لا تختلف جماهير فريق ريال مدريد الإسباني على أهمية نجمها الألماني توني كروس، الذي استطاع بفضل الهدوء الكبير الذي يمتلكه، والمهارات الفنية والتمريرات المميزة، نثر سحره خلال السنوات الماضية في جميع البطولات المحلية والقارية والدولية، التي شارك فيها.
ومنذ انضمامه إلى فريق ريال مدريد عام 2014، أصبح توني كروس إحدى الركائز في التشكيلة الأساسية لجميع المدربين الذين أشرفوا على الجهاز الفني لـ"الملكي"، بفضل قوة شخصية الألماني، وقدرته على صناعة الفارق في أصعب الأوقات.
حكاية الألماني مع ريال مدريد بدأت في عام 2014، عندما وصفت الصحافة العالمية صفقته بـ"سرقة القرن"، لأن الفريق الإسباني فاجأ الجميع، بعدما حصل على توقيعه مقابل 25 مليون يورو، قادماً من بايرن ميونخ الألماني.
وخلال السنوات الماضية، اشتهر فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، بصفقاته الكبرى، خاصة بعد انتهاء بطولات كأس العالم، لكن ما حدث بعد مونديال البرازيل 2014، عندما وافق توني كروس على العرض المقدم له، وخرج من العملاق "البافاري" بمبلغ زهيد للغاية، يعد أحد أهم ما حدث في أسواق الانتقالات.
واستطاع كروس خلال تسعة مواسم قضاها في قلعة "سانتياغو بيرنابيو" أن يصقل شخصيته القوية، بين التصريحات الهادئة التي تنتقد بشكل ذكي رفاقه، بالإضافة إلى قيامه بتوجيه رسائل مباشرة إلى الجماهير الرياضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ذكاء توني كروس جعله في عام 2021 يعلن اعتزاله دولياً مع منتخب ألمانيا، بعدما أيقن أن الجيل الذهبي لـ"المانشافت" انتهى بشكل رسمي، نتيجة الفشل الذي لاحق رفاق المخضرم توماس مولر في مونديال 2018، بالإضافة إلى "يورو 2020".
ولم يتوقف توني كروس عند هذا الحد، بل أصبح يناقش إدارة ريال مدريد بشأن مستقبله، ويجلس في المفاوضات المباشرة معها، من أجل تجديد عقده، حتى إنه أصبح يضع شرطاً أساسياً، وهو التجديد لمدة عام واحد فقط، بحسب ما ذكرته صحيفة "آس" الإسبانية.
جدد توني كروس لمرة أخرى مع ريال مدريد حتى صيف 2024، وهدفه من هذه الخطوة هو العمل على دراسة ما يقوم به خلال الموسم الواحد، من خلال تحليل البيانات الخاصة به، وكيفية تعامل جسده مع بعض المباريات الصعبة، خاصة مع تقدمه في السن (33 عاماً).
وبات كروس أستاذ العلاقات في ريال مدريد، بعدما أعطى نموذجاً لما يجب أن يكون عليه لاعب كرة القدم، عبر عدم المراهنة على تحقيق أكبر المكاسب المادية، وهو ما لا يوده النجم الألماني، الذي يعتبر مسيرته الاحترافية عبارة عن مراحل، ويعيش آخر فتراتها، قبل أن يعلن اعتزاله عالم "الساحرة المستديرة" بشكل نهائي.
كروس حقق كلاعب جميع البطولات التي يحلم بها نجوم كرة القدم، وعلى رأسها لقب مونديال 2014، بالإضافة إلى 20 لقباً مع ريال مدريد، منها دوري أبطال أوروبا، الدوري الإسباني، السوبر الإسباني، كأس الملك، بالإضافة إلى السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.