صراع الميركاتو يُنبئ بعودة المنافسة إلى الدوري التونسي

23 يوليو 2024
منافسة كبيرة مُرتقبة في الدوري التونسي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تواصل أندية الدوري التونسي تحضيراتها لبداية الموسم الجديد 2023 - 2024، وسط العديد من المؤشرات التي توحي بأن نسخة العام المقبل ستكون قويةً جدًّا، بعد القطع مع سيطرة الفريق الواحد على لقب الدوري، وهو الترجي الرياضي التونسي الذي كان خلال السنوات الأخيرة، في مستوى بعيدٍ عن بقية منافسيه، ولا سيما منهم النادي الأفريقي والنجم الرياضي الساحلي والنادي الرياضي الصفاقسي، إثر فتحهم الباب للاتحاد الرياضي المنستيري من أجل المنافسة على اللقب، في العام الماضي، لكنّه حلّ في المرتبة الثانية، بينما نجح فريق الملعب التونسي في الظفر بلقب كأس تونس لكرة القدم، بعد الانتصار على منافسه النادي الرياضي البنزرتي في مواجهة الدور النهائي التي درات بملعب رادس. 

وتوحي جميع التوقعات بأنّ الصفاقسي سيكون المنافس الأول للترجي في الموسم المقبل على لقب الدوري التونسي لكرة القدم، ولا سيما مع وصول الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس عبد العزيز المخلوفي، الذي رصد ميزانية ضخمةً من أجل استعادة أمجاد الفريق، وقد بدأ عمل الإدارة الجديدة بالتعاقد مع المدير الفني البرتغالي، ألكسندر سانتوس، الذي حقق العديد من النجاحات في المواسم الثلاثة الماضية مع فريق بترو أتلتيكو الأنغولي، رغم أن نتائج الفريق تحسنت في النصف الثاني من الموسم بعد وصول المدرب محمد الكوكي.

وأصرّ سانتوس على التعاقد مع لاعب خط الوسط البرتغالي، بيدرو سا، وذلك لأول مرة في تاريخ الدوري التونسي الذي لم يشهد على مر السنين تعاقد أي نادٍ مع لاعبٍ من البرتغال، لكن يبدو أن بيدرو سا سيصنع الاستثناء في الموسم المقبل، بالنظر إلى مسيرته الكبيرة خصوصاً في الدوري البرتغالي، علاوة على الخبرة التي يحملها، وهو الذي يبلغ من العمر 30 عاماً. 

ونجح فريق عاصمة الجنوب في التعاقد أيضاً مع المدير الرياضي السابق للاتحاد التونسي لكرة القدم، محمد سليم بن عثمان، وذلك في إطار الاستراتيجية التي وضعها الجهاز الإداري للنادي، بالتعاقد مع أبرز المواهب التونسية التي تنشط في البطولات الأوروبية، وهو العمل الذي كان يقوم به بن عثمان في الاتحاد، الأمر الذي تأكد بعد تعاقد النادي مع المدافع الأيمن الشاب، جياني دي أنجيلو لاعب منتخب أقل من 20 عاماً، والذي وصل من نادي ستراسبورغ الفرنسي، فيما عقد بن عثمان مع إدارة النادي، صفقة لاعب النادي الرياضي لحمام الأنف فراس السكوحي.

بدوره، سيدخل النادي الأفريقي للموسم المقبل بوجهٍ جديدٍ، بعدما تخلّص النادي من جميع الديون التي أثقلت كاهله لسنوات طويلةٍ، وذلك إثر وصول الداعم الجديد فيرغي شامبرز، من الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما جعل الإدارة التسييرية للنادي، بقيادة الرئيس هيكل دخيل، تتعاقد مع المدير الفني الفرنسي ديفيد بيتوني، الذي كان يعمل مساعداً للأسطورة زين الدين زيدان في فريق ريال مدريد الإسباني، علاوة على وصول المدرب المساعد علي بومنيجل، بعد نهاية مسيرته مع المنتخب التونسي.

وأعلن النادي الأفريقي أول تعاقداته في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بضم المدافع ياسين بوعبيد، في صفقة انتقالٍ حرٍّ قادمًا من نادي الأولمبي الباجي، الذي انتهى عقده معه في 30 يونيو/ حزيران الماضي، كما أعلن أيضًا تعاقده مع لاعب الملعب التونسي حمزة الخضراوي، وعودة نجم الفريق معتز الزمزمي من الدوري الفرنسي، في الوقت الذي يفاوض النادي العديد من الأسماء المميزة للتعاقد معها في الميركاتو الحالي، مثل حارس المرمى السابق للترجي الرياضي التونسي معزّ بن شريفية ومدافع الملعب التونسي حمزة بن عبدة. 

وأعد بطل الدوري التونسي الموسم الماضي الترجي الرياضي، نفسه إعدادًا قويًّا للمحافظة على لقبه، وذلك بتعاقد الفريق مع حارس مرمى منتخب تونس الأول البشير بن سعيد، لمنافسة الحارس الشاب أمان الله مميش، وكذلك ضم اللاعب السابق لفريق غانغون الفرنسي، أيمن بن محمد وهو لاعب سابق في منتخب تونس، علاوة على تعاقده مع المهاجم السابق للنجم الرياضي الساحلي بلال العبدلي، الذي سيكون بديلًا للمهاجم الأول في الفريق، البرازيلي رودريغو رودريغيز، والقاسم المشترك بين الثنائي الأخير، العبدلي وبن محمد، أنهما يعرفان جيدًا خصوصيات الترجي، بعدما سبق لهما أن لعبا معه في تجربة سابقة.

ومن جهة أخرى، تواصل الأندية الثلاثة سعيها للقيام بتعاقدات أخرى، وهو أمر مؤكد حتى الآن، في الوقت الذي يعيش النجم الرياضي الساحلي أزمة مالية خانقة جعلته يفشل في التعاقد مع أي لاعبٍ حتى الفترة الحالية، بل غادره العديد من نجومه مثل أصيل الجزيري ولؤي بن حسين، وانتقل اللاعب الكاميروني جاك مبي إلى شباب بلوزداد الجزائري، وغادر المالي سومايلا سيديبي نحو نادي نهضة بركان المغربي، مع إمكانية خسارته لمدافعه الدولي، حمزة الجلاصي، الذي انتهى عقده مع النادي في 30 يونيو/ حزيران الماضي، وسط اهتمامٍ من الترجي والأفريقي بالتعاقد معه. 

وعلاوةً على هذا الثلاثي، لا يمكن تجاهل قدرة الملعب التونسي والاتحاد الرياضي المنستيري، على صنع المفاجأة في الموسم المقبل، بعد الوجه المميز الذي ظهرا به في العام المنقضي، رغم أن الاتحاد يمر بصعوباتٍ كبيرةٍ على المستوى المالي، وهو ما ظهر في خسارته لحارس مرماه الأول بشير بن سعيد، فيما من المنتظر أن يفرط الملعب التونسي في عددٍ من ركائز الفريق، بسبب الأزمة المالية الخانقة التي شهدها النادي أيضاً، والذي يبدأ بعد أيامٍ مشاركته في كأس الكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم، والتي يتطلب خوضها العديد من التضحيات المالية المتعلقة بالسفر في أدغال قارة أفريقيا من خلال استئجار الطائرات والإقامة في النزل.

المساهمون