- طور سلوت أسلوب لعب الفريق إلى 4-2-3-1، مما زاد من الانضباط والمرونة، مع تقليل الأخطاء الدفاعية، ويبرز محمد صلاح كقائد هجومي متألق.
- يواجه ليفربول تحديات في تجديد عقود لاعبين أساسيين ويسعى لتعزيز صفوفه، بينما يبقى السؤال حول قدرة سلوت على تكرار نجاحات كلوب.
يقدم ليفربول موسماً استثنائياً محلياً وأوروبياً، بقيادة مدربه الهولندي أرني سلوت، في موسمه الأول، بعد نجاحات وألقاب مع الألماني يورغن كلوب، الذي قضى مع الفريق تسع سنوات (2015-2024)، تُوج خلالها بعدّة ألقاب، أبرزها دوري أبطال أوروبا عام 2019، ولقب "البريمييرليغ" في عام 2020، لأول مرة بعد غياب 30 عاماً، وكأس الاتحاد الإنكليزي 2021، وكأس الرابطة 2022، والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية 2019.
ويحتلّ "الريدز" صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز بـ 45 نقطة من 18 مباراة، بعد 14 فوزاً، وثلاثة تعادلات أمام أرسنال وفولهام ونيوكاسل، وهزيمة وحيدة فقط، في سبتمبر/ أيلول الماضي، أمام نوتينغهام فورست، وله لقاء مؤجل أمام إيفرتون من الجولة 15، ويتفوق بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه، نوتينغهام فورست الثاني (37 نقطة)، وأرسنال الثالث (36 نقطة)، وتشلسي الرابع (35 نقطة)، بينما تراجعت نتائج حامل اللقب، مانشستر سيتي الخامس (31 نقطة).
كما تأهل ليفربول إلى نصف نهائي كأس الرابطة الإنكليزية، ليلتقي توتنهام هوتسبير، وهو الذي يتفوق أوروبياً في دوري الأبطال بنظامه الجديد، محتلاً الصدارة أيضاً بـ 18 نقطة بستة انتصارات أمام ميلان 3-1، وبولونيا 2-0، ولايبزيغ 1-0، وباير ليفركوزن 4-0، وحامل اللقب ريال مدريد 2-0 وجيرونا 1-0، ويتبقى له لقاء ليل الفرنسي بـ "أنفيلد"، 21 يناير/ كانون الثاني المقبل، كما سيلتقي باريس سان جيرمان، على ملعب "حديقة الأمراء" في التاسع والعشرين من الشهر نفسه.
ويواصل الهولندي أرني سلوت تألقه مع ليفربول، إذ قاد الفريق في 27 مباراة، حقق خلالها 23 انتصاراً، وثلاثة تعادلات، ونال هزيمة وحيدة فقط، ويقدم الفريق تحت قيادته، أداءً مبهراً، محرزاً انتصارات عريضة كان آخرها الفوز الساحق على وست هام بنتيجة 5-0 في ملعب لندن، وقد اعتمد سلوت بشكل كبير على نجوم عهد يورغن كلوب مع إضافة وحيدة فقط، بضم الإيطالي فيديريكو كييزا من يوفنتوس، مقابل 16.4 مليون يورو، بينما لم ينجح في استقطاب الإسباني مارتن زوبيميندي من ريال سوسيداد.
ونجح سلوت في ترك بصمته المميزة على أسلوب اللعب، فقد انتقل من خطة كلوب الشهيرة 4-3-3 إلى 4-2-3-1، مع تطوير الأداء الدفاعي، ليصبح أكثر انضباطاً ومرونة، وأصبح الفريق أقل اندفاعاً ومخاطرة، مع تقليل الأخطاء الدفاعية بشكل واضح، إذ استقبل 22 هدفاً فقط في 27 مباراة، مقارنة بـ 64 هدفاً في 58 مباراة الموسم الماضي.
