حدوتة مصرية

29 يوليو 2024
فرحة البطل المصري بحصد الميدالية البرونزية، 28 يوليو 2024 (باتريك سميث/Getty)
+ الخط -

تُعتبر الميدالية الأولمبية حلم كلّ رياضي، تُعد نقلة تاريخية نحو العالمية، وما أجمل الانتصار والفرحة بالوقوف على منصة التتويج ورفع علم بلادك، بتخطي الصعاب والأوجاع، وبتحقيق حلمك وهدفك لتدخل الفرحة والسعادة إلى قلوبنا جميعاً، واليوم نقصّ عليكم "حدوتة مصرية".

البطل المصري محمد السيد سامي (21 عاماً) حقق الميدالية البرونزية بسلاح المبارزة، ليحقق الميدالية العربية الثانية في باريس 2024 بعد فضية التونسي فارس الفرجاني برياضة السلاح (السابر) أيضاً. محمد السيد خسر في نصف النهائي أمام بطل فرنسا يانيك بوريل، وحقق البرونزية بالفوز على المجري تيبور أندرسفي بعد جولة إضافية باللمسة الذهبية 8-7، ليعوّض خسارة المصنف الأول عالمياً زياد السيسي في أول الأيام الرسمية للمنافسات بسلاح السابر، بعد خسارته الميدالية البرونزية بسلاح السيف السابر. البطل محمد السيد، المتفوق رياضياً وعلمياً ويدرس تحليل البيانات في جامعة لونج آيلاند بالولايات المتحدة الأميركية، نشأ في عائلة رياضية، والده ومدربه د. السيد سامي، وشقيقه أحمد بطل مصر وأفريقيا بسلاح الشيش، ووالدته أماني البحيري عضو مجلس إدارة اتحاد السباحة المصري.

مشروع البطل الأولمبي أحمد السيد كان من ثماره تدرجه في البطولات وحصد الألقاب، وهو بطل العالم للشباب فردي وفرق، بطل ألعاب المتوسط بوهران، وبطل أفريقيا فردي وفرق 2024 بالمغرب، ربع نهائي أولمبياد طوكيو 2020.

مصر أضافت ميدالية جديدة إلى رصيدها الأولمبي، ليصل العدد إلى 39 ميدالية إجمالية، بينها 8 ذهبيات و11 فضية و20 برونزية. مع العلم أن الفوز بثماني ميداليات ذهبية، بينها خمس في رفع الأثقال، للأبطال السيد نصير 1928 في أمستردام، وخضر التوني وأنور مصباح في برلين 1936، ومحمود فياض وإبراهيم شمس في لندن 1948، بالإضافة إلى ميداليتين في المصارعة بفضل إبراهيم مصطفى عام 1928 في أمستردام، وكرم جابر في أثينا 2004، وأخيراً ذهبية فريال عبد العزيز بالكاراتيه في طوكيو 2020.

أما الميدالية الأغلى تاريخياً فكان لونها فضياً، وجاءت برياضة الجودو في الوزن المفتوح بأولمبياد لوس أنجليس عام 1984 عبر البطل محمد رشوان، لكن لماذا كلّ هذه القيمة يا ترى؟ حينها رفض المصري استغلال إصابة منافسه ياما شيتا بنصف النهائي في قدمه رغم إمكانية فوزه بالذهب مفضلاً اللعب النظيف والخلق الرياضي الرفيع، لينال شهرة وتكريماً فاق أولئك الذين حصلوا على الذهبية.

حصل النجم المصري على أعلى وسام من إمبراطور اليابان وأحسن خلق رياضي بذلك العام من اللجنة الأولمبية الدولية، والعديد من الجوائز لتقديمه أعلى درجات الروح الرياضية، وهذه الذكرى ستظل خالدة إلى أبد الآبدين.. بانتظار مزيدٍ من التتويجات والأبطال العرب بالميداليات الأولمبية في باريس 2024.

المساهمون