حين تسبب كرة القدم التُّخمَة!

14 أكتوبر 2021
بطولات كرة القدم أصبحت أكثر من الماضي (إلكر إراي/Getty)
+ الخط -

لا داعي للدخول في تفاصيل أن الرياضة مفيدة للصحة، فالأمر معروف ولا يحتاج لشرح طويل؛ لكن يبدو أننا أمام حالة مغايرة تعطي نتيجة عكسية، هي أن كرة القدم تسبب التخمة للإنسان "مجازياً"، وهو ما نعيشه في الوقت الراهن مع كل بطولة جديدة تطل علينا في قارة أوروبا تحديداً.

أصبحنا نبتلع "كرة قدم" حتى التُّخمة، نشعر بإشباع كبير ثم يأتي الاتحاد الدولي لكرة القدم، بوجه "رجل الأعمال" الباحث عن الثروات ليطعمنا مزيدا من كرة القدم، تقول في حوار مع نفسك.. شكرا أنا أشعر بالشبع... لا داعي، لكن الأمر ليس بيدك ستأكل كرة قدم ولن تتكلم بكلمة!

حقيقة لا أفهم لماذا لا يقترح "فيفا" و"يويفا" بهذه المناسبة أيضا بطولات جديدة أخرى غير تلك التي يحاول "دحشها" في فم الجماهير والمحبين للعبة الشعبية، كمونديال السنتين، بل حتى البطولات المستحدثة مؤخرا على غرار الأمم الأوروبية دوري المؤتمر الأوروبي، فالملاعب كثيرة في العالم، بل إن العالم نفسه لا يرى ولا يتابع سوى كرة القدم في حياته، فهي كل الرياضة ولا صوت يعلو عليها؛ وكأنه يقول ذلك، لذا فليترك العالم البشري كل أزماته ويتابع كرة قدم!

أقترح تسمية بطولات جديدة فالأمر سهل جدا؛ دعونا ندعوهم لإنشاء بطولات جديدة مثل بطولة السوبر الأوروأفريقي مثلا، الكأس العالمية للمنتخبات، أو كأس المنتخبات غير المصنفة والكأس "التائهة" لأصحاب المراكز الشرفية الأخيرة...دوري أمم مالطا بطولة كرة القدم لغير المتابعين وتضم منتخبات عالمية أيضا...إلخ، ما هذا العبث؟

اتحد "فيفا" و"يويفا" حين تحركت بعض الأندية العالمية لإنشاء بطولة السوبر الأوروبي، بل لدرجة أنهم وصفوا الأمر بأنفسهم بأنه كثير على ارتباطات الأندية الأوروبية، وناقضوا أنفسهم... نعم هذا طبيعي جدا يرفضونها لأنهم غير مستفيدين مالياً أو بشكل مباشر، بينما يروجون لمقترح "مونديال كل عامين" وبعض البطولات التي يطل علينا فيها بين الحين والآخر السيد فيفا.

موقف
التحديثات الحية

للأسف لقد أفسدتم كرة القدم تلك اللعبة الممتعة التي كانت تكفي لتغيير "المزاج المعكر" لملايين المشاهدين، والآن نحن أمام عجلة لا تتوقف إطلاقا، حتى أصبح اللاعبون أنفسهم يستغيثون من هذا الرتم الجنوني، كان الحارس البلجيكي كورتوا آخرهم.

كورتوا قال "لقد قام الاتحاد الأوروبي بصناعة بطولة أخرى، وهي دوري المؤتمر. هذا أصبح أمراً عادياً لهم، لكن أن تقوم الفرق الأخرى بالبحث عن إنشاء السوبر ليغ، يصبح الأمر مزعجاً لهم. الجميع لا يهتم باللاعبين، كل شيء منصب على الحصول على الأموال فقط..الأمر السيئ عدم حديث القائمين عن تلك البطولات للاعبين. الآن أصبحنا نسمع عن المقترحات الجديدة، حول كأس العالم واليورو، واللعب بها كل عامين. السؤال هنا. متى سنرتاح نحن؟ نحن لسنا روبوتات. المزيد والمزيد من المباريات"!

ربما سيتوقف الأمر حينما يتحد جميع لاعبي العالم ويرفضون اللعب، وهذا أمر بعيد المنال بصراحة، ونحن على مشارف "التُّخمَة" بالفعل من كرة القدم، فاللاعب بشر والمدرب بشر والحكم وجامع الكرات بشر، وكل من له علاقة بمباريات كرة القدم يطلب الرحمة!