سوق الترجي.. إضعاف المنافسين هدف رئيسي لتحقيق السيطرة المحلية والنجاحات القارية

30 يونيو 2024
الترجي يضم نجوم أبرز أندية تونس (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

اقترب الترجي الرياضي التونسي من حسم صفقة انتقال حارس مرمى منتخب تونس، البشير بن سعيد، إلى الفريق، قادمًا من نادي الاتحاد الرياضي المنستيري، الذي أنهى الدوري المحلي في المرتبة الثانية، وهو الأمر الذي سمح له بمرافقة شيخ الأندية التونسية إلى مسابقة دوري أبطال أفريقيا في الموسم القادم، وذلك رغم أن الفريق يملك في صفوفه حارسين مميزين، هما النجم الصاعد أمان الله مميش، الذي انضم أخيرًا إلى نسور قرطاج، وكان من أبرز اكتشافات مسابقة دوري الأبطال في العام الماضي، علاوة على المخضرم معز بن شريفة، الذي كان لسنوات طويلةٍ النجم الأول للفريق، بالإضافة إلى الصدقي الدبشي، الذي حرس مرمى الترجي لفترة محددة، ورشحه البعض للانضمام إلى قائمة المنتخب التي شاركت في مونديال قطر نهاية عام 2022. 

ووجه الترجي ضربةً قوية للاتحاد المنستيري الذي كان منافسه الأول في السنوات القليلة الماضية على الألقاب، إثر التطور الكبير الذي شهده مستوى الفريق، والذي جعله يدخل ضمن الأندية الكبيرة في البلاد، ويتجاوز أنديةً عريقةً مثل النادي الأفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي، وذلك بالتعاقد مع حارسه الأول الذي ينتهي عقده اليوم الأحد، 30 يونيو/ حزيران من العام الحالي 2024، وذلك في صفقة انتقالٍ حرٍ، إثر سنواتٍ طويلةٍ قضاها في الفريق، وحصد معه نتائج مميزة منذ وصوله من فريق مستقبل قابس، في جنوب تونس. 

وأعاد سيناريو التعاقد مع بن سعيد إلى الأذهان، ما حدث في فترة الانتقالات الصيفية الخاصة بالموسم الماضي، وذلك على إثر التعاقد مع لاعبَين آخرَين من فريق عاصمة الرباط، هما لاعب خط الوسط، حسام تقا، ولاعب منتخب النيجر، يوسوفا أومارو، اللذان كانا محور خط وسط ملعب الفريق. ورغم أن أومارو لم يندمج جيداً، وغادر في الميركاتو الشتوي المنصرم إلى فريق الملعب التونسي إثر فسخ عقده، إلا أن تقا قدم مستويات كبيرةً، وأصبح ركيزةً أساسيةً في تشكيل المدير الفني البرتغالي، ميغيل كاردوزو، كذلك انضم اللاعب أخيرًا إلى منتخب تونس.

ولم يكتفِ الترجي بالتعاقد مع بن سعيد وتقا وأومارو، بل ضمّ قبلهما في الموسم قبل الماضي المدافع الأيمن زياد المشموم، الذي كان قائد فريق الاتحاد الرياضي المنستيري، فيما حاول في فترات أخرى ضمّ لاعب خط منتصف الملعب هيكل الشيخاوي، قبل أن يقرر الانتقال إلى الإمارات العربية المتحدة، للعب في الدوري المحلي، مع فريق عجمان الإماراتي. 

ولا تُعد فكرة تعاقد الترجي مع أبرز لاعبي الفرق التي تنافسه في الدوري المحلي خطوةً جديدةً، بل إن رئيس النادي حمدي المؤدب قرر منذ وصوله إلى إدارة النادي اتباع هذا الأسلوب بالتعاقد مع أهم اللاعبين في كل فريقٍ ينافسه، فقد سبق له أن ضمّ من النادي الرياضي الصفاقسي الظهير الأيمن محمد بن علي، الذي تألق مع نادي عاصمة الجنوب، ونجح في افتكاك لاعب خط وسط الملعب معتز الزدام، الذي نشأ في النجم الرياضي الساحلي، وهو الأمر نفسه الذي يتعلق باللاعب الدولي التونسي حمدي النقاز، الذي يُعد من أبرز خريجي الفئات السِّنية لفريق جوهرة الساحل. 

وتَعتمد استراتيجية حمدي المؤدب الذي يعتبر أفضل رئيسٍ في تاريخ الفريق، من ناحية عدد الألقاب والتتويجات، على التعاقد مع جميع اللاعبين الذين يبرزون في الدوري المحلي، إذ إنه ضمّ إلى صفوفه في العام الماضي ثنائي الأولمبي الباجي أسامة بوقرة ومحمد وائل الدربالي، بعد أن أطاحا فريقه من مسابقة كأس تونس قبل التتويج به، وتعاقد أيضاً في العام المنصرم مع المدافع الأيسر أسامة السهيلي، من فريق الملعب التونسي، رغم أنه لم ينجح في تجربته مع النادي، واستُبعِد في نهاية الموسم الماضي.

 وارتبط اسم الترجي الرياضي التونسي في فترة الانتقالات الصيفية الحالية بضمّ عددٍ آخر من اللاعبين الذين برزوا في العام الماضي في الدوري المحلي، وأبرزهم ثنائي فريق الملعب التونسي الذي سيخوض اليوم مواجهة الدور النهائي لكأس تونس، وهما المدافع حمزة بن عبدة، والجناح الأيسر حمزة الخضراوي، بعد أن رغب في وسط الموسم في التعاقد مع مهاجم فريق باردو، هيثم الجويني، لكن فريقه تمسك به. كذلك ارتبط بالفريق اسم نزار السميشي، لاعب فريق مستقبل المرسى، وعزيز القاسمي المدافع الأيمن للنادي الرياضي البنزرتي، وهم جميع اللاعبين الذين تألقوا في الموسم المنصرم، الذي ينتهي اليوم بنهائي الكأس.

وسيكون الترجي في العام القادم أمام تحدياتٍ كبيرةٍ جداً، أهمها المشاركة في كأس العالم للأندية التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية، وبتنظيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وذلك في نسخةٍ فريدةٍ من نوعها، ستشهد مشاركة عددٍ كبيرٍ من أبرز الفرق العالمية، في مقدمتها ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي وبايرن ميونخ الألماني، وذلك لأول مرةٍ في تاريخ كرة القدم العالمية، ويراهن عليها الفريق التونسي، للتقدم فيها والحصول على أموالٍ طائلة، ستكون قادرة على تحقيق تغيير كبير في مسيرة النادي، بالنظر إلى حجم الاعتمادات المالية المرصودة، التي كشفت صحيفة ذا صن البريطانية أنها قد تصل إلى مبلغٍ مالي كبيرٍ قيمته 50 مليون جنيه إسترليني. 

وسيكون الفريق أمام رهانات أخرى في العام القادم أيضاً، أهمها لقب دوري أبطال أفريقيا الذي فشل الفريق في التتويج به في العام الماضي، إثر الهزيمة أمام النادي الأهلي المصري في مواجهة الدور النهائي، وذلك علاوة على جميع الرهانات المحلية، وأهمها السوبر التونسي، والدوري والكأس المحليان.

المساهمون