معلول لـ"العربي الجديد": الجزائر في الطريق الصحيح.. وهذا رأيي في اعتزال محرز والمساكني
استمع إلى الملخص
- ناقش معلول أداء المنتخب الجزائري تحت قيادة فلاديمير بيتكوفيتش، مشيداً بلاعبين مثل رياض محرز وبغداد بونجاح، وأكد على ضرورة بقاء المنتخب ضمن الأفضل في أفريقيا. كما تطرق إلى قضايا المنتخب التونسي وأهمية يوسف المساكني.
- تحدث عن تحديات فريقه في السنغال واستغرابه من تصرفات الجماهير، مشيداً بيوسف بلايلي وأمله في تحقيق المنتخب الجزائري نتائج مميزة في البطولات المقبلة.
يُواصل المدرب التونسي نبيل معلول (61 عاماً) مسيرته المميزة على رأس الجهاز الفني لنادي اتحاد العاصمة الجزائري، سواء في الدوري المحلي إذ سيكون الفريق أمام فرصة اعتلاء صدارة الترتيب في حال فوزه بمبارياته الثلاث المؤجلة، أو في كأس الكونفيدرالية الأفريقية بعد أن حقق فوزاً وتعادلاً في أول جولتين، تصدر بهما المجموعة الثالثة في مسابقته القارية.
وتحدث نبيل معلول في حوار مطول خصّ به "العربي الجديد" عن النتائج التي حققها حتى الآن مع فريقه الحالي اتحاد العاصمة، على المستويين المحلي والقاري، كما كشف عن رأيه في المنتخب الجزائري تحت قيادة المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، ورّد أيضاً على الأصوات التي كانت تُطالب نجم "الخُضر" رياض محرز بالاعتزال عقب تراجع مستواه بداية هذا الموسم، وصولاً إلى مواضيع أخرى متعلقة بمنتخب تونس، أبرزها قضية تجنيس مهاجم الترجي الرياضي البرازيلي رودريغو رودريغز، وأيضاً المستقبل الدولي للنجم التونسي يوسف المساكني مع "نسور قرطاج".
● أولاً كيف تصف لنا الأحداث التي واجهتكم في السنغال وما عاشته جماهير اتحاد العاصمة في مدرجات ملعب عبد الله واد؟
- طبعاً، لقد فوجئنا بردة فعل الجماهير السنغالية بعد المباراة التي جرت في الملعب وسط روح رياضية كبيرة، ولم يكن هناك أي شيء يوحي بحدوث تلك الأحداث التي كانت شيئاً غريباً وخطيراً من طرف السنغاليين، وشخصياً، لم أشهد حوادث مماثلة من طرفهم، فقد خضت هناك العديد من المباريات، سواء مع المنتخب التونسي أو مع نادي الترجي، كما لم أعرف عنهم إلا أنهم جماهير مسالمة ومضيافة، بصراحة، لا أدري سبب ذلك، ربما يبدو أن الخسارة الأولى لفريق غراف دي داكار أمام أسيك العاجي جعلتهم يرغبون في تحقيق الفوز على اتحاد العاصمة بأي طريقة، لكن نحن كنا الأفضل في اللقاء، ومثل ما قلت لك، لم أفهم حتى السبب الرئيس في ذلك، رغم أن جماهيرنا كانت منظمة وتُشجع فريقها منذ بداية المباراة حتى نهايتها.
● كيف تُقيّم تجربتك حتى الآن في الدوري الجزائري وما نظرتك إلى المستوى الفني الذي شاهدته؟
- المستوى الفني في الدوري الجزائري فاجأني بكل صراحة، رأيت مستوى لا بأس به، وهناك ندية كبيرة بين الفرق المتنافسة، سواء داخل الديار أو خارجها، وبكل تأكيد، ليست هناك مباراة سهلة في هذه البطولة عكس بعض الدوريات الأخرى، وحتى الفرق التي تحتل النصف الثاني من جدول الترتيب تلعب بجدية وتنافس كبيرين، الكل يريد الفوز واحتلال مرتبة مع الأوائل، ورأينا كذلك تغيير العديد من المدربين، وهذا دليل آخر على أن هناك رغبة عند كل النوادي في الفوز بالبطولة، وأظن أن قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم السماح لكل فريق بضم خمسة لاعبين أجانب سيجعل الفرق الجزائرية متطورة أكثر ومنافساً قوياً على البطولات الأفريقية.
