فيروس كورونا والتحكيم حرما "نسور قرطاج" من التحليق في "الكان"

01 فبراير 2022
منتخب تونس عانى بسبب الحكام (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تأكدت عقدة منتخب تونس لكرة القدم، مع الدور ربع النهائي من كأس أفريقيا، حيث فشل في 6 مناسبات في تجاوز هذا الدور منها 3 مرّات ودّع خلالها البطولة بعد الخسارة ضد منتخب بوركينا فاسو الذي تحوّل إلى كابوس بالنسبة إلى المنتخب التونسي وغادر البطولة التي تقام في الكاميرون.

ورغم أن المنتخب التونسي كان قادراً على تجاوز "الخيول البوركينية" لو استغل الفرص التي توفرت له في المباراة وخاصة منها كرة الخزري في الشوط الثاني، إلا أنّه من المؤكد أن النسور دفعوا ثمن اجتماع بعض العوامل التي حالت دون نجاحهم في الدورة، فقد عاند الحظ رفاق يوسف المساكني منذ بداية البطولة، ولم تكن البطولة "عادلة" بالنسبة إليهم في العديد من المناسبات.

كورونا أربك الحسابات

كان لاعبو المنتخب التونسي الأكثر تعرضاً للإصابات بفيروس كورونا، وهي أزمات انطلقت قبل السفر إلى الكاميرون بخروج وجدي كشريدة والفرجاني ساسي من الحسابات بعد أن كانت نتائج الفحوصات موجبة، ثم أصيب سيف الجزيري وحنبعل المجبري ويوسف المساكني قبل السفر، وابتعد كل واحد منهم عن التحضيرات الجماعية.

وبعد الوصول إلى الكاميرون، ظهر وكأن المنتخب التونسي "مستهدف" بهذا الفيروس حيث خسر خدمات علي الجمل وأيمن دحمان وأسامة الحدادي وعلي معلول وغيلان الشعلالي ومنتصر الطالبي ومحمد علي بن رمضان ومحمد أمين بن حميدة والخزري والسليتي ويوهان توزغار وديلان برون..

وتقريبا فإن كل لاعبي تونس تعرضوا للإصابة ليجد المدرب منذر الكبير نفسه في موقف صعب في بعض المباريات، بل إن الفيروس طاول أعضاء الإطار الفني في مرحلة ثانية، ليتحول الحارس فاروق بن مصطفى إلى مدرب حراس أعد زميله بشير بن سعيد قبل مباراة ثمن النهائي.

غياب بارز ترك أثره

وكان تأثير الإصابات بفيروس كورونا واضحاً في مباراة ربع النهائي، عندما خسر المنتخب التونسي خدمات أفضل لاعب في صفوفه وهو منتصر الطالبي الذي ترك انطباعات مميزة وفرض نفسه من نجوم البطولة، غير أنّه لم يشارك في اللقاء ضد بوركينا فاسو وترك مكانه لديلان برون الذي كان نقطة ضعف المنتخب التونسي في المباراة ويتحمل مسؤولية الهدف.

كما ظهرت تأثيرات فيروس كورونا على بعض اللاعبين الآخرين مثل أسامة الحدادي الذي لم يشارك في التحضيرات وكذلك علي معلول الذي لم يكن قادراً على اللعب أساسياً، وظهر المنتخب التونسي غير قادر بدنياً على إنهاء المباريات بسبب ابتعاد اللاعبين عن التمارين الجماعية.

التحكيم عبث بحظوظ النسور

تعرض "نسور قرطاج" لظلم تحكيمي صريح منذ المباراة الأولى ضد مالي، عندما أنهى الحكم الزامبي جاني سيكازوي المباراة قبل نهايتها في واحد من أكثر المشاهد طرافة في سجل البطولة، وضاعف الاتحاد الأفريقي الشعور بالظلم لدى المنتخب التونسي بعدما أقر النتيجة الحاصلة على الميدان ورفض إعادة اللقاء.

وتجددت المظالم التحكيمية في المباراة الأخيرة ضد بوركينا فاسو، فالحكم احتسب هدفاً لـ" الخيول البوركينية" كان مسبوقاً بلمسة يد واضحة، قبل أن يصرّ على العبث بحظوظ المنتخب التونسي ويحرمه من ركلة جزاء صريحة في نهاية المباراة.

ورغم أن منتخب جزر القمر، كان بدوره عرضة لمظالم تحكيمية في مباراة ثمن النهائي ضد الكاميرون، إلا أن القرارات القاسية تحمّل وزرها المنتخب التونسي الذي كان ضحية سوء تقدير الحكام، وقد يرتقي إلى الحديث عن ظلم صريح خاصة في لقطة الخزري التي كان من شأنها أن تغيّر نتيجة المباراة وتعيد آمال التأهل إلى النسور.

ظروف قاسية

عاند الحظ المنتخب التونسي خلال النهائيات، خاصة وأن إقامته في مدينة لمبي خلال الدور الأول، سببت رعباً بسبب التهديدات الإرهابية التي تعرضت لها المنتخبات في المجموعة السادسة، خاصة وأن ظروف التحضيرات والإقامة لم تكن ممتازة.

كما أن السفر إلى مدينة غاروا لخوض منافسات ثمن النهائي كان مرهقاً ليجد المنتخب نفسه منقسما بين مدينتين تفصل بينهما ساعات طويلة من السفر حيث كانت مجموعة تتدرب بإشراف المدرب المساعد جلال القادري والمجموعة الأخرى تتدرب بشكل منفرد في مقر الإقامة، إضافة إلى الضغط الإعلامي والجماهيري الكبير، والذي تأكد بعد ردة فعل حمزة المثلوثي إثر هدفه في لقاء موريتانيا، وهي ظروف لا يمكن أن تساعد المنتخب على التعامل مع دورة صعبة مثل كأس أفريقيا.

المساهمون