لم يدرك البرازيلي، جولينتون، مهاجم نادي نيوكاسل يونايتد بأنه سيصبح حديث وسائل الإعلام العالمية، بعدما أصبح أحد أبرز نجوم الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في الموسم الحالي، بفضل أهدافه الحاسمة، وقدرته على المساهمة بتحقيق الانتصارات، آخرها اليوم السبت، ضد تشلسي (4-1)، ضمن منافسات الأسبوع الـ 13 في "البريمييرليغ".
حكاية جولينتون البرازيلي الذي نشأ وسط عائلة فقيرة في بلاده، تبدو صعبة للغاية، لأنه وجد نفسه مضطراً حتى يعمل في توصيل الطلبات من المطاعم في مسقط رأسه، كي يجني بعض الأموال، التي تساند والديه في المصاريف اليومية، بحسب موقع "لايف بورغر" العالمي.
ولد جولينتون في الـ 14 من شهر أغسطس/آب عام 1996، في بلدة صغيرة تدعى أليانسا شمال شرق البرازيلي، لعائلة فقيرة، حيث عمل والده بشكل يومي لسنوات طويلة (عامل يومي)، من أجل تأمين ظروف معيشية جيدة، فيما تهتم والدته بالمنزل، الذي قدم العناية للطفل الصغير.
ومثل جميع أقرانه في البرازيل تعلق جولينتون بكرة القدم، لكنه فضل كرة القدم الشاطئية، التي تعلق بها، لكن والده أراد منه أن يكون أحد نجوم "الساحرة المستديرة" في المستقبل، إلا أن والدته طلبت منه الاهتمام بتعليمه، وحرصت على إيصاله للمدرسة بشكل يومي.
ومن أجل تحقيق حُلمه، قام والد جولينتون بوضعه في أكاديمية سبورتس ريسيفي لكرة القدم عام 2010، على بعد 82 كيلومتراً من مسقط رأسه، حتى استطاع الصغير الوصول إلى الفريق الأول، الذي خاض معه موسماً وحيداً (2014/2015).
وفي عام 2015، تلقى جولينتون مفاجأة سارة، بعدما قدمت إدارة نادي هوفنهايم عرضها للبرازيلي، عقب متابعته من قبل أحد الكشافين، الذي راقبه خلال عامين كاملين، وأرسل تقريراً يؤكد وجود مهاجم من طراز رفيع، يمتلك كل شيء حتى يصبح نجماً في الدوري الألماني.
وخاض البرازيلي موسماً مع هوفنهايم، لكن الجهاز الفني طلب من الإدارة، ضرورة إعارة المهاجم إلى أحد الأندية في النمسا، وهو رابيد فيينا، حتى يصقل مهارته الفنية معهم، ولم يضع الفرصة نهائياً، بل على العكس خطف جولينتون الأنظار وبقوة خلال 3 مواسم، الأمر الذي دفع نيوكاسل يونايتد إلى حسم صفقته عام 2019 مقابل 40 مليون جنيه إسترليني.
وخلال سنوات قليلة استطاع جولينتون إثبات موهبته الفنية مع نيوكاسل، وأصبح المهاجم يلعب بمراكز عدة في الملعب، بفضل المدرب إيدي هاو، الذي يعتبر البرازيلي "الجوكر"، الذي لا يمس مع الفريق الإنكليزي في منافسات "البريمييرليغ".