رياضيو الاحتلال في الأولمبياد.. داعمون للإبادة في غزّة بزيّ رياضي وخلفية عسكرية

09 اغسطس 2024
بالتشيك صاحب الزي الأبيض وقّع على صواريخ ضربت غزّة ثم شارك في الأولمبياد (ريني نويس/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تسريب بيانات رياضيي الاحتلال الإسرائيلي**: كشف تسريب بيانات رياضيي الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في أولمبياد باريس 2024 عن انتماء عدد منهم إلى الجيش، مما أثار جدلاً واسعاً حول مشاركتهم.

- **مواقف رياضيي الاحتلال ودعمهم لحرب الإبادة**: دعم لاعب الجودو الإسرائيلي بيتر بالتشيك لحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني أثار محاولات اللجنة الأولمبية الفلسطينية لمنع مشاركته، لكن اللجنة الأولمبية الدولية لم تستجب.

- **التعاطف الدولي والضغوط المتزايدة**: رغم عدم استجابة اللجنة الأولمبية الدولية، هناك تعاطف جماهيري مع الفلسطينيين وزيادة الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب دعم الرياضيين الإسرائيليين لحرب الإبادة.

كشف تسريب لبيانات رياضيي الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في أولمبياد باريس 2024 عن انتماء عدد منهم إلى الجيش. وتضمن التسريب الذي انتشر الأسبوع الماضي عن طريق جماعة إلكترونيّة تُطلق على نفسها اسم "زيوس"، صوراً وبطاقات هوية وجوازات سفر للاعبي الاحتلال الحاضرين في باريس، تؤكّد انتماءهم للمؤسسة العسكرية، من بينهم: السباحان ميرون أمير حروتي ودينيس لوكتوف، ولاعبتا الجمباز: رومي باريتزكي وديانا سيفيرستوف، ولاعبة الجودو عنبار لانير.

وفتح صعود لاعب الاحتلال الإسرائيلي بيتر بالتشيك لمنصّة التتويج كثيراً من ملفّات دعمه المُطلق لحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، والتي عبّر عنها بمنشورات عامّة منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عبر حساباته المختلفة، بما يتنافى مع مبادئ وقيم اللجنة الأولمبية الدولية. وأكد رئيس البعثة الفلسطينية المشاركة في أولمبياد باريس 2024 نادر الجيوسي، في تصريح خصّ به "العربي الجديد"، محاولات اللجنة الأولمبية الفلسطينية المتكرّرة لمنع مشاركة هذا اللاعب وغيره من لاعبي الاحتلال المتورّطين في منشورات أو مواقف دعم واضحة لحرب الإبادة من المشاركة في أولمبياد باريس، مضيفاً: "حاولنا إيصال رسالة واضحة للجنة الأولمبية الدولية بأن اللاعبين الإسرائيليين لا يمثّلون القيم والتقاليد الأولمبية، ولا يساهمون في إيصال معانيها، التي تركّز على عناصر المحبّة والتعايش والتشارك، ولكن - للأسف - لم تستبعد اللجنة الدولية اللاعب بالتشيك، وقيل لنا إنه تمت مراجعة اللاعب وكل ما صدر عنه، وإن الاتحاد الإسرائيلي للجودو واللجنة الأولمبية الإسرائيلية أنكرا كلّ ادعاءاتنا، ولم يُفتح تحقيق في المسألة".

وكان بالتشيك قد شارك تدوينة على موقع إكس (تويتر سابقاً)، حذفها لاحقاً، تُظهر توقيعه على عدد من الصواريخ التي يتم إطلاقها على أهالي قطاع غزّة، مرفقاً إياه بعبارة: "منّي إليكم، بكلّ سرور"، إلى جانب مشاركته في تهديد عدد من المتضامنين مع القضيّة الفلسطينية بالقتل أثناء تظاهرهم أمام فريق الاحتلال الإسرائيلي للجودو، الذي أقام معسكراً استعدادياً للأولمبياد في اليابان، كما نشر مغرّدون صورة تُظهر ارتداء بالتشيك زي قوات الاحتلال الرسمي حاملاً السلاح، إلى جانب صورته كلاعب جودو مشارك في الأولمبياد.