ويعتمد سلوت في الوسط على الثنائي: الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، والهولندي ريان غرافينبيرش، بينما يقود الهجوم الرباعي: محمد صلاح ودومينيك سوبوسلاي وكودي خاكبو ولويس دياز، مع داروين نونيز كرأس حربة، وتعتمد طريقة اللعب الجديدة على الصبر والهدوء في بناء الهجمات، مع زيادة عدد التمريرات، قبل تسريع الإيقاع بتحركات مميزة للرباعي الأمامي، الذي يقوده النجم المصري، محمد صلاح، المتألق كعادته، متصدراً هدافي "البريمييرليغ" بـ 17 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، مواصلاً كتابة التاريخ، بعد أن تُوج هدافاً للدوري الإنكليزي ثلاث مرات قبل ذلك، ويتفوق هذا الموسم على نجم مانشستر سيتي، النرويجي إيرلينغ هالاند (14 هدفاً).
وأضاف سلوت إلى ليفربول توازناً أكبر، وسيطرة أفضل، وأداءً أكثر تنظيماً، وأصبح الفريق أقل أخطاءً وأكثر اتزاناً، أي أنه نجح في إعادة صياغة شخصية ليفربول بأسلوب أكثر هدوءاً وتحكماً. ويواجه ليفربول مشاكل كبيرة بشأن تباطؤ الإدارة في إنهاء أزمة التجديد لعناصر وركائز الفريق الأساسية، ومنهم المدافع الإنكليزي، ترينت ألكساندر- أرنولد، الذي ارتبط اسمه بشائعات الانتقال إلى ريال مدريد، بينما يقترب قائد الفريق، الهولندي فرجيل فان دايك، من التوقيع على عقد جديد. أما النجم المصري، محمد صلاح، الهداف التاريخي للنادي بـ 174 هدفاً في الدوري الإنكليزي و60 هدفاً أوروبياً، فلا يزال تجديد عقده معلقاً، ما أثار علامات استفهام لدى جماهير وعشاق "الريدز".
ومع استمرار الشكوك حول مستقبل بعض اللاعبين، يسعى ليفربول لتعزيز صفوفه بلاعبين جدد في مراكز حيوية، إذ يستهدف النادي التعاقد مع الهولندي جيريمي فريمبونغ من باير ليفركوزن الألماني، في الجهة اليمنى، بديلاً لأرنولد، بينما يعد لاعب بورنموث الإنكليزي، المجري ميلوس كيركس، خياراً محتملاً للجهة اليسرى، بديلاً للاسكتلندي أندرو روبرتسون. ويواجه ليفربول، تحت قيادة أرني سلوت، تحديات كبيرة لتحقيق الألقاب، مع الحفاظ على الأداء المتوازن وإدارة تدوير اللاعبين خلال موسم طويل وشاق، وهنا يثار التساؤل: هل يستطيع سلوت تكرار نجاحات يورغن كلوب، الذي يبدأ تجربة جديدة بعيداً عن مساره التدريبي، إذ سيتولى منصب المدير الرياضي لمجموعة ريد بول لـ "فورمولا 1"، بدءاً من أول يناير/ كانون الثاني 2025، للإشراف على سياسات كرة القدم بالفرق التابعة لها، مثل سالزبورغ النمساوي، ولايبزيغ الألماني، ونيويورك ريد بول الأميركي، مع إمكانية تقديم استشارات لفريق سباق السيارات نفسه، الأمر الذي نال إشادة بطل "الفورمولا 1" أربع مرات، والذي حقق 63 لقباً بالجائزة الكبري في 10 سنوات، الهولندي ماكس فيرستابن، معرباً عن سعادته باختيار كلوب.
وفي النهاية تبقى الإشارة إلى أن الهولندي أرني سلوت أثبت، بما حققه حتى الآن، أن ليفربول يسير على الطريق الصحيح نحو التتويج بالألقاب وحصد البطولات.