من تشيلسي إلى اليونايتد.. الفوز ليس مجرد ثلاث نقاط

18 يناير 2015
+ الخط -


انتهت منافسات اليوم الأول من الدوري الإنجليزي لهذا الأسبوع بفوز الكبار. الانتصار فقط ما يتم تسجيله في سجلات المسابقات، لكن طريقته تبقى خالدة في عقول وقلوب المتابعين، لذلك شتان ما بين فوز تشيلسي على سوانزي، وتفوق اليونايتد على كوينز بارك، في أهم مباراتين في اليوم الرياضي، فالفريق اللندني يسير بخطى ثابتة نحو لقب البطولة، بينما يعاني البطل التاريخي للدوري الإنجليزي، رغم حصده النقاط الثلاث في نهاية المباراة.

الفوضى العددية
"راضٍ تماماً عن أداء فريقي، هذا ما أريده من البدايات، أن نلعب جميعاً كوحدة واحدة في الدفاع والهجوم، لذلك يستحق الجميع كامل التحية في هذه المباراة"، هكذا عبّر الرجل الخاص جوزيه مورينيو، عن رضاه التام بعد الفوز العريض الذي حققه فريقه تشيلسي على سوانزي خارج الديار، في عرض يعتبر الأفضل للفريق اللندني خلال الفترة الماضية من دون جدال.

جوزيه مدرب ناجح في تحفيظ لاعبيه الواجبات الفنية، لذلك يُبدع في استراتيجية رد الفعل كقائد لفرق تجيد الإغلاق الدفاعي الكامل، ومن ثم خنق خصومها بالمرتدات السريعة، هو الرجل الذي زرع لعبة التحولات في أسلوب لعب ريال مدريد، وعاد إلى تشيلسي بنفس الأفكار مع رغبة في إعادة النجاحات من جديد.

اعتمد تشيلسي في مباراته ضد سوانزي على سلاح "الفوضى" التكتيكية بالثلث الهجومي الأخير، يلعب "البلوز" على الورق بخطة لعب 4-2-3-1 لكن أثناء حيازة الكرة يصعد صانع اللعب أوسكار إلى مشارف منطقة الجزاء، ويتحول إلى مهاجم ثان بجوار كوستا، لتتحول الخطة سريعاً إلى 4-4-2، رباعي فرباعي وأخيراً ثنائي في الأمام.

الغرض من تحركات أوسكار المستمرة داخل الصندوق، خلق كثافة عددية على مشارف المنطقة وصنع موقف 2 ضد 2 بين هجوم تشيلسي ودفاع الخصم، مع الميزة الأهم على الإطلاق، إخلاء المنطقة بين الدفاع ومحور الارتكاز من أجل تحركات لاعب الوسط سيسك، والجناح القادر على المراوغة هازارد، وبالتالي قتل سوانزي من منطقة العمق.

وإذا عدنا إلى معظم أهداف المباراة، سنجد المثلثات والمربعات الهجومية بين كل من كوستا، أوسكار، هازارد، سيسك في أضيق الفراغات مع جر الدفاعات إلى الخلف خطوتين، لتزيد الخيارات أمام هجوم تشيلسي، ويأتي المد من كل جانب في مشواره الحقيقي نحو الفوز بلقب الدوري هذا العام.

العقم الهجومي
يعاني مانشستر يونايتد كثيراً رغم الفوز الأخير على كوينز بارك رينجرز، ويستمر المدرب لويس فان جال في اللعب بأكثر من خطة خلال المباراة الواحدة، ومن 3-5-2 في الشوط الأول إلى 4-4-2 في الجزء الثاني من اللقاء، أصبحت عادة الفريق الأحمر تغيير طريقة اللعب أثناء المباراة الواحدة، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بمواجهات خارج الأولد ترافورد.

يتحدث موقع "زونال ماركينج" عن تسجيل الأهداف في الكرة الحديثة، ويصف الفكرة في تحركات اللاعبين الهجوميين في الثلث الأخير بطريقتين لا ثالث لهما، الأولى خاصة بتحرك لاعب الجناح وقطعه في العمق، أي التحول من الخط الجانبي إلى مركز الهجوم، من أجل إفساح المجال أمام تقدم الظهير في ما يعرف بالـ Overlap، كذلك فتح زوايا التمرير أمام لاعبي الوسط.

الطريقة الثانية تكمن في تمركز لاعب العمق، وعدم وجوده الدائم في منطقة واحدة في الملعب، بل تحركه إلى الخلف والأمام وعلى الأطراف، كما كان يفعل بالأخص مسعود أوزيل مع منتخب ألمانيا وريال مدريد خلال فترات تألقه. ومانشستر يونايتد مع خطة 3-5-2 لا يتوافر لديه أي من هذه الحلول الإيجابية.

لأن دي ماريا وفالكاو يلعبان معاً في عمق الهجوم، وخلفهم مباشرة يوجد خوان ماتا وواين روني، وبالتالي تكون معظم التحركات مباشرة من الخلف إلى الأمام، وبالعكس من دون أي جديد، مع وجود لاعب واحد فقط على الطرف، حتى شاهدنا 45 دقيقة في غاية السوء، من جانب الشياطين الحمر، لا فرص ولا هجمات ولا أي تركيب هجومي مميز.

وتحوّل الحال في آخر نصف ساعة إلى تشكيل الجوهرة، بعد خروج كل من ماتا وإيفانز ونزول فيلايني وويلسون، وتحول الأرجنتيني دي ماريا إلى المركز 10 كصانع لعب، خلف ثنائي هجومي متحرك ودعم كلي من روني والبديل البلجيكي في الوسط. وفي لقطة الهدف الأول، أخذ ويلسون الجانب الأيمن ودخل في العمق ليترك المساحة أمام فالنسيا لعمل العرضية التي قابلها مروان في الشباك.

وفي الهدف الثاني، لعب دي ماريا دور آريين روبين خلال كأس العالم الأخير مع هولندا، أي اللاعب المتحرك خلف الهجوم أثناء المرتدات، وهذا ما ينجح فيه الأرجنتيني بسبب سرعته، لكن في حالة التحولات فقط، أما إذا لعب اليونايتد بالاستحواذ والسيطرة التامة، فيجب على المدرب الهولندي وضع الريشة اللاتينية على الأطراف أو في الوسط الصريح كجناح مركزي من العمق.

المساهمون