جوارديولا في برشلونة...كيف ستكون عودة الابن أمام صديق العمر!؟

04 مايو 2015
جوارديولا في مواجة الصديق إنريكي (العربي الجديد)
+ الخط -

في بدايات توليه مهمة تدريب برشلونة، رشح بيب صديقه لوتشو لتدريب الفريق الثاني، وفعلاً توالت النجاحات بالنسبة للفريق الأول وبارسا "ب"، وبعد تولي انريكي تدريب برشلونة، كانت أول رسالة تصل إلى لوتشو من بيب، بعنـوان، "لديك مشجع متعصب، يعيش في "بافاريا"، لكن قلبه معك ومع الرفاق، بالتوفيق يا صديقي" إمضاء بيب جوارديولا.

وبعد هزيمة سوسيداد والطوفان ضد لوتشو، جاءت الرسالة الثانية من بيب عبر وسائل الإعلام العالمية، "انريكي سينجح، اصبروا عليه، المهمة صعبة لكنه يستحق فرصة"، ومع خسارة بايرن أمام بورتو بالثلاثة، تعرض جوارديولا لهجوم قاس من معظم المتابعين، والمفاجأة أن الدفاع جاء من "كاتالونيا،" ومن صديقه لويس انريكي الذي قال، "بيب هو الرقم 1، الأمر لا يتعلق بفوز أو خسارة، بل بفكرة وعمل سيعيش سنوات وسنوات، لذلك جوارديولا مختلف!".

وبعد فوز بيب بالستة في الإياب، قام لوتشو بتهنئة رسمية، مؤكداً أنه سعيد جداً من أجل صديقه أكثر من فرحه بنفسه وذاته، لتضرب القرعة بقلب الصديقين، وتجعلهما في مواجهة واحدة في الدور نصف النهائي، الابن وجهاً لوجه أمام صديق العمر!

هولندي الهوية
"أحب كرويف وأتبع خطواته، كذلك أتعلم من فان جال، يوهان يمثل بالنسبة لي القدوة والمثل الأعلى، بينما لويس هو أكثر شخص تكتيكي تعاملت معه"، يتحدث بيب جوارديولا عن أكثر ثنائي تأثر به في مشواره التدريبي، رفقة اللوكو الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، ليصنع قاعدة فنية رفيعة المقام خاصة به سواء مع برشلونة أو بايرن، ويضع اسمه بحروف من نور وسط عمالقة التدريب على مر التاريخ، رغم عمره الصغير وسنواته القليلة كمدير فني.

يقول بيب عن كرويف، "إنه المدرب الذي صنع النموذج الخاص به، تناقل الكرات بسرعة، التحركات المستمرة من أجل فتح مساحة معينة بالمستطيل، كيفية الوصول إلى الشباك باستخدام تركيبات هجومية متنوعة، الحصول على أماكن أفضل بالأمام تعني ضرورة التغطية السليمة بالخلف، لذلك كل لاعب أصبح يفهم اللعبة بشكل صحيح، ليس فقط أثناء وجود كرويف ولكن حتى بعد رحيله، في الحاضر والمستقبل، وهذا هو الإرث الكروي".

أعطى كرويف الفلسفة إلى جوارديولا، اللعب الهجومي والرغبة في الإتيان بالجديد والخيال الكروي الممتع، أما لويس فان جال فزرع في بيب الخبث التكتيكي ومحاولة تحليل المباريات بطريقة أكثر عمقاً من الجميع، لذلك تحدث الخال عن الفيلسوف وأكد بأنه مدرب منذ صغره، أما بيب فقال عنه بأنه أفضل مدرب تكتيكي قابله في حياته.

واستفاد بيب من تجربة أياكس بالتسعينيات، حينما اعتمد فان جال على تركيبة وسط فولاذية، من الصعب اختراقها أو ضربها بالمرتدات، لذلك أعاد جوارديولا الفكرة مع برشلونة لكن مع فعالية أكبر، حيث لعب على ثبات لاعبي الوسط وتحريك الكرة والمنافسين، لذلك أرهق "البارسا" الجميع وجعل خصومه يلهثون خلف الكرة من دون طائل.