وأوضح الجيوسي أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية لم تنتظر تجاوباً حقيقياً مع طلباتها المشروعة في ما يخصّ منع اللاعبين الإسرائيليين من المشاركة في أكبر تظاهرة رياضيّة دوليّة، ولكنه تابع: "نعلم أن هذا الضغط يجب أن يكون تراكمياً، وشيئاً فشيئاً سنحقّق مكتسبات مهمّة للرياضة الفلسطينية على المستوى الدّولي، وأول هذه المكتسبات التعاطف الواضح للجماهير مع دخول كل اللاعبين الفلسطينيين للمنافسات، واستقبال اللاعبين الإسرائيليين بصافرات الاستهجان، كما حدث مع بالتشيك نفسه".

واختتم رئيس البعثة الفلسطينية حديثه إلى "العربي الجديد" بتأكيده مواصلة اللجنة الأولمبية الفلسطينية عملها في ما يخصّ فضح ممارسات رياضيي الاحتلال، إلى جانب واجبها في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني، إذ ذكر الجيوسي أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية "تقوم بدورها الوطني تجاه شعبنا الذي يُقتل تحت الردم، ويُحرم أطفاله من حق اللعب، وكل ما تقوم به لا يتعارض مع معاني الأولمبياد السامية المليئة بالمحبة والسلام". وإلى جانب لاعب الجودو بالتشيك، تشارك لاعبة التايكواندو الإسرائيلية أفيشاج سامبيرج، وهي مجنّدة في قوات الاحتلال، إذ سبق لها أن صرّحت بأنها "فخورة بكونها جنديّة إسرائيلية"، أثناء لقائها رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، الذي استقبلها بعد فوزها بالميدالية البرونزيّة في دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020، إذ وصفت وسائل الإعلام العبريّة ذلك بعبارة: "تهنئة بالميدالية أثناء عودة سامبيرج لقاعدتها العسكريّة".

ولا يحاول الرياضيون الإسرائيليون - عموماً - إخفاء دعمهم لحرب الإبادة الهمجية على قطاع غزّة، إذ شارك لاعب نادي غرناطة الإسباني لكرة القدم شون وايزمان، وهو أحد جنود سلاح الجوّ الإسرائيلي، منشوراً تساءل فيه: "لماذا لم يتم إسقاط 200 طن من القنابل، حتى الآن، على غزة؟". وكان الموقع الرسمي لقوات الاحتلال الإسرائيلي قد نشر مقالاً قبل أعوام، يتحدّث فيه عن "ثلاثة أسباب تجعل الجيش الإسرائيلي يقدّم لاعبي كرة قدم جيّدين"، في محاولته الواضحة لتشجيع اللاعبين على الانضمام إلى المؤسسة العسكريّة، إذ أجرى الموقع لقاءً حينها مع لاعب وسط فريق تل أبيب بايونيرز أساف كاتز، واصفاً إياه أيضاً بأنه ملازم يشغل وظيفة قائد فصيلة في وحدة البحث والإنقاذ القتالية، التابعة لقيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعليقاً على حملة فضح بيانات اللاعبين الإسرائيليين: "لدينا تقديرات حاليًا عن تهديدات محتملة من مرتبطين بإيران ومنظمات إرهابية أخرى، تهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد أفراد من البعثة الإسرائيلية والسياح الإسرائيليين خلال الأولمبياد". وبحسب وسائل الإعلام العبريّة، فإن البعثة الصهيونية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية تخضع لحراسة من مسؤولي جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، إلى جانب أجهزة الأمن الفرنسيّة، في ظلّ الغضب العالمي الكبير من استمرار وحشيتهم.

المساهمون