أعادت قضية العقوبات التي فرضتها إدارة نادي باريس سان جيرمان، بطل الدوري الفرنسي، على المهاجم كيليان مبابي إلى الأذهان ما فعله برشلونة مع أسطورة الكرة الألمانية بيرند شوستر في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.
شوستر وصل إلى برشلونة في صيف عام 1980، لكن الألماني دخل في صراع مع الإدارة من أجل تجديد عقده، ما جعلها تعاقبه في موسم 1986-1987، بعدما قامت بإبعاده عن التشكيلة الأساسية، وأجلسته في المدرجات حتى يتابع المباريات، وفي النهاية، رحل إلى ريال مدريد مجاناً في عام 1988، بحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية الأحد.
وحاول الألماني الضغط على إدارة برشلونة من أجل الحصول على الأموال، وهو نفس ما يفعله حالياً كليان مبابي مع باريس سان جيرمان، الذي قرر رئيسه ناصر الخليفي تقديم درس قاسٍ للمهاجم الفرنسي عبر سلسلة من العقوبات، وتوصيل رسالة واضحة بأنه "لا يوجد لاعب أكبر من النادي".
وقام شوستر بالتواصل سراً مع إدارة ريال مدريد، وعلمت نظيرتها في برشلونة ما فعله الألماني، لتقوم بمحاولة الضغط عليه عبر سلسلة من العقوبات، الأولى إبعاده عن التشكيلة الأساسية، والثانية حرمانه من خوض المواجهات المهمة، والثالثة إجلاسه في المدرجات بين الجماهير، التي لم تتوان نهائياً عن مهاجمته.
ورغم كل العقوبات المفروضة على شوستر، تمسك برأيه، إما أن تدفعوا لي الأموال التي أريدها، أو أغادر بشكل مجاني إلى ريال مدريد، وهو ما حصل في نهاية الأمر، بعدما أبلغته إدارة برشلونة حينها بأن الفريق الكتالوني لا يقف عند أي لاعب، ولا يوجد أحد فوق البارسا.
وبحسب الصحيفة، فإن باريس سان جيرمان لا يريد تكرار نفس ما فعله برشلونة في حقبة الثمانينيات مع شوستر، بعدما وضع خياراً جديداً لم يكن البارسا يمتلكه، وهو أن مبابي لديه خياران الآن: الرحيل أو تجديد العقد.
كما اختتمت "ماركا" بأن المستفيد الوحيد من القضيتين هو ريال مدريد، لأن إصرار مبابي على رأيه يعني أنه سيأتي في الصيف القادم بشكل مجاني، أو الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع باريس سان جيرمان، من أجل حسم الصفقة في الصيف الحالي، ما يعني حصول باريس سان جيرمان على الأموال، وهو أمر لم يستفد منه برشلونة مع شوستر.