يعد جود بيلنغهام، الدولي الإنكليزي ونجم ريال مدريد الإسباني، أبرز المواهب الكروية في العالم خلال الفترة الحالية.
بدأت قصة انطلاقه من منطقة سترو بريدج في إنكلترا، حيث تعلق بكرة القدم وعشق الساحرة المستديرة من والده مارك، ضابط شرطة بيرمنغهام الذي كان لاعباً هاوياً. انضم بيلنغهام إلى أكاديمية نادي بيرمنغهام بسن 8 سنوات، وتدرج في الفئات العمرية وصعد إلى الفريق الأول عام 2019، قبل أن يلتحق بنادي بوروسيا دورتموند عام 2020 في مقابل وصل إلى 25 مليون يورو، على أمل أن يكون لاعباً متألقاً كما حدث مع مواطنه جادين سانشو الذي تألق مع دورتموند وانتقل بعدها إلى المان يونايتد.
حقق اللاعب لقب كأس ألمانيا 2021، وأصبح مصدر صراع للأندية الكبرى، من تشلسي إلى مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي وريال مدريد، وفاز أخيراً النادي الملكي في ذلك الصراع المحموم بصفقة القرن مقابل 103 ملايين يورو.
ارتدى بيلنغهام ابن الـ20 عاماً رقم 5 تشبهاً بالنجم الأسطوري زين الدين زيدان، أحد أعضاء الغالاكتيكوس: بيكهام، رونالدو البرازيلي، لويس فيغو، روبيرتو كارلوس ومايكل أوين وكريستيانو رونالدو.
ما قدمه بيلنغهام بعد انضمامه فاق كلّ التوقعات، حيث سجل 11 هدفاً في أول 12 مباراة بالدوري، و3 أهداف في دوري الأبطال بمجموع 14 هدفاً في 15 مباراة، متخطياً الرقم القياسي السابق لكلّ من رونالدو ودي ستيفانو برصيد 13 هدفاً في 15 مباراة.
نجم المنتخب الإنكليزي "الأسود الثلاثة" تدرج في المنتخبات السنية وصعد إلى الفريق الأول عام 2020، تألق بأمم أوروبا 2020 حيث حلّت إنكلترا وصيفة بعد إيطاليا، ولمع بكأس العالم فيفا قطر 2022، حيث سجل هدفاً في مرمى إيران بخمس مباريات شارك فيها بالبطولة.
يعد بيلنغهام سادس لاعب إنكليزي يلتحق بريال مدريد بعد كلّ من كينيغهام، ماكمنامان، بيكهام ومايكل أوين وودغجيت.
وحصل هذا العام على جائزة كوبا لأفضل لاعب صاعد بالعالم، متخطياً موسيالا الألماني، وبيدري الإسباني، وكامافينغا الفرنسي، وغافي الإسباني.
وحصد جود أيضاً جائزة غولدن بوي من صحيفة توتو سبورت الإيطالية لأحسن لاعب صاعد، والتي تحصّل عليها من قبل ليونيل ميسي، وسيرخيو أغويرو، وألكسندر باتو، وبول بوغبا، وكيليان مبابي، وإرلينغ هالاند وبيدري.
أما أهم مميزات بيلنغهام التي كانت سبباً في الصراع على الظفر بخدماته هي صغر سنه والمهارات والسرعات، إضافة للعقلية الناضجة وتطور الأداء إلى جانب سرعة التأقلم والانسجام، وكذلك المرونة التكتيكية وقراءته للملعب، وضف على ذلك اللعب في أكثر من مركز بوسط الملعب 6 أو 8.
ولا تتوقف ميزات اللاعب الإنكليزي عند هذا، فهو يمتاز بقدرة على التوغل من الأطراف والعمق، ورغم صغر سنه، يملك شخصية قيادية مصحوبة بثبات وتحمل للضغوطات في الأوقات الصعبة، كما حدث في الكلاسيكو أمام برشلونة حيث حول الخسارة بهدف إلى انتصار بتسجيل هدفين في الوقت القاتل بنهاية المباراة.
بيلنغهام ومبابي صراعٌ جديد ممتع في حقبة تذكرنا بالصراع بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.