شخصية النجوم
"كل مدرب له ما له وعليه ما عليه لكن أكثر شخص تعلمت منه هو لويس فان جال. عقل كروي مبتكر ورجل يحاول دوماً إضافة شيء جديد هو المدرب الذي حاول فعل شيء لي ولغيري في التدريبات وأثناء المباريات"، يتفق لويس انريكي مع جوارديولا في تأكيده على قيمة الخال الكروية، لكنه يعود ويؤكد أنه يدين بالكثير لرجل آخر في مسيرته، إنه الإنجليزي الكبير بوبي روبسون، مدرب برشلونة القديم والرجل الذي وضع لوتشو على الطريق الصحيح داخل "كامب نو".

روبسون هو قائد بالفطرة، لا يحتاج إلى فعل شيء من أجل التأكيد بأنه الـ Boss، رجل له كاريزما خاصة، والكل يحبه ويحترمه، وأينما يذهب، تلاحقه الكاميرات وطلبات المشجعين، سواء الكبار أو الصغار. وهذا ما يمتاز به لويس انريكي منذ الوهلة الأولى له داخل الملاعب، لأنه نجم كبير ترك ريال مدريد بمحض إرادته وانتقل إلى برشلونة، ليصبح إحدى أيقونات جيل التسعينيات بالنسبة لجمهور الأحمر والأزرق.

وكما كان لاعباً، حافظ انريكي على نفس سماته كمدرب، وهذا الأمر وضح بشدة بعد هزيمة ريال سوسيداد في بداية عام 2015، حينما قوبل بطوفان من الهجوم الجماهيري والإعلامي، وتوقع الجميع إقالته أو استقالته، لكن الرجل استمر وحاول فعل شيء، معتمداً على شخصيته القوية وتجاهله التام لكافة الانتقادات خارج الملعب، خصوصاً مع معرفته الكاملة بأن بيئة برشلونة تختلف عن أي مكان آخر، وتحتاج إلى أسماء من داخل البيت لا خارجه.

الهجوم ضد السيطرة
يعتبر هذا أفضل عنوان قبل مواجهة برشلونة وبايرن، الهجوم "الكاتالوني" ضد السيطرة "البافارية" في قمة أوروبية من العيار الثقيل، ورغم أن بيب ولوتشو يتفقان في الإطار الخارجي للكرة، الخاص بالكرة الهجومية واللعب إلى الأمام، إلا أن كل مدرب له طريقته الخاصة في الوصول إلى شباك الغير، حيث إن جوارديولا يميل للحيازة، أما لوتشو فيعشق اللعب المباشر بشكل أكبر.

بعد موسمه الأول في ألمانيا، تعامل جوارديولا مع الأمور بطريقة عقلانية، وعمل على إغلاق مناطقه الدفاعية أولاً، ومن ثم توجيه الفريق إلى الهجوم، لذلك حصل على الدوري الألماني مع دخول مرماه 15 هدفاً فقط حتى الآن، مع تخطيط التمريرات الذكية في المكان المناسب.

بيب له أسلوبه الخاص في كل مباراة، يصمم الخطة، يقول لك، نحن هنا ويجب أن نصل إلى هناك، وهذه هي الأدوات التي ستساعدنا في ذلك، الرسالة التي يقدمها ليست كأي شيء آخر. ويركز أكثر على تحريك الكرة لا اللاعب، من أجل الحصول على تمركز أفضل داخل الملعب، عن الـ Positional Play يعتمد الفيلسوف.

أما صديقه القديم وخصمه الحالي، فإنه من هواة اللعب الطرفي على الخط الجانبي من الملعب استراتيجية "بارسا" لوتشو تعني اللعب من الأطراف، وخلق الفراغ من الجناح ثم التحول للعمق، لذلك هناك عمل واضح لثلاثي الهجوم ولاعبي الأظهرة، لذلك في مباريات كثيرة نسبة استلام الكرة من الأظهرة ولاعبي الأجنحة تكون أكبر من ثنائي الوسط راكيتتش وانيستا.

في النهاية الملعب سيكون له الكلمة الفصل، والمتابع هو الفائز في كل الأحوال، لأن لقاء "بارسا-بايرن" سيحفل بالكثير داخل الملعب وخارجه، في انتظار قمة نارية تفي بكل الوعود.

المساهمون