مصريون وسودانيون يرفضون خطاب الكراهية والعنصرية قبل مباراة الهلال والأهلي

30 مارس 2023
من المقرر أن تقام المباراة بعد غد السبت على أرض استاد القاهرة الدولي (Getty)
+ الخط -

وقّع عدد من المثقفين المصريين والسودانيين على بيان مشترك، نشره بعضهم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لرفع شعار المحبة، قبل مباراة فريقي الهلال السوداني والأهلي المصري.

ومن المقرر أن يواجه الأهلي المصري، الهلال السوداني في الجولة الأخيرة من مجموعات دوري أبطال أفريقيا، السبت الأول من إبريل/ نيسان المقبل، على أرض استاد القاهرة الدولي، ويدير المباراة الحكم الموريتاني عبد العزيز بوه، ويحضر اللقاء نحو 50 ألف مشجع، طبقًا للمعلن رسمياً حتى الآن.

وجاء البيان على خلفية سجال رشح في الأيام الماضية بين بعض أبناء "وادي النيل" حسب وصف البيان، عبر ضفتيه الجنوبية والشمالية. وبلغ عند البعض تراشقاً وتلاسناً تعدى سبب الجدل، وطاول شعب الوادي في البلدين.

وقال المثقفون في بيانهم: "ليست لدينا مشكلة في الحوار الشفاف، وإثارة القضايا المسكوت عنها بموضوعية من أجل البناء لا الهدم. لكن ما لا نحبذه السجال الشعبوي وإثارة الفتن، والوقوع في فخاخ التنميط المتبادل".

وكان نادي الهلال السوداني قد طلب في بيان رسمي إقامة المباراة بدون حضور الجماهير، مانحاً الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خيارين آخرين لإقامة المباراة بحضور الجماهير؛ الأول إقامتها بعدد محدود، والثاني تخصيص 5% من سعة الملعب لجمهوره.

كما حذر في بيانه شديد اللهجة من "مذبحة بورسعيد جديدة"، في إشارة لكارثة الملعب التي راح ضحيتها 72 مشجعاً عقب مباراة الأهلي والمصري في الدوري المصري في مطلع فبراير/ شباط 2012. وهدد بتصعيد شكوى للاتحاد الدولي لكرة القدم، مترجمة لعدة لغات، بسبب ما أسماه خطاب الكراهية والعنصرية، والتهديدات بالاعتداءات الجسدية واللفظية تجاه الفريق قبل وصوله إلى القاهرة.

حذر الهلال في بيانه شديد اللهجة من "مذبحة بورسعيد جديدة"

وفي البيان؛ عبّر المثقفون عن أسفهم من تراشق الألفاظ بيان الشعبين، وقالوا في البيان الذي لا يزال يستقبل توقيعات: "نعبّر عن أسفنا لبعض تراشق وجدال بيزنطي، وتلاسنات، في الوسائط الإعلامية بين الأشقاء في دولتي وادي النيل، تجاوزت في الكثير، وخرجت عن أسلوب اللائق وما يجب أن يكون عليه إخوة البيت الواحد، وقد زكي هذا الإسعار وانساق خلفه البعض بدوافع مختلفة، متناسين أنّ ما يجمع بين الشعبين أواصر رحم ودم، ما كان لها أن تنفصل بمثل هكذا تراشق".

وتابعوا: "ما بين مصر والسودان علائق جذورها ضاربة في عمق تاريخ مشترك، وتربطها الجغرافيا والنيل، وتعززها المصالح المشتركة التي تتجاوز الحكومات والأنظمة السياسية. وتظل إيماناً بوجود ما يوحد الشعب في وادي النيل أكثر من الذي يفرق".

ووجه المثقفون نداءً لأبناء وادي النيل في الشمال والجنوب جاء فيه: "ننادي وننبه على ضرورة وجود حكماء بين أبناء وادي النيل، يتصدون لأي هتر يبرز على السطح بين الفينة والأخرى، ويستعر من وقت لآخر حتى يهدأ ثم يعاود الاشتعال مرة أخرى مع كل حدث يجمع بين شعبينا. مثل هذه الرزايا والعنف اللفظي، الذي يرشح هذه الأيام خصما على مبادئ الإخوة الحقة بين أبناء الشعبين والتي لو سارت على نهجها الصحيح، لانطلق شعبانا نحو علاقات متكافئة نزيهة تعود بالرفاه والمنعة للشعبين".

وعن المباراة، قالوا: "لتكن مباراة السبت بين الهلال السوداني الأهلي المصري عنوانا للمحبة بين الشعبين. نبارك للمنتصر فيها وننمي روح المهزوم بالجاهزية للقاءات القادمة والقدرة على الفوز مستقبلاً متحلين بروح الإخاء والود. ولنجعلها انطلاقا لمبادرة يطلقها الحكماء في وادي النيل لتأكيد المعاني السامية بين الشعبين، إغلاقا لأبواب الفتن وما يفرق بين شعبينا".

وفي رسالة أخيرة للإعلام، قالوا: "ندعو الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في البلدين إلى التعاطي بروح المحبة مع الحدث بين بلدينا الشقيقين وقطع الطريق أمام كل عناصر تحاول تعكير صفو هذه العلاقة".

المساهمون