد المحترفين في تشكيلة واحدة للفدائي خلال مشاركة رسميّة.
وانتقل عدد من اللاعبين الفلسطينيين إلى دوريات عربيّة وآسيوية وحتى أفريقية، بعد أدائهم اللافت خلال بطولة كأس آسيا قطر 2023 الأخيرة، ولكن عدداً آخر من اللاعبين اضُطر لفعل ذلك بسبب توقّف المنافسات الكرويّة المحليّة في فلسطين بشكل كامل منذ أحداث السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي 2023، إثر حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، رداً على عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إذ استفاد اللاعبون من لوائح عدد من الاتحادات العربيّة التي تعامل اللاعب الفلسطيني معاملة اللاعب المحليّ في دوريها، وأبرزها الدوري الليبي والدوري المصري.
الدوري الليبي في الصدارة
تُشير الأرقام الأخيرة إلى احتراف 26 لاعباً فلسطينياً في بطولة الدوري الليبي بدرجتيه الممتازة والأولى، وهو رقم استثنائي. وتعتبر الفرق الليبية أكثر من استفاد من قرار الاتحاد المحلي لكرة القدم، الذي سمح لأنديته بالتعاقد مع لاعبَين من حاملي الجنسية الفلسطينية، ومثلهما من حاملي الجنسية السودانية، واعتبارهما لاعبين محليين، بداية من مرحلة العودة للموسم الرياضي الحالي 2023 - 2024، والتي انطلقت في بداية فبراير/ شباط الماضي.
وضمّ نادي الاتحاد الليبي كلاً من اللاعبين الدوليّين محمود أبووردة، وزيد القنبر، فيما انتقل سامر الجندي وإسلام البطران إلى فريق أهلي طرابلس، وانضم محمد خليل لصفوف نادي أساريا، وتعاقدت أندية الدّرجة الأولى مع 21 لاعباً آخر، وكان لأندية الشّموع، والأندلس، والخليج أجدابيا، والوحدة، والأطلس، وخليج سرت، والبرانس، والنصر زليتن، النصيب الكبير من هذه التعاقدات، عندما وقّع كل نادٍ منها مع لاعبين فلسطينيين اثنين، فيما اكتفت أندية الوفاق أجدابيا، والأهلي المصراتي، والنجمة، والبُراق، وشباب الجبل، بالتوقيع مع لاعب فلسطيني واحد، بحسب ما أسفر عنه سوق الانتقالات في الكرة الليبية.
استفادة من قانون قديم
أعلن النادي الأهلي المصري، حامل لقب بطولة دوري أبطال أفريقيا، في 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعاقده مع اللاعب الفلسطيني وسام أبوعلي، قادماً من نادي سيريس السويدي، بل قدّم لاعبه الجديد بصورة لافتة عندما استعان بلقطة مصوّرة للصحافي الفلسطيني أنس النجار من قطاع غزّة، وهو يقرأ خبر الإعلان عن الصفقة.
ولم يأخذ وسام أبوعلي مكانه في النادي الأهلي المصري كلاعب أجنبيّ، وإنما كلاعب محليّ، مستفيداً من قانون اتحاد الكرة المصري، الذي يسمح لكل نادٍ في مصر، وفي مختلف الدرجات، بتسجيل اللاعب الفلسطيني كلاعب محليّ، وهو القانون الذي أكده اتحاد اللعبة المصري مرّات كثيرة، وكان آخرها في أحد اجتماعاته خلال شهر إبريل/ نيسان من عام 2020 حينما قال: "لا يوجد ما يستدعي تغيير قانون اللاعب الفلسطيني، على أن يضمّ الفريق لاعباً واحداً كحدّ أقصى".
وضمّ نادي الزمالك مدافع منتخب فلسطين الأول لكرة القدم ياسر حمد، فيما ضمّ نادي البنك الأهلي مدافع الفدائي موسى فراوي، وذلك في فترة الانتقالات الشتويّة من الموسم الحالي.
أندية فلسطين تعاني
استغنى عدد كبير من أندية دوري المحترفين في الضفة الغربيّة وأندية الدرجة الممتازة في قطاع غزّة عن عدد كبير من لاعبيه بناءً على تلك التعاقدات السابقة، إلى جانب تعاقد أندية الدوري الأردني مع أربعة لاعبين من لاعبي الدوري الفلسطيني في فترة الانتقالات الشتويّة الحاليّة، وهم مصعب البطاط الذي انتقل إلى نادي الفيصلي، وأنس بني عودة وحمادة مراعبة المنتقلان لفريق الأهلي، وعميد صوافطة الذي يحمل ألوان نادي السلط.
ويتصدر نادي جبل المكبّر حامل لقب دوري المحترفين قائمة الأندية الفلسطينية التي اضطرت للتخليّ عن عددٍ من لاعبيها بسبب توقّف النشاط الكروي في الضفّة الغربية، بواقع ستة لاعبين، فيما تخلّى نادي بلاطة عن خمسة من أبرز لاعبيه، ومثله فعل نادي هلال القدس، فيما غادر فريق شباب الظاهرية ثلاثة من أبرز لاعبيه، وعلى رأسهم قائده وقائد منتخب فلسطين مصعب البطاط، الذي انتقل إلى الفيصلي الأردني.
ولم يُصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حتى الآن أي بيان يُشير فيه إلى نيّته استكمال المسابقات المحليّة أو إلغائها لهذا الموسم، ولكن مراقبين أشاروا إلى استحالة استكمال المسابقات بسبب تصاعد الأحداث في مختلف المحافظات الفلسطينيّة، لا سيّما في قطاع غزّة الذي فقد 22 منشأة رياضيّة خلال العدوان الحالي، واستشهد أكثر من 104 لاعبي كرة قدم فيه.