مع تولي فوزي لقجع رئاسة الاتحاد المغربي لكرة القدم، أعطى أهمية قصوى، لجلب اللاعبين أصحاب الجنسية المزدوجة لصفوف المنتخبات المغربية في مختلف الفئات. لذلك ركز المسؤول الأول عن قطاع الكرة في البلاد على ضرورة الانفتاح على الكشافة في أوروبا.
وفي إسبانيا، البلد الذي يشهد حضور عدد كبيرة من المهاجرين المغاربة، بزغ نجم كشاف مغربي اسمه ربيع تكسة، الذي ينحدر من مدينة تطوان شمالي المملكة، وأظهر هذا الرجل شغفاً كبيراً بكرة القدم في مدينته منذ صغره، وعرف عنه حبه الشديد للمستديرة الساحرة، ولنادي المدينة الأول المغرب التطواني، الذي ظل مشجعاً وفياً له منذ سنوات.
قبل أن يتحول إلى كشاف عن المواهب، ظل ربيع متعلقاً بمجال الصحافة الرياضية ومهووساً بقراءة الصحف الرياضية المحلية والإسبانية والفرنسية، ومع تقدمه في السن، ترك مدينته تطوان، كي يعمل في إحدى الشركات بمدينة الدار البيضاء، لتتاح له فرصة الهجرة إلى إسبانيا، ورغم ذلك ظل مرتبطاً بعالم كرة القدم المغربية والعالمية، من خلال متابعة اللاعبين المغتربين ومحاولة التعريف بهم عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
شغف الرجل بكرة القدم جعله في فترات سابقة يحاول التواصل مع أسرة منير الحدادي، أثناء بزوغ موهبته، بعدما راسل مسؤولي الاتحاد المغربي لكرة القدم في أكثر من مناسبة، وأبلغهم بضرورة الاهتمام بالموهبة، قبل أن يصبح لاعباً إسبانياً.
ومع مرور الوقت وتمكنه من ميدان اكتشاف المواهب الصاعدة، نجح في ملف استقطاب أشرف حكيمي لصفوف المنتخب المغربي الأول، وهو لاعب في صفوف ريال مدريد، من خلال العلاقات التي نسجها في إسبانيا، لتزداد ثقة مسؤولي الاتحاد المغربي لكرة القدم بهذا الرجل، الذي نجح في ضمّ مواهب كثيرة بعدها لصفوف "أسود الأطلس"، مثل عبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة حاليا، وعبد الله الريحاني لاعب أتلتيكو مدريد الإسباني، وعمر الهيلالي لاعب إسبانيول الإسباني، وزكريا غيلان لاعب برشلونة، وقبله هيثم عبيدة خريج "لا ماسيا"، الذي سبق له التألق مع ملقا ولاعبين كثر.
وآخر الملفات التي واصل العمل عليها ربيع تكسة، هي ملف النجم الشاب لامين يامال موهبة نادي برشلونة، حيث انتشرت مؤخراً صور للكشاف المغربي مع فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم ووالده.
ويعتمد كشاف الاتحاد المغربي لكرة القدم في إسبانيا على طريقة خاصة في إقناع اللاعبين، فالرجل يملك خبرة في الميدان، إذ يتقن اللغة الإسبانية ويتحدث الفرنسية والإنكليزية أيضاً، فضلاً عن العربية لغته الأم.
كل هذه الظروف جعلته يشكل خطراً على مسؤولي الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذين باتوا يخشون حضوره، لأنه استطاع في ظرف وجيز أن يضم عدة مواهب تلقت تكوينها في الأندية الإسبانية للعب في صفوف المنتخب المغربي، وفي الوقت الذي يواصل الرجل صنع أفراح الجماهير المغربية، بضم مواهب ونجوم متألقة، فإنه يساهم في تعاسة الإسبان بسحب البساط من تحت أقدامهم وعدم تمكينهم من الاستفادة من اللاعبين الذين خسروا أموالا كبيرة مقابل تكوينهم.