حسن الذوادي: مونديال 2022 لن يكون المحطة الأخيرة في إنجازات قطر

16 نوفمبر 2022
تصريحات قوية من حسن الذوادي قبل انطلاق المونديال (اللجنة العليا للمشاريع والإرث)
+ الخط -

كشف الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي، عدداً من التحديات المستقبلية التي تنتظر قطر بعد المونديال، وتفاصيل رحلة الاستضافة من البداية في عام 2010 حتى اليوم.

وكشف الذوادي في حوار مع برنامج "للقصة بقية"، عرض يوم الاثنين على قناة "الجزيرة"، ونشره الموقع الرسمي للجنة، أن فريق العمل القطري الذي حمل ملف الاستضافة في مطلع عام 2010 كان جديداً على عالم كرة القدم الدولي، ولم يكن الفريق معروفاً، وكان يتعرض لنوع من الاستهزاء، ولم يكن مجتمع كرة القدم الدولي يأخذهم على محمل الجدّ، وكانوا يعتقدون أن قطر تريد تقديم ملف الاستضافة لمجرد التقديم فقط، إذ بالنسبة إلى مجتمع كرة القدم، كانت فكرة استضافة دولة عربية أكبر حدث رياضي محض خيال ومن المستحيلات.

وأكّد الذوادي أنّ ملف الاستضافة كان منذ اللحظة الأولى ملفاً عربياً بالدرجة الأولى، شرقاً أوسطياً قطرياً، وأن من أولى زيارات فريق العمل في شهر إبريل/ نيسان 2010 كانت لبيروت لعرض الملف القطري على وزراء الرياضة العرب، تعزيزاً لمفهوم بطولة عربية، وأنه قد آن الأوان للوطن العربي لأن يكون موجوداً في استضافة الأحداث الكبرى العالمية.

وفي تعليقه على الفيلم الوثائقي القصير الذي عرضه برنامج "للقصة بقية" حول تجربة المتطوعين في مونديال قطر 2022، أوضح أنّ السر وراء اختيار ما يُقارب من 50% من المتطوعين من الوطن العربي كان تقديم رسالة مفادها أن الوطن العربي يرحب بالعالم على أرض دولة قطر.

وروى الذوادي كيف شكّل خطابه للاتحاد الأفريقي نقطة تحوّل، عندما كانت فترة تحضيرات جنوب أفريقيا لكأس العالم، وكيف استطاع في خطابه محاكاة ما كانوا يتعرضون له من انتقادات كقارة أفريقية تستضيف المونديال، وفي حينها بدأ المجتمع الدولي الكروي إدراك جدية الفريق القطري وقدرته على المنافسة بمشروع حقيقي يطمح إلى الفوز.

وتحدّث الأمين العام في سياق التحديّات التي واجهت ملف الاستضافة العربية عن قضايا الموضوع الفني، ومن بينها الإشارة إلى حجم قطر كدولة، وكيف تحول من كونه نقطة سلبية في ظاهرها، إلى نقطة إيجابية عزّزت الملف عند عرضه، بوصفها تقلل من حالة الإجهاد والوقت الضائع لدى المنتخبات المشاركة بسبب تقليص المدة الزمنية في التنقل، كذلك إن الموقع الجغرافي للدولة في ما يتعلق بإمكانية المشاهدة للمباريات سيساعد في منح أكبر عدد من سكان العالم فرصة المتابعة الحية في أوقات مناسبة.

وفي ردّه على نقل البطولة إلى فصل الشتاء والانتقادات لهذا القرار، أرجع الذوادي ذلك إلى كونه في الحقيقة قرار عالم كرة القدم الدولي لا قطر، التي أبدت استعدادها التكنولوجي لتوفير استضافة في فصل الصيف، لكن الجهات الدولية المعنية ارتأت نقله إلى فصل الشتاء.

وتحدث الذوادي عن الصورة النمطية المغروسة في العالم الغربي حول العرب غير المتحضرين ويملكون إيجابية واحدة هي المال، وكم كان صعباً الوصول إلى مرحلة يُدرك فيها المجتمع الغربي أن قطر فازت في منافسة شريفة خاضتها نداً لند، وليس هبة، في ظل استنكار واستهجان واسع لفكرة فوز دولة عربية على دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية وكذلك على قارة أستراليا.

وأشار الذوادي كذلك إلى أن دعوات المقاطعة وحملات التحريض الخارجية على قطر تقف وراءها ملاعب سياسية تتخذ من مونديال قطر ذريعة للتغطية على مسائل داخلية لديها. فعلى سبيل المثال سياسة مقاطعة الشاشات وفق معلومات وردت كانت لأسباب سياسية للاستهلاك الداخلي أو لضائقة اقتصادية، إذ يتطلب تفعيل الشاشات الكهرباء وخلافه متطلبات كبيرة في ظل الأزمة الحالية التي تمر بها دول أوروبية، لكن يتم التذرّع بأسباب تتعلق بمونديال قطر بدلاً من المصارحة بالأسباب الحقيقية وراء هذه الحملات، وإن الاستمرار بالتصريحات المسيئة لقطر والحملات التحريضية إنما هو للاستهلاك الداخلي في مجتمعات تلك الدول، وإن السفراء المعنيين بتغيير الصورة النمطية حول قطر والعالم العربي سيكونون جماهير الكرة، الذين سيعيشون مع الثقافة والحضارة العربية في قطر، وينقلونها إلى العالم.

وفي إجابة عن سؤال حول إنفاق 200 مليار دولار وفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية على البطولة، أوضح الذوادي أن وصف الرقم ليس دقيقاً؛ حيث هذه النفقات تتعلق بجميع مشاريع البنية التحتية وتطويرها لدولة قطر، ولم تُبنَ لكأس العالم، إذ حرصت اللجنة على عدم تحميل الدولة متطلبات في بنية تحتية لا تحتاجها، بل الاستفادة القصوى من البطولة، وإن استضافة قطر للمونديال دفعت بإنجاز مشاريع رؤية قطر 2030 وخطط تطوير البلد والبنى التحتية بشكل عام في وقت قياسي، كما أنّ مبدأ الإرث في بناء الملاعب كان حاضراً، حيث تم التواصل مع سكّان الأحياء المجاورة للملاعب لمعرفة احتياجاتهم لتوفيرها من خلال تشييد الملاعب ومرافقها.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

وحول مستوى تأمين المونديال أكّد الذوادي أنه منذ عام 2013 شُكّلت لجنة أمنية برئاسة رئيس الوزراء ووزير الداخلية وتشمل جميع الأجهزة والجهات الأمنية، وبدأ من حينها التحضير للخطط الأمنية، وكان من النقاط الأساسية حضور الأفراد الأمنيين الحاليين على الأرض في شتى البطولات العالمية، وهم من يشكلون عناصر رئيسية في الفرق الأمنية القائمة اليوم في قطر، بالإضافة إلى الاستعانة بالخبرات العالمية وتأمين الخطط السيبرانية التي تُعتبر من أفضل النظم العالمية.

وشدّد الأمين العام على أن مونديال قطر 2022 لن يكون المحطة الأخيرة في إنجازات قطر، وأنه ما زال هناك الكثير مما ينتظر العالم مما ستقدمه قطر، ووجه رسالة للجماهير العربية بأن البطولة ستكون بطولتها، وفي خطابه للجماهير العالمية دعاهم لخوض تجربة تاريخية هي الأولى من نوعها، والتخلي عن الصورة النمطية المزروعة في العقلية الغربية، فالشعب العربي أكثر بكثير من "ألف ليلة وليلة".

المساهمون