● هل نبيل معلول راضٍ عن النتائج التي حققها مع اتحاد العاصمة على المستويين المحلي والقاري؟
- النتائج التي حققناها، حتى الآن، أكثر من ممتازة، بالنظر إلى الأهداف التي رسمناها، فلو فزنا بالمباريات المتأخرة التي تنتظرنا في الدوري الجزائري لكرة القدم، فسنصبح في المركز الأول، صحيح في بعض الوقت وجدنا بعض الصعوبات وهذا بسبب الإصابات، فليس سهلاً أن تكون محروماً من خدمات خمسة إلى ستة عناصر أساسيين وأغلبهم في خط الهجوم، والبداية كانت بإصابة خطيرة تعرض لها اللاعب غيلاس غناوي، الذي نتمنى له بالمناسبة الشفاء والعودة، ولو أنه من الصعب أن يحدث ذلك خلال هذا الموسم، وكذلك إصابة حسام الدين غشة وإسماعيل بلقاسيمي، بالإضافة إلى المهاجم سيكو غاساما الذي تعرض لإصابة خفيفة، أي أن هناك أربعة مهاجمين مصابين في الوقت نفسه، بجانب إصابات طاولت اللاعب كيفين مونديكو، وهو حال إلياس شيتي ونبيل لعمارة وغيرهما من اللاعبين، لكن الحمد لله يُمكن القول إننا تجاوزنا هذه الفترة، واستطعنا تقديم مباريات كبيرة مثل ما هناك أيضاً لقاءات متوسطة، ويمكن أن نتحسن أكثر عندما تكتمل تشكيلة اللاعبين، نحن الآن في المركز الأول بمجموعتنا في كأس الكونفيدرالية، وسنعمل على البقاء فيه للتأهل إلى الدور الربع النهائي، وسنستفيد من لعب لقاء الإياب على ملعبنا وأمام جماهيرنا، من دون أن ننسى الدوري الذي تبقى المنافسة فيه صعبة جداً في ظل وجود نوادٍ أخرى تطمح للفوز باللقب، والذي نتمنى أن يكون من نصيب اتحاد العاصمة.
● رغم أن التحاق العديد من النجوم بالدوري الجزائري في الفترة الأخيرة مع وجود كذلك بعض المواهب، فإن هناك اسماً أو اسمين فقط يحظيان بثقة الجهاز الفني للمنتخب.. ما تفسير نبيل معلول لذلك؟
- بحكم تجربتي في المنتخب التونسي، مرّتين في منصب مدرب مساعد ومرّتين مدرباً أول، وكذلك مرة مدرباً للمنتخب الأولمبي في أولمبياد أثينا 2004، ودربت أيضاً في كأس أفريقيا وكأس آسيا، الشيء الأكيد من كل هذا أن المدرب يختار الأفضل دائماً، يجب أن نتجنب تلك الفكرة التي تقول إن المدرب يختار اللاعب الفلاني على حساب آخر، فالكمال لله وحده، ويمكن لأي مدرب أن يُخطئ لكن ليس خطأً عمداً، بل يبقى ذلك وارداً، أي مدرب يريد الاستفادة من اللاعبين الحاضرين والمتاحين له، ويجب أن نعرف أن دعوة لاعب إلى منتخب بلاده لا تكون قياساً بموهبته الفنية فقط، بل هناك نواحٍ أخرى، فعلى سبيل المثال، هناك أسماء لا تستطيع أن تتعايش أو تتأقلم مع المجموعة، وبالتحديد من الجانب الانضباطي، المدرب الوطني يأخذ هذا بعين الاعتبار، كما سيكون عليه اختيار اللاعبين الجاهزين في تلك الفترة بالضبط، لأنه ليس لديه الوقت لكي يقوم بتجهيزهم، وهذا لضيق الوقت مع وجود خمسة تواريخ لـ"فيفا" في السنة، وكل تاريخ فيه تسعة أيام فقط وفيها مباراتان، إضافة إلى يومين متعلقين بالسفر، فيتبقى فقط أمام المدرب خمسة أيام، هل هي مدة كافية أمام المدرب تسمح له بتجهيز اللاعب؟ ولهذا أؤكد أن الاختيار يكون بناءً على العديد من الجوانب، سواء فنياً أو بدنياً وحتى نفسياً، إضافة إلى التواصل بين اللاعبين، وهذه النقطة تبقى مهمة جداً حتى بعد المباريات، وعندما يكون هؤلاء اللاعبون مع فرقهم، لأن هذا مهم من الجانب النفسي تحضيراً للقاءات المقبلة. يبقى الأكيد أن المنتخب الجزائري يعد من أحسن المنتخبات في قارة أفريقيا ويملك العديد من النجوم، ودائماً أقول إنه من غير المعقول، وحتى من غير المسموح، ألا يتأهل "الخُضر" لنهائيات كأس العالم، كما لا يُتصور ألا يكون هذا المنتخب ضمن أفضل خمسة منتخبات في القارة السمراء، فأنت تملك لاعبين يلعبون في أحسن دوريات العالم، سواء في إنكلترا أو إيطاليا أو فرنسا، كما أن هناك أسماء مميزة كذلك في الخليج، الذي أصبحت فرقه تملك مستوى عالياً أيضاً. يبقى من اللازم أن يلعب المنتخب الجزائري دائماً الأدوار الأولى في كأس أفريقيا، وإذا لم يفز بها، فالمهم أن يلعب نصف نهائي أو نهائي البطولة، إضافة إلى قدرته على تقديم مستوى مميز في المونديال، وهذا طبيعي أن يحدث، طالما أنه يضم أسماءً تحتك بأفضل لاعبي العالم وفي مختلف الدوريات.
