كيف ساعد تيندوفت مواطنه البقالي في الفوز بذهبية أولمبياد باريس؟

08 اغسطس 2024
سفيان البقالي يحتفل بسباق 3000 متر في ملعب سان ديني، 7 أغسطس/آب 2024 (Getty)
+ الخط -

ساهم العداء المغربي محمد تيندوفت (31 عاماً)، بشكل واضح، في دخول مواطنه سفيان البقالي (28 عاماً)، التاريخ من بابه الواسع، حين توج بذهبية سباق 3000 متر موانع، الخميس، في أولمبياد باريس 2024، المستمرة حتى يوم 11 أغسطس/آب الجاري، بعدما قطع مسافة السباق في توقيت قدره 8:06.05 دقائق، وبذلك كرس العداء الأولمبي والعالمي سفيان البقالي تفوقه على العدائين الكينيين والإثيوبيين في هذا التخصص من السباقات.

ولم يكتف سفيان البقالي بالفوز بذهبية أولمبياد باريس فحسب، بل ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، إذ تمكن من الفوز بذهبية سباق 3000 متر موانع للمرة الثانية على التوالي، وأصبح أول عداء مغربي يحقق هذا الإنجاز في نسختين متتاليتين، وثالث رياضي عربي يفوز بذهبيتين أولمبيتين، بعد هشام الكروج في نسخة أثينا 2004 والسباح التونسي أسامة الملولي في نسختي بكين 2008 ولندن 2012، إضافة إلى نجاح سفيان البقالي في الحفاظ على الميدالية الذهبية التي نالها في السباق نفسه بأولمبياد طوكيو الماضي، ويصبح أول عداء يفوز بذهبية سباق 3000 متر موانع للرجال، لمرتين على التوالي منذ 88 عاما، وتحديداً منذ فوز العداء الفنلندي فولماري إيزو هولو، بذهبية السباق في دورتي 1928 في أمستردام في هولندا، و1932 في لوس أنجلوس في أميركا.

ولم يكن ليحقق العداء الأولمبي سفيان البقالي صاحب الـ28 سنة، الميدالية الذهبية الثانية في الأولمبياد، لو لم يتلق مساعدة كبيرة من مواطنه محمد تيندوفت في سباق 3000 متر موانع، نظراً للخطة التكتيكية التي رسمها العداؤون الكينيون والإثيوبيون، من أجل حرمان المغربي البقالي من التتويج للمرة الثانية توالياً.

وتابع المشاهدون عبر العالم كيف ضحى العداء محمد تيندوفت بالمنافسة على إحدى الميداليات، أو احتلال مركز متقدم على الأقل، في سبيل تتويج المغرب بالميدالية الذهبية، إذ قرر رفع إيقاع السباق، وتصدره في الـ800 متر الأخيرة، وهو التوقيت المناسب الذي كان يفضله سفيان البقالي للتخلص من الرقابة التي فرضت عليه من العدائين الكينيين والإثيوبيين، حتى يرفع من نسق السباق ويزيد من سرعته في الأمتار الأخيرة.

واعترف العداء البقالي بالدور الكبير الذي قام به مواطنه محمد تيندوفت حتى يتوج بالميدالية الذهبية، وقال في هذا الصدد: "تحدثت مع تيندوفت في وسط السباق وقلت له أن يفعل شيئاً لمصلحتي، وأن يكون له رد فعل، وقام بذلك بأفضل طريقة وفي التوقيت المناسب، وأشكره على المجهود الذي بذله لأجلي". وكان سفيان البقالي توجه إلى مواطنه تيندوفت مباشرة بعد دخوله أولاً في السباق، لتقبيل رأسه اعترافاً بالعمل الكبير الذي قام به في سبيل تتويجه بالميدالية الذهبية.

المساهمون