كوادرادو وصلاح.. الداخل موجود والخارج مولود

24 يناير 2015
+ الخط -


الحديث عن الانتقالات مستمر، مع فترة "ميركاتو" شتوية مشتعلة لا تتناسب أبداً مع برودة الطقس في هذه الأيام، ومن مدينة الضباب إلى عاصمة الخلود، تأتي الأخبار التي تفيد بوجود تحركات مستمرة بين عدة أطراف، من أجل حسم بعض الصفقات الهامة لفريقي تشيلسي وروما، وعلى طريقة الجديد يتسبب غالباً في رحيل القديم. ومع تزايد فرص انتقال المصري محمد صلاح إلى روما، يبحث خوان كوادرادو عن فرصة جديدة خارج حدود إيطاليا.

إضافة حقيقية
يعتبر الكولومبي خوان كوادرادو أحد أهم اللاعبين في تشكيلة منتخب بلاده وفريق فيورنتينا، هو اللاعب الشامل الذي يمتاز بعدة وظائف في قالب واحد، نتيجة مهارته الواضحة في التلاعب بالكرات ومراوغة المدافعين، مع سرعة قاتلة تجعله في وضع أفضل أمام لاعبي المنافس، بالإضافة إلى عنصر الحسم في التسديد من بعيد وإحراز الأهداف، لذلك أصبح النجم اللاتيني مطلبا حقيقيا لمختلف الأندية الكبيرة في القارة الأوروبية.

ومع الأخبار الأخيرة التي تؤكد قرب انتقاله إلى تشيلسي رغم نفي البرتغالي جوزيه مورينيو، فإن الصفقة المحتملة ستكون ضربة معلم بالنسبة للنادي اللندني، لأن كوادرادو يملك شيئا مفقودا في أجنحة الفريق الأزرق. يوجد هازارد المهاري السريع القادر على القطع في العمق، مع ويليان القوي بدنياً واللاعب الذي يجمع بين مهام لاعب الوسط الصريح والجناح الهجومي، مع وجود بدائل أخرى على الدكة، لكن اللاعب الذي تألق بشكل لافت في المونديال الأخير سيضيف عنصر السرعة على الخط، مع صبغة واضحة من اللعب المباشر، الذي يعشقه مورينيو في النهاية.

سجل تشيلسي معظم أهدافه من داخل منطقة الجزاء، مع ثلاثة فقط من خارجها، بالإضافة إلى استحواذ الثلاثي كوستا، هازارد، أوسكار، على نصيب الأسد من هز الشباك، ولاعب مثل كوادرادو يستطيع صنع الفارق على مستوى التسديد من بعيد، بالإضافة إلى كونه لاعبا مهما في المباريات المغلقة التي تحتاج إلى مهارة لاتينية خاصة وجرأة في التعامل مع أقل عدد ممكن من الفرص.

ليس هذا فحسب، بل أيضاً سرعة خوان تتيح له التألق في لعبة تحولات تشيلسي، حيث قلب الأسلوب من الدفاع إلى الهجوم، مع سرعات غير عادية على الخط الجانبي وفي العمق، وبالتالي معادلة "تشيلي-كوادرادو" مناسبة جداً للطرفين رغم مناورات الرجل الخاص البرتغالي.

الهروب
وصف المصري محمد صلاح انتقاله إلى تشيلسي بالحلم الذي تحقق أخيراً، وبعد مرور عام كامل على إتمام التعاقد، يبدو أن الفرعون قد تأكد أخيراً من تحول الحلم إلى كابوس، بعد ابتعاده الكامل عن المشاركة في المباريات وملازمته لدكة البدلاء منذ يومه الأول وحتى الآن، لتزيد أهمية تلك الأقاويل التي أفادت دخول مورينيو في صفقة النجم المصري، حتى يبعده فقط عن ليفربول، والدليل عدم اعتماده على صلاح في مختلف المباريات والبطولات.

وجاءت الأخبار التي تربط فريق روما الإيطالي بلاعب المقاولين العرب الأسبق، لتكون بمثابة الهدية الحقيقية التي تنقذه من براثن جوزيه وتشيلسي، لأن الجلوس خارج الملعب لمدة سنة كاملة مؤشر سيئ وخطير للغاية، خصوصاً أن منتخب بلاده مصر في أمس الحاجة إلى أسماء قوية تلعب كثيراً خلال الفترة المقبلة، من أجل استعادة الأمجاد والعودة مرة أخرى إلى ركب الكبار بالقارة السمراء.

يضم روما عدة لاعبين في مركز الجناح، خوان إيتوربي وآدم ليايتش والبقية، لكن الكل لا يساوي شيئا بالمقارنة مع الإيفواري جيرفينيو، لذلك لا تنجح خطة المدرب رودي جارسيا في المباريات المعقدة، بسبب التركيز الشديد على عمق الملعب، وضعف المردود الهجومي على الأطراف، باستثناء محاولات فردية لنجم منتخب ساحل العاج.

خطة 4-3-3 في روما تعتمد بشكل أساسي على فكرة الثلاثيات بالوسط والهجوم، وثنائي بقيمة توتي وجيرفينيو سيصنع مزيدا من النجاحات مع شراكة محمد صلاح، المهاري الذي يجيد اللعب على الطرفين، مع قدرات حقيقية تؤهله لشغل مركز الجناح المقلوب، أي اللاعب الأيسر الذي يتمركز على اليمين من أجل اللعب على القدم الثابتة للظهير الخصم، وهو ما يجعله إضافة هامة لفريق العاصمة.

المساهمون