غيرماي تخلى عن كرة القدم ليكتب التاريخ في الدراجات

20 مايو 2022
طواف إيطاليا قدم لأفريقيا نجماً جديداً (تيم دي ويلي/ Getty)
+ الخط -

نجح الدراج الإريتري بينيام غيرماي (22 عاماً) في صنع الحدث خلال طواف إيطاليا، بعد أن تمكّن من الفوز بإحدى المراحل، ليصبح أول دراج أفريقي يحقق هذا الإنجاز، مُظهراً قدرات لا يستهان بها ويفرض نفسه من بين نجوم هذا الاختصاص الصعب.

وحلّ الدراج الواعد في المركز الأول خلال المرحلة العاشرة من طواف إيطاليا، ليصبح تاريخ 17 مايو/أيار، مميزاً في مسيرته بعد أشهر قليلة من أول إنجاز كبير له في عالم الاحتراف عندما حلّ أولاً في إحدى مراحل سباق سويسرا يوم 27 مارس/ آذار، وكان من الطبيعي أن يكون إنجازه في طواف إيطاليا هو الأهم بحكم رمزية هذا السباق.

واعترف الدراجي الإريتري، في تصريح لصحيفة "لوبوان" الفرنسية سابقاً، بأنّه لم يكن يخطط للفوز في هذا السباق، بل كان هدفه الأساسي تحقيق نتائج مشجعة تدفعه في بقية التحديات التي تنتظره، ولهذا فإنّ حلوله في المركز الأول أسعده كثيراً باعتبار أنه تمكّن من وضع حدٍ لهيمنة الدراجين من أوروبا وأميركا الجنوبية.

واختار غيرماي رياضة الدراجات التي تجد إقبالاً كبيراً من الشبان في إريتريا، ذلك أنّها توفر إطاراً مناسباً لممارسة هذه الرياضة بحكم وجود عديد من المرتفعات التي تساعد الرياضيين على تطوير قدراتهم، وهو ما يفسّر أنّ أول نجاح لإريتريا في الدراجات كان في طواف فرنسا 2015، عندما اختير دانيال تيكليهايمانوت أفضل دراج في المرتفعات الفرنسية.

وكان غيرماي مغرماً بكرة القدم في نشأته، رغم أنّ والده كان دراجاً وكذلك ابن عمه الذي كان دراجاً محترفاً، ولكن تغيّرت اختياراته في سنّ 13 عاماً عندما أهداه شقيقه الأكبر دراجة لتنطلق رحلته مع عالم الدراجات سريعاً ويختار هذا الاختصاص بعد كان يتجه لممارسة كرة القدم، ولم يكن يعتقد أنّه بصدد إعادة كتابة التاريخ في هذا الاختصاص، بعد أن حقق عديداً من الإنجازات، منها أنّه أصبح أول أفريقي يصعد على منصة التتويج في سباقات للمحترفين.

وشهدت مسيرة الدراج الواعد تحولاً كبيراً في عام 2017، عندما انطلقت مسيرته في المسابقات الرسمية، وفاز بعديد من السباقات في إريتريا قبل أن يواصل هذا التألق في بطولة أفريقيا للشبان، وهو ما مكّنه من فرصة الانتقال إلى أوروبا، إذ يُتيح الاتحاد الدولي للدراجات فرصة للدراجين الواعدين من أفريقيا للتدرب في المركز الخاص به بهدف تطوير مهاراتهم.

هذا وتلقى الدراج صدمة في طواف إيطاليا، فبعد أن جلب الاهتمام بشكل كبير في المراحل الأولى، وبات منافساً على المراكز الأولى، أجبره حادث على الانسحاب وتوديع الطواف بعد مرور 11 مرحلة، إثر إصابته في عينه خلال الاحتفال بوصوله أولاً، في مشهد طريف وغريب في الآن نفسه، ولكن من المؤكد أن ما حققه في إيطاليا ليس إلا الخطوة الأولى في مسيرته التي تبدو واعدة.