● كيف يرى نبيل معلول المنتخب الجزائري حالياً والنتائج المحققة في عهد المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش؟
- صحيح هناك تحسن في نتائج ومردود المنتخب الجزائري، الآن يُمكن القول إن التأهل لكأس العالم أصبح أسهل عبر القارة الأفريقية مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، نتمنى أن تكون المنتخبات العربية حاضرة بأكبر عدد في المونديال المقبل، ومن أسباب تحسن منتخب الجزائر كذلك، هو ضمه العديد من اللاعبين المميزين، ومع قليل من العمل، يُمكن أن يذهب "الخُضر" بعيداً في كأس العالم وليس التأهل فقط الذي أراه مضموناً بإذن الله، ونتمنى أن يكون الجزائريون في الموعد، ويذهبوا بعيداً على المستوى العالمي، وكذلك في كأس أمم أفريقيا بالمغرب 2025.
● هل نبيل معلول مع مواصلة بيتكوفيتش سياسته الاعتماد على لاعبين أصحاب الخبرة مثل رياض محرز وبغداد بونجاح وعيسى ماندي.. رغم بروز أسماء شابة مثل حاج موسى وإبراهيم مازة وغيرهم؟
- لا يُمكن القول في هذه النقطة إن هناك لاعبين شباباً وآخرين ذوي خبرة، بل هناك أحقية واستحقاق، بمعنى أنك تستحق أن تلعب للمنتخب الجزائري، وأنا شخصياً وحسب خبرتي ولست وصياً على المدرب بيتكوفيتش، لكنه كإنسان محترم ودرّب فرقاً كبيرة وكذلك منتخبات معروفة، فهو يُفكر في مصلحة منتخب الجزائر وهذا أول شيء بالنسبة له، وهو كونه مسؤولاً، لا أعتقد أنه سيفرق بين اللاعبين، بأن هذا لديه خبرة وآخر عكس ذلك، فهل حسب رأيكم أن رياض محرز لا يستحق مكانة في المنتخب الجزائري؟ كلام غير معقول، وكذلك الحال بالنسبة للمهاجم بغداد بونجاح، بالنظر إلى مستواه مع الشمال القطري، كلاهما يستحق الحضور مع المنتخب، لأنهما متميزان وقادران على صناعة الفارق في أي لحظة، فمحرز بمهارته وتمريراته الحاسمة وكذلك نجوميته، وبونجاح بحسه التهديفي العالي والقتالية التي يظهرها أمام دفاع المنافسين، كل هذا يفرض وجودهما مع المنتخب ولا مجال حتى للتفكير في ذلك.
● هناك من يُطالب محرز بالاعتزال دولياً بعد تراجع مستواه.. ما رأيك؟
- يبقى كل متابع ورأيه الخاص، وأحترم جميع الآراء، أنا أعطيت رأيي ونظرتي الفنية، لكن رياض محرز ما زال باستطاعته العطاء وتقديم الكثير للمنتخب الجزائري في مختلف المنافسات العالمية.
● ما رأي نبيل معلول في فكرة تجنيس الاتحاد التونسي المهاجم البرازيلي رودريغيز؟
- أرى أنها فكرة طيبة بكل صراحة، وكنت قد صرحت سابقاً في تونس بأنه لو لم نقم بتجنيس المهاجم البرازيلي دو سانتوس، لما فزنا بكأس أمم أفريقيا 2004، فهذا اللاعب كان أحد أبرز مهندسي التتويج بذلك اللقب القاري الأول والأخير حتى الآن، وبالمناسبة، أتمنى الفوز بنسخ أخرى مستقبلاً، وأن تشهد الكرة التونسية تطوراً في السنوات المقبلة ونرى انتفاضة حقيقية من هذا الجانب، ومثل ما قلت من قبل: يبقى التجنيس مهماً جداً، لأن هذه التجربة كانت ناجحة مع دو سانتوس، وكذلك مع اللاعب كلايتون، وكلاهما ساهم في نتائج إيجابية مع المنتخب التونسي، ويجب أن نُذكّر أيضاً بأن دو سانتوس، وعندما نتحدث عن مسيرته مع المنتخب من جانب عدد المباريات خلال فترته القصيرة، فهو يملك معدلاً تهديفياً عالياً جداً يضعه على قائمة أحسن الهدافين في تاريخ الكرة التونسية.
