نسخة 2022 تطرح قضية التوزيع العادل لمقاعد المونديال

12 ديسمبر 2022
منتخب المغرب صنع المفاجأة في مونديال قطر (مارفن إيبو جينجوير/Getty)
+ الخط -

مع بدء العد التنازلي لإسدال الستار على بطولة كأس العالم 2022 في قطر، بات الحديث عن توزيع عادل للمقاعد على القارات المختلفة، وبطاقات التأهل إلى المونديال في النسخ المقبلة، يفرض نفسه بقوة، في ظل النتائج المثيرة التي شهدتها النسخة الجارية، وانقلابها على محاولات السيطرة الأوروبية على أكبر عدد من المقاعد.

وشهد كأس العالم 2022 في قطر، نهاية القوى التقليدية لكرة القدم، وتحول "نسخة روسيا 2018" إلى حدث استثنائي، وليس نفوذاً دائماً لأوروبا، مع تعالي الأصوات مجدداً لزيادة بطاقات التأهل لقارات أخرى، مثل آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية يتناسب مع بطاقات أوروبا.

وشهد الدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم، تواجدا عربياً وأفريقياً، هو الأول من نوعه في التاريخ بطله المنتخب المغربي الذي فاجأ الجميع بإطاحة فرق كبرى أوروبياً، تتصدرها إسبانيا بطلة العالم في 2010، وكذلك تخطي عقبة بلجيكا المصنف الثاني في التصنيف الدولي لـ"فيفا"، وتحقيق الفوز عليهما بجدارة، وتعادله في أولى مبارياته مع كرواتيا وصيف نسخة روسيا 2018.

ولم تمر مغامرة المنتخب المغربي مرور الكرام، بل منحت للجميع رسالة صريحة، تفيد بوجود تغيير حقيقي في خريطة القوى الكروية، ويمثل نجاح "أسود الأطلس" في إيجاد مكان بين الثمانية الكبار، رسالة أمل تعبر عن تغيير لافت في الخريطة، ويتيح للقارات، خصوصاً أفريقيا وآسيا، الاستفادة من ورقة زيادة البطاقات في النسخ المقبلة بشكل عادل يعبر عن التطور.

وشهدت نسخ بطولة كأس العالم، وتحديداً نسخة روسيا 2018 غياباً تاماً لمنتخبات آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية عن الدور ربع النهائي، وكانت خريطة المنتخبات الثمانية ممثلة في فرنسا وإنكلترا وكرواتيا وروسيا والسويد وبلجيكا أوروبيا والبرازيل وأوروغواي من أميركا اللاتينية، تأهلت منها 4 منتخبات أوروبية للدور نصف النهائي، هي بلجيكا وفرنسا وإنكلترا وكرواتيا، وهو ما منح أوروبا الفرصة الأكبر في السيطرة وحدها على لقب البطولة وفوز فرنسا فيما بعد باللقب.

ويكسر حضور المغرب إلى الدور ربع النهائي، ومن قبله النتائج الأفريقية والآسيوية الطيبة، السيطرة التي تفرضها منتخبات أميركا الجنوبية وأوروبا لنسخة مونديالية ثانية على التوالي.

وتشير سجلات بطولات كأس العالم إلى تغيير لافت في خريطة الكبار خلال آخر 32 عاماً، وتحديداً منذ عام 1990 في النسخة الإيطالية، والتي بدأت تشهد الحضور الكروي الكبير لقارتي آسيا وأفريقيا.

ففي آخر 32 عاماً في منافسات بطولة كأس العالم، نجحت محاولات 5 منتخبات آسيوية وأفريقية في الوصول إلى دائرة الثمانية الكبار، والمنافسة على اللقب، وفرض أنفسهم بشكل مميز على النسخ السابقة لبطولات المونديال.

وفي عام 1990 في إيطاليا، نجح منتخب الكاميرون في الحصول على شرف التأهل إلى الدور ربع النهائي، قبل أن يخسر من منتخب إنكلترا (2-3) بصعوبة شديدة، ثم نجح منتخب أفريقي آخر كبير هو السنغال في الوصول إلى ربع نهائي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، ولكن تبخرت أحلامه في بلوغ المربع الذهبي بعد الخسارة بصعوبة في التأهل أمام منتخب تركيا بهدف مقابل لا شيء.

وشهدت نسخة 2002 أيضاً، نجاح منتخب كوريا الجنوبية في الوصول بدوره للدور نصف النهائي والتواجد بين الأربعة الكبار، ليمنح آسيا مجداً كبيراً وقتها بعدما تخطى في الدور ربع النهائي منتخب إسبانيا القوي (5-3) بركلات الترجيح، ثم خسر من ألمانيا بهدف دون رد في الدور نصف النهائي، وأنهى البطولة في المركز الرابع لأول مرة في التاريخ، لتكتب نسخة 2002 نجاح منتخبين أحدهما أفريقي والآخر آسيوي في التأهل للدور ربع النهائي.

وفي نسخة 2010 في جنوب أفريقيا، نجح منتخب غانا في التأهل إلى الدور ربع النهائي، كثالث منتخب أفريقي ينال هذا الشرف الكبير، ووقتها خسر لقاءه أمام أوروغواي بنتيجة (4-2) بركلات الترجيح بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي، وكان قريباً للغاية من بلوغ الدور نصف النهائي.

وفي نسخة 2014، كان الموعد مع حضور من جانب منتخب قادم من أميركا الشمالية، وهو منتخب كوستاريكا الذي كان مفاجأة البطولة، وخسر أمام هولندا بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في لقاء الدور ربع النهائي.

المساهمون