ديربي ميلانو وبصمة فرنسية خالصة في ليلة تفوق الأستاذ على التلميذ

06 فبراير 2022
جماهير ميلان كانت سعيدة هذه المرة (جوسيبي بلليني/Getty)
+ الخط -

عاد ديربي ميلانو بين الإنتر وميلان، ليُعلن عن نفسه قمة مثيرة تجلب إليها اهتمام جماهير كرة القدم العالمية، ويكون عنواناً للمتعة والفرجة بعد سنوات خسرت خلالها مدينة ميلانو جاذبيتها الرياضية ولم تعد مهيمنة في إيطاليا وأصبحت غائبة عن المشهد الأوروبي.

"ديربي" الغضب هو أساساً موعد خاص بالجماهير، ولقاء الأسبوع 24 من الدوري الإيطالي، الذي أقيم السبت، وحسمه ميلان 2ـ1، قد يكون عنوان إعلان عودة الروح نهائياً إلى هذا اللقاء الذي كان غنياً باللقطات المثيرة، وجعل معلقي قنوات "بي إن سبورتس" الفرنسية يعبرون عن سعادتهم بمشاهدة "ديربي" ميلانو يستعيد الروح.

رسالة جماهير الإنتر الغاضبة

اختارت جماهير ميلان في لقاء الذهاب، أن توجه رسائل شكر إلى "الجيش الأبيض" في إيطاليا في حملتها للحد من انتشار فيروس كورونا، وهذه المرة اختارت جماهير الإنتر التعبير عن غضبها من القرارات الأخيرة بالحدّ من الأعداد التي يسمح لها بالحضور لتفادي الإصابات بفيروس كورونا، ورفضت الجماهير إعداد "تيفو" خاص بالمواجهة، عكس ما حصل في لقاء الذهاب لأنّ تقليص العدد يعني حرمان العديد من الحضور.

جماهير ميلان غير مهتمة

رغم أنّ حصة ميلان من التذاكر في هذا الموعد لم تكن مهمة، باعتبار أنّ الإنتر هو المضيف، إلا أنّ ذلك لم يمنع الجماهير الحاضرة من محاولة الاحتفال بمواجهة جارهم مجدداً، وغاب الإبداع عن جماهير ميلان ولكنّها حاولت أن تجعل الأجواء حماسية معتمدة على الألعاب النارية من أجل دفع لاعبيها نحو الانتصار والعودة في سباق اللقب، وقد أشعلوا الملعب بأجواء الفرحة.

خبرة الأستاذ تظهر في الوقت الحاسم

كانت بداية المدرب سيموني إنزاغي مع نادي لاتسيو، حيث عمل مشرفاً على الفريق الرديف (من 2011 إلى 2016)، في وقت كان فيه ستيفانو بيولي مدرباً للفريق الأول، وبعدها رحل بيولي عن لاتسيو وخاض عديد التجارب وعندما ترك مكانه، لجأت إدارة لاتسيو إلى إنزاغي ليكون البديل بعد رفض المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا وتراجعه قبل بداية التحضيرات عن تدريب الفريق.

ولم تكن مواجهة "الديربي" الأولى بينهما، فقد تقابلا سابقاً في عديد المناسبات ولكن للمرة الأولى يتواجهان في لقاء مهم بحجم الصراع على الدوري الإيطالي ولهذا كان كل مدرب تحت الضغط.

إنزاغي غير موفق

تفاعل إنزاغي مع المباراة بحماس كبير، مثلما يعرف عنه منذ قدومه إلى الإنتر وكان غاضباً مع كل كرة يضيعها فريقه، ولكن الانتقادات حاصرته في نهاية اللقاء عندما أقحم نجم منتخب تشيلي أليكسيس سانشيز مكان الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، ليتحمل سانشيز مسؤولية في الهدف الأول، إضافة إلى استبدال الكرواتي إيفان بيريشيتش أفضل لاعبي الفريق منذ بداية الموسم، ليخسر إنزاغي بعض النقاط في صراع إثبات الذات خلفاً لأنطونيو كونتي.

بيولي على طريقة مورينيو

بقدر فشل إنزاغي في التعديلات، كان مدرب ميلان موفقاً وخاصة عندما دفع بالإسباني إبراهيم دياز الذي كان له الفضل في قلب الطاولة بشكل كبير ووفر الحلول لفريقه الذي عاد من بعيد بعد أن ساد الاعتقاد أنّ نقاط الفوز ستعود للإنتر. وبرز المدرب باحتفاله بالهدف الثاني، عندما قطع مسافة طويلة من أجل تحية الفرنسي أولفييه جيرو، في مشهد عادة ما يقوم به المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

بصمة فرنسية

احتضن ميلان طوال تاريخه نجوماً فرنسية عديدة كتبت تاريخ النادي مثل مارسيل دوسايي بطل دوري أبطال أوروبا 1994 ضد برشلونة، واستعان في مواجهة الإنتر بأربعة لاعبين فرنسيين في صلب التشكيلة الأساسية، كان لهم دور كبير في الانتصار.

فالحارس مايك ماينان تألق في الشوط الأول عندما وقف سداً منيعاً قبل تسجيل الهدف الثاني للإنتر ما يعني إنهاء التشويق وتميز في الشوط الثاني في التعامل مع الكرات العالية، وفرض نفسه ضمن أفضل حراس "الكالتشيو" في السنوات الأخيرة.

أما المدافع بيير كالولو (21 عاماً)، فقد شغل دوراً مختلفاً حيث استعان به المدرب بيولي لتعويض الغيابات الكثيرة في محور الدفاع لأسباب مختلفة أهمها الإصابات التي طاولت نجوم الفريق وخاصة فيكايو توموري، ونجح في القيام بالمهمة لا سيما مراقبة البوسني إيدين دزيكو ليكون من اكتشافات الديربي.

وبرز ثيو هيرنانديز، هجوماً ودفاعاً، وبفضل روحه العالية أمكنه صناعة عديد الفرص واجتهد كثيراً، كما أن طرده في نهاية اللقاء كان إثر محاولة منع الإنتر من التهديف، بعد أن أدرك أنه لا حل أمامه لإيقاف هجوم الهولندي دينزل دومفريس غير عرقلته.

وفرض الفرنسي الرابع، أولفييه جيرو، نفسه نجم المباراة بإحراز الثنائية الحاسمة التي مكنت فريقه من قلب الطاولة، والهدف الثاني كشف عن مهارات عالية للاعب أرسنال السابق، كما أنّه في لقطة الهدف الأول قام بدور دفاعي مميز ثم أنهى الهجوم.

المساهمون