ديشان يزرع السعادة في قلوب الفرنسيين بقراره حول بنزيمة

19 مايو 2021
وأخيراً المصالحة بين ديشان وبنزيمة؟ (Getty)
+ الخط -

 

استجاب ديديه  ديشان، مدرب المنتخب الفرنسي، إلى الدعوات السابقة التي طالبت بضمّ كريم بنزيمة إلى المنتخب، بعد سنوات من الاستبعاد حُرم خلالها اللاعب من تمثيل منتخب بلاده في مواعد مهمة وخاصة كأس العالم 2018، التي توّج بها المنتخب الفرنسي، كما حُرم المنتخب الفرنسي من أفضل قلب هجوم في العالم خلال المواسم الأخيرة.

ولم يكن متوقعاً أن يتنازل ديشان، ويرفع الفيتو عن نجم ريال مدريد، ذلك أنّه رفض خلال آخر مؤتمر صحافي الإجابة عن أن سؤال بخصوص بنزيمة، ليوجه رسائل مفادها أنّه لا سبيل عن التراجع عن قراره السابق. فما الذي تغيّر خلال الفترة الماضية حتى يتنازل ديشان؟

يؤكد تقرير بثته قناة RMC الفرنسية،الثلاثاء، أن مدرب "الديكة"، يفكر منذ أسابيع في دعوة بنزيمة إلى المنتخب الفرنسي من جديد، كما أن إحدى الصحفيات المعروفة في فرنسا التي ستجري حواراً مع ديشان، أعلنت في نهاية الأسبوع أنّه لا يعارض طرح أي سؤال ولا توجد لديه قائمة في أسئلة ممنوعة.

وهذه المعطيات تؤكد ما ذهبت إليه القناة الفرنسية بوجود رغبة لدى ديشان في فتح صفحة جديدة مع نجم الريال. إذ يبدو أن أهم شرط دفع ديشان إلى التراجع هو تميّز بنزيمة خلال هذا الموسم إذ عانق الإبداع وأرقامه مثالية تجعل من الغباء عدم الاعتماد عليه.

وقياساً بكل المهاجمين الفرنسيين فإن بنزيمة يحقق أرقاماً أفضل خاصة قياساً بجيرو مهاجم تشلسي أو مارسيال مهاجم مانشستر، ووحده وسام بن يدّر يسجل بانتظام، ولكن أرقامه بعيدة عن أرقام بنزيمة الذي يسبح في فلك بعيداً عن كل منافسيه الفرنسيين.

ولا يُستعبد أن يكون للتصريحات الأخيرة، الصادرة عن أبرز اللاعبين والمدربين الفرنسيين دورها في دفع ديشان إلى التفكير من جديد، خاصة تلك الصادرة عن مدرب الريال زيدان الذي تربطه علاقة قوية بديشان، وقد عبّر زيدان صراحة عن استغرابه من تواصل ابتعاد نجم الريال عن المنتخب، معتبراً أن قرار استبعاده لا يخدم أي طرف.

كما أن وجود بنزيمة، يضمن حماية إضافية لديشان في حالة فشل المنتخب الفرنسي، لأن الاتهام الأول الذي كان سيوجه إليه هو استبعاد أفضل مهاجم رغم أن الاتحاد الأوروبي "يوفا" منح المنتخبات الحق في دعوة 26 لاعباً خلال هذه النسخة وليس من المقبول أن يكون بنزيمة خارج قائمة أفضل 26 لاعباً فرنسياً.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

ومن المنطقي أن يقبل ديشان مراجعة قراره، خاصة وأنّه في موقف قوّة بما أن الرأي العام في فرنسا استسلم إلى الأمر الواقع، وباعتبار أن ديشان سبق له أن صفح عن رابيو الذي تصرف بطريقة مشينة ورفض التدرب مع العناصر الاحتياطية قبل مونديال 2018، فإن قائد منتخب فرنسا 1998 كان مجبراً على توجيه الدعوة إلى بنزيمة.

وبما أن " وحدهم الحمقى لا يغيّرون مواقفهم" فإن ديشان، استجاب إلى المنطق ولغة العقل، حتى لا يتحول الإشكال مع بنزيمة إلى خلاف شخصي وفضّل دعوة اللاعب إلى المنتخب الفرنسي من جديد، متفادياً المزيد من التصعيد بقرار أسعد كل محبي كرة القدم، ذلك أن أسهم ديشان عادت للارتفاع بقوة وقراره وجد إشادة من كل الأطراف في فرنسا التي حيّت موقف المدرب.

المساهمون