كرة اليد بوابة العرب الأهم إلى العالمية في الرياضات الجماعية

09 يناير 2023
منتخب قطر كان قريباً من التتويج في 2015 (كريستوفر كوبسيل/Getty)
+ الخط -

ستشهد بطولة العالم لكرة اليد، التي تقام في بولندا والسويد من 11 إلى 29 يناير/كانون الثاني، حضوراً عربياً مهماً وذلك بعد تأهل سبعة منتخبات عربية إلى المرحلة الختامية، ما يجعل هذه النسخة مميزة بالنسبة إلى كرة اليد العربية التي تطمح إلى حصد نتائج مثالية.

وستكون منتخبات مصر والمغرب والجزائر وتونس وقطر والبحرين والسعودية حاضرة في النسخة الجديدة بهدف التألق مجدداً وتأكيد تميز الدول العربية في هذا المجال، بخاصة بعد التطور الكبير الذي شهده مستوى عديد المنتخبات في السنوات الأخيرة. وشهد تاريخ المسابقات في هذا الاختصاص المهم، تألقاً عربياً على مرّ السنوات الأخيرة، حيث تُعتبر كرة اليد الاختصاص الجماعي الأقرب للعالمية بالنسبة إلى الرياضة العربية، رغم أهمية النجاح الذي حققه منتخب المغرب لكرة القدم في نهائيات كأس العالم في قطر.

ويبرز التألق العربي عالمياً، في مرحلة أولى على مستوى تنظيم البطولة، فقد نجحت 3 دول في استقبال الحدث العالمي وهي مصر وتونس وقطر، ذلك أنّ النسخة الأخيرة عام 2021 احتضنتها القاهرة وكان هناك حصار على الرياضة في العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا الذي هدد تنظيم أهم البطولات، ولهذا فإنّ نجاح مصر في الوصول بالبطولة إلى برّ الأمان يعتبر إنجازاً كبيراً بما أنّ المخاوف من فشل التنظيم كانت كبيرة. ورغم بعض النقائص فإن مصر كسبت التحدي، في ثاني مناسبة تحتضن فيها البطولة، إذ سبق لمصر أن استقبلت بطولة 1999 كأول دولة عربية وثاني دولة غير أوروبية تدور فيها المسابقة بعد اليابان عام 1997.

واحتضنت تونس بدورها نسخة تاريخية عام 2005، وشهدت المنافسات نجاحاً جماهيرياً تاريخياً وعاش ضيوف تونس على وقع تنظيم جيد اقترن بمستوى فني رائع للمنافسة التي كانت قوية. كما انضمت قطر إلى قائمة الدول التي كسبت رهان تنظيم البطولة وذلك عام 2015، إذ عاش العالم على وقع نسخة تاريخية من حيث الإعداد وكذلك التنافس القوي بين المنتخبات التي توفرت لها كل الظروف المناسبة من أجل الاستمتاع بنسخة للتاريخ.

أمّا المستوى الثاني الذي تميزت فيه كرة اليد العربية، فهو النتائج الرياضية، فقد تمكن العديد من الدول من كسر هيمنة المدارس الأوروبية على بطولة العالم من خلال النجاح في الوصول إلى مستوى متقدم في البطولة، وتعتبر النتيجة التي حققها منتخب قطر في نسخة 2015 قياسية بعد وصوله إلى النهائي وكان قريباً من إهداء العرب أول ميدالية ذهبية في سجل الرياضات الجماعية، لكنّ الحظ لم يكن إلى جانبه في اللقاء الختامي ضد منتخب فرنسا بترسانة النجوم، ليتأجل الحلم العربي في حصد الذهب في كرة اليد، لكن المنتخب القطري أثبت أنه قادر على الذهاب بعيدا في بطولة العالم. كما هي حال المنتخب المصري في نسخة 2021، الذي لم يكن الحظ إلى جانبه عندما لعب أمام الدنمارك بطل العالم، في ربع النهائي وخسر بصعوبة.

ونجح منتخبا مصر وتونس في الوصول إلى الدور نصف النهائي، إذ كان المنتخب المصري قريباً في 2001 من إحداث أكبر المفاجآت في البطولة، وعلى منواله سار المنتخب التونسي في 2005، ليكتفي كلّ منتخب منهما في النهاية بالحصول على المركز الرابع رغم المستوى الباهر الذي قدماه طوال البطولة. وهما أمام فرصة جديدة لتأكيد هذه النتائج في النسخة رقم 28 التي تنطلق بعد يومين.

أمّا المستوى الثالث الذي شهد تألقاً عربياً في كرة اليد، فكان بروز بعض النجوم في مختلف البطولات، ذلك أنّ العديد من اللاعبين العرب ينشطون الآن في أندية عالمية معروفة، وهو ما يُقيم الدليل على المهارات الفردية، والتي تأكدت في نسخة 2005، عندما تُوج التونسي وسام حمام هدّافا لبطولة العالم متفوقاً على أسماء بارزة على الصعيد العالمي وتملك سجلاً قوياً، ولكنّه نجح في أن يفتك مكاناً بين هذه النجوم. وتُوج فرانكيس مارزو من قطر، أفضل هداف في نسخة 2021 التي أقيمت في مصر.

كما يُعتبر وجود المصري، حسن مصطفى، رئيساً للاتحاد الدولي لكرة اليد لأكثر من عقدين من الزمن مؤشراً على أهمية كرة اليد على الصعيد العربي، بما أنه صمد طويلاً وشهد أهم التحولات والتطورات التي تعرفها كرة اليد في العالم وكان له الفضل الكبير في رفع حصة الدول الأفريقية من المقاعد في المونديال، إلى جانب الدور الذي لعبه في أن تنظم بعض الدول العربية البطولة، ذلك أن وجوده رئيساً للاتحاد الدولي منذ عام 2000، يجعله من أبرز الشخصيات الرياضية العربية على مرّ التاريخ بعد أن ترك بصمته في عالم كرة اليد على الساحة الدولية.

المساهمون