جيريس لـ"العربي الجديد": جمال بلماضي محظوظ للغاية بهذا الجيل الرائع

28 نوفمبر 2023
سبق لآلان جيريس أن قاد عدة منتخبات أفريقية (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

شهدت أول جولتين من التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026 العديد من المفاجآت، لكن أبرز المنتخبات العربية كانت في الموعد بتحقيق العلامة الكاملة، على غرار المنتخب الجزائري الذي حقق انتصارين على الصومال وموزمبيق، ليتصدر بذلك المجموعة السابعة برصيد 6 نقاط.

وعلّق المدرب الفرنسي الشهير آلان جيريس، في حوار خاص مع "العربي الجديد"، على النتائج التي أفرزتها أول جولتين من تصفيات مونديال 2026، مشيداً بالمنتخب الجزائري الذي يراه قادراً على بلوغ كأس العالم وكذلك التألق في بطولة كأس أمم أفريقيا القادمة في ساحل العاج، عطفاً على عمل المدرب جمال بلماضي والجيل الذي يمتلكه منتخب "الخضر".

  • ما هي قراءتك لأول جولتين من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026؟

كرة القدم الأفريقية في تطور متواصل والفروقات بين المنتخبات التقليدية والصغيرة في طريقها للزوال من سنة لأخرى، وتكفي العودة إلى نتائج الجولتين الأولى والثانية من تصفيات المونديال الخاصة بمنطقة أفريقيا للتأكد من ذلك، فلا أحد توقع أن تتصدر جزر القمر مجموعة تضم الكبيرين غانا ومالي، كما أن اكتفاء منتخب نيجيريا بتعادلين فقط أمام ليسوتو وزيمبابوي يلخص كل شيء، من دون الحديث عن فشل منتخب الكاميرون في تخطي عقبة ليبيا وتعادل السنغال بطلة أفريقيا أمام توغو، وكلها نتائج تصنف في خانة المفاجآت.

  • حصل عدد من المفاجآت في أول جولتين فما تعليقك؟

هما مجرد جولتين فقط، والجميع أمام فرصة التدارك، لا سيما مع بقاء ثمانية لقاءات كاملة لكل منتخب، وأنا واثق بحكم خبرتي الطويلة في أفريقيا بأن المنتخبات المصنفة في خانة الكبار التي تعثرت في مستهل المشوار ستستفيق وستنهي التصفيات بقوة، لأنها تدرك أن المونديال القادم فرصة ثمينة أمامها من أجل المشاركة بعد رفع حصة القارة إلى تسعة مقاعد. هناك تسع مجموعات وسيتأهل الرائد فقط، ولذلك سنرى عودة قوية للمنتخبات القوية المتعثرة، بينما ستعمل المنتخبات التي بصمت على انطلاقة مثالية على غرار الجزائر وتونس والمغرب ومصر وساحل العاج على تأكيد ذلك في قادم المباريات.

  • ما رأيك بنتائج المنتخبات العربية في هذه التصفيات؟

بخصوص المنتخبات العربية المعتادة على مقارعة الكبار، فقد أبلت البلاء الحسن، وكانت في الموعد خلال أول جولتين، متفادية الوقوع في الفخ الذي سقطت فيه بعض المنتخبات المعروفة على غرار السنغال، حصدت الأغلبية العلامة الكاملة، وأتوقع مواصلتها بالإيقاع نفسه حتى نهاية التصفيات، ليكون بذلك التمثيل العربي في مونديال 2026 هو الأكبر في تاريخ المنافسات.

  • ما رأيك بظهور منتخب الجزائر خلال هذا الموعد؟

المنتخب الجزائري حقق المطلوب منه، بعد تخطي الصومال في عقر الديار والعودة بالنقاط الثلاث من موزمبيق، في تنقل لم يكن سهلاً على لاعبي المدرب جمال بلماضي، فالجميع يعلم صعوبة خوض لقاء في توقيت صعب وبعد رحلة جوية طويلة من الجزائر إلى مابوتو، دربت عدة منتخبات أفريقية، وأعي معنى اللعب في تلك الأجواء التي نجح الجزائريون في تجاوزها، وهذا كله بفضل المجموعة الرائعة التي يمتلكونها.

  • هل تتفق مع من يرى أن المنتخب الجزائري أصبح في طريق مفتوح للتأهل لمونديال 2026؟

المنتخب الجزائري قويّ جداً مقارنةً بباقي منتخبات المجموعة السابعة، ولا أرى أن غينيا قادرة على مقارعته خلال هذه التصفيات، فالمدرب جمال بلماضي محظوظ للغاية بهذا الجيل الرائع، وفي كل منصب يمتلك من ثلاثة إلى أربعة خيارات ممتازة، وهذا ما يمنحه الحلول في كل المواجهات، وإن كانت التصفيات تختلف عن البطولات المجمعة التي لديها خصوصياتها، وهو ما على بلماضي أخذه بعين الاعتبار، بخاصة بعد تعرضه لانتكاسة قوية عام 2022.

  • كيف ترى عمل المدرب جمال بلماضي؟

ما أعجبني في بلماضي هو أنه لم يستسلم للانتقادات، بل عمل على إعادة المنتخب الجزائري إلى السكة من جديد، وهو ما نجح فيه، بدليل أن النتائج الإيجابية قد عادت بقوة في الفترة الأخيرة، في انتظار المواصلة بالنسق نفسه وتحقيق الأهداف المطلوبة.

  • ما رأيك في الجيل الحالي لمنتخب الجزائر؟

قلت إنّ الجزائر محظوظة بهذا الجيل الذي يقوده رياض محرز وإسلام سليماني وسفيان فيغولي، ينتظر هذه الأسماء عمل جبار لتأطير مجموعة الشباب التي التحقت أخيراً في صورة شايبي وبوعناني وعوار وغويري وآيت نوري، أظن أن "الخضر" يملكون لاعبين قادرين على تقديم الإضافة لسنوات طويلة.

  • من المنتخب الذي ترشحه لتحقيق كأس أفريقيا القادمة؟

هناك عدة منتخبات أرشحها بقوة للمنافسة على اللقب القاري، وإن كان حدسي يقول إن مفاجأة مدوية قد تحدث في محفل ساحل العاج، لن أقول إن التاج سيكون من نصيب منتخب لم يسبق له التتويج من قبل، لكنّ المنتخبات المعروفة والمرشحة لن تجد الطريق مفروشة بالورود، وعليها الحذر إذا ما أرادت عدم توديع المنافسة مبكراً، هناك حظوظ أكبر للسنغال وساحل العاج، فيما الجزائر لن تكتفي بدور المشاهد رفقة مصر والمغرب، ولهذا أتوقع ندّيّة كبيرة.

المساهمون