● العديد يطالب يوسف المساكني بالاعتزال الدولي.. ما تعليق نبيل معلول على هذا الأمر؟
- ما قلته عن رياض محرز ينطبق على يوسف المساكني، ربما أنا لست خبيراً في الكرة الجزائرية، إلا أنني لديّ فهم بالكرة التونسية، فنحن في تونس وبسبب حماسنا الكبير للأندية تفرقنا عن حب المنتخب والعلم الوطني، لو تتصورون، عندما كنت مدرباً للمنتخب التونسي، كنا نحتل المركز الـ14 عالمياً، لكن كان هناك من يُطالبني بالرحيل بسبب أنني محسوب على نادي الترجي، وكل هذا بسبب الانتماءات للأندية، ولو كان هناك مدرب آخر مكاني لقامت الدنيا ولم تقعد، وافتُخر بذلك باعتباره إنجازاً كبيراً، وشاهد الآن، نحن في المركز الأربعين أو الخمسين، وكل هذا بسبب عقليتنا، من العادي أن تشجع فريقك المفضل وتقف معه إلى أبعد حد، لكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخب، يجب أن نلتف كلنا يداً واحدة لمصلحته. يجب القول إن المنتخب التونسي في السنوات العشر الأخيرة يتنفس اللاعب يوسف المساكني، فعندما يكون المساكني في أحسن أحواله، تونس تصنع العجب وتفوز بأغلب المباريات، وعندما لا يكون في كامل إمكاناته، المنتخب يكون متوسطاً، وأتكلم بالخصوص في النزعة والتنشيط الهجومي، وهو أراه من بين أحسن اللاعبين الذين عرفتهم الكرة التونسية على مدار تاريخها، والكل سيلاحظ أيضاً التأثير الذي يتركه غيابه، سواء في الناحية الهجومية أو في خلق الفرص، وكذلك في زعزعة دفاع المنافسين، وتُمكن العودة إلى بداية المساكني مع تونس عام 2012 إلى غاية الفترة الأخيرة، سترى الفرق في المستوى عندما يكون حاضراً ومستوى المنتخب عند غيابه، يبقى الأمل في رؤية يوسف مساكني آخر مستقبلاً في الكرة التونسية، ولو أن الأمر يبقى صعباً.
● هل صحيح أن نبيل معلول أراد الاستفادة من بعض لاعبي الترجي في تجربته مع اتحاد العاصمة مثل محمد علي بن حمودة؟
- هذه الأخبار صحيحة، كانت هناك مفاوضات مع مهاجم الترجي التونسي بن حمودة، وحدثت اتصالات بين إداراتي الفريقين، أنا بصراحة لم أتدخل في هذه المفاوضات بشكل كبير، الآن هو يلعب في الدوري المصري، أتمنى له كل التوفيق، صحيح هو لاعب لا يُحب الضغط وكان قد عاش ذلك، وكما نعرف الترجي فريق خاص، وهو النادي الذي يجب أن يفوز دائماً ويحرز الألقاب ويلعب الأدوار الأولى، واللاعب لم يصبح له أي مجال لأن يخطئ حتى في تمريرة أو في ترويض للكرة، ومن يقع في ذلك، سيتعرض لكل أنواع الانتقادات وغيرها من الأمور التي أصبحت منتشرة، خاصة في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن نتعلم قبل ذلك أن كرة القدم مبنية على الأخطاء.
● هل يرى نبيل معلول أن يوسف بلايلي تطور كثيراً مقارنة بالفترة التي دربه فيها عام 2012؟
- يوسف بلايلي ظاهرة كروية، وبالنسبة لي، هو مثل يوسف المساكني، ولهذا أرى أن هذا الثنائي ضيع مسيرة استثنائية في أوروبا، وكان من الممكن أن يلعبا في أكبر الفرق، ويسلكا كذلك طريق رياض محرز ومحمد صلاح، يبقى المؤكد أن بلايلي لاعب ساحر في كرة القدم، عندما يكون في أحسن أحواله، فهو قادر على قلب نتيجة أي مباراة، صحيح أنه قدّم الكثير بفضل موهبته في الجزائر وتونس، إلا أنه كان من الممكن أن يعيش مسيرة كروية أفضل بكثير، وفي أبرز الدوريات الأوروبية.