قصة فاسيلي بوغدانوف.. "تميمة حظ" من تركمانستان صنعت الحدث في الأرجنتنين

17 سبتمبر 2022
فاسيلي بوغدانوف التقى مارادونا في لقاء ودي (تويتر/Getty)
+ الخط -

وُلد فاسيلي بوغدانوف في جمهورية تركمانستان، إحدى الدول التي شكلت الاتحاد السوفييتي السابق، والتي أصبحت مستقلة في أكتوبر/ تشرين الأول 1991. 

في بلده، عمل فاسيلي كحارس إنقاذ بمسبح تابع لمجمع سكني، حيث كان العديد من رجال الأعمال الأرجنتينيين يعيشون هناك، وهو كان البطل الرئيسي في ذلك المكان بأحد أيام عام 1999، في موقف غيّر حياته.

وفي ذلك اليوم، اندلعت عاصفة رملية، وبدأت الكراسي والطاولات والمظلات وأشياء أخرى بالتطاير، وكان المسبح مليئا بالأطفال، في خضم الفوضى، وإدراكا للخطر، قفز فاسيلي في الماء، ليساهم في إنقاذ مجموعة منهم. 

كيف غيّر الحادث حياة فاسيلي؟

بعد الحادثة، دعى آباء الأولاد، الذين أنقذهم فاسيلي، وهم رجال أعمال أرجنتينيون كانوا يقيمون هناك، إلى رحلة للأخير إلى بوينس أيرس، كجزء من امتنانهم على موقفه المميز. 

ويتذكر فاسيلي الحادثة، حيث كان عمره 28 عاما حينها، كما لو كانت بالأمس، وحولها قال في حوار مع موقع قناة "تي واي سي" الأرجنتينية: "لقد دفعوا لي كل شيء، تأشيرة دخول البلاد، التذاكر وكل ما يلزم للسفر. استغرق الأمر 18 ساعة للوصول إلى هناك".

وأضاف: "توقفت في موسكو بدرجة 35 تحت الصفر. وعندما وصلت إلى الأرجنتين، وقعت في حبها منذ اللحظة الأولى: كان الجو حارا، ورأيت العديد من الأشجار والزهور وفكرت (لن أغادر هنا بعد الآن). عرفت على الفور أنني أريد البقاء والعيش هنا. كان ذلك في نهاية عام 1999. قضيت شهرين وعدت إلى تركمانستان، لكنني عدت فقط لأخبر عائلتي أنني أريد العيش في الأرجنتين".

في العام التالي عاد إلى الأرجنتين، واستقر في منطقة فيلا دومينيكو، ثم التقى كارلوس ديوداتي، الذي كان يعمل مدربًا لكرة السلة في بوكا جونيورز، عندما رآى فاسيلي يلعب في حديقة في عدة مناسبات، ولاحظ أن لديه كفاءات وعرض عليه العمل كمساعد له في الفريق.

 وحول هذا قال: "لقد أمضيت عامًا معه، حتى أخبرني ذات يوم أنهم في لانوس كانوا يبحثون عن مدرب مساعد في دوري كرة السلة الأول. لكن لم يكن الأمر كذلك؛ ذات يوم بدأت بالتدليك لأحد اللاعبين وهو أمر تعلمته في بلدي. بدأت شيئًا فشيئًا وسارت الأمور على ما يرام إلى أن جاءت الإدارة ذات يوم وأخبرتني أنه في اليوم التالي سأبدأ كمعالج طبي في فريق كرة القدم الأول بالنادي".

تميمة الحظ

"آل روسو" كما لقب بعدها، بات تميمة الحظ للفرق، حيث كان المعالج لفريق لانوس بطلة أبراتورا 2007، وهي أول بطولة محلية للفريق حينها، ثم ذهب إلى أرسنال، وأثناء وجوده هناك، فاز الفريق بالكلاوسورا 2012، وكأس الأرجنتين 2013، وكأس السوبر، وفي عام 2016، عاد فاسيلي إلى لانوس، وفي ذلك العام، فاز الفريق بالبطولة المحلية، وفي عام 2017 كأس السوبر ضد ريفر بليت وكأس الذكرى المئوية الثانية ضد ريسينغ. 

اللقاء مع مارادونا

عندما وصل فاسيلي إلى الأرجنتين، كان بالكاد يتحدث الإسبانية، يعرف بضع كلمات: مارادونا، التانغو وبوينس أيرس، في عام 2008، نظم لانوس مباراة ودية ضد تاليريس دي ريميديوس دي إسكالادا من أجل مساعدة مؤسسة الهلال الأحمر، وكان الراحل دييغو أرماندو مارادونا حاضرا، ولم يكن فاسيلي ليفوت فرصة اللقاء بالأسطورة: "لا أصدق أن مارادونا قادم إلى لانوس، إنه مثلي الأعلى، في بلدي يعرفون الأرجنتين بسبب مارادونا، ما زلت لا أصدق ذلك".

ولم يعد فاسيلي إلى بلده الأصلي منذ أكثر من 22 عامًا، لديه ابنة تعيش في موسكو يتواصل معها من خلال مكالمات الفيديو، وحول هذا أضاف: "من الأسهل عليها أن تأتي إلى الأرجنتين من أن أذهب إلى هناك. لقد جاءت أخيرًا وهي تبلغ من العمر 25 عامًا وأود أن تستمر في القدوم لرؤية المزيد من الأماكن في الأرجنتين. مكاني اليوم هنا في الأرجنتين، ولا أفكر في المغادرة".

المساهمون