بين المتعة والتلوث في كرة القدم

20 فبراير 2022
غابت المتعة عن مباريات دوري أبطال أفريقيا (فيل ماغوكي/فرانس برس)
+ الخط -

أحرص على متابعة مباريات كرة القدم، خاصة البطولات الكبيرة مثل دوري أبطال أوروبا أو آسيا أو أفريقيا، بحكم عملي، لكنني، حتى الآن، لم أفهم ما يحدث في "القارة السمراء"، ولماذا الإصرار على الإخراج السيئ لجميع المسابقات فيها؟

بعد ما حدث من سلسلة فضائح بكأس الأمم الأفريقية، أطل علينا دوري أبطال أفريقيا، بنسخته الحالية من دور المجموعات، بعدد من الأخطاء الفادحة، سواء على مستوى التنظيم أو ضعف واضح في التحكيم، بالإضافة إلى سوء الملاعب، وغياب أهم شيء الآن في الساحرة وهو تقنية الفيديو المساعد "فار"، التي باتت تطبق في أي دوري بسيط في العالم.

تابعت ما حدث في مباراة الأهلي المصري والهلال السوداني، وأكثر ما لفت نظري هو كيفية اللعب في الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت القاهرة، وكأن الأجواء جميلة وباردة، فيما ظهر الإنهاك البدني على جميع لاعبي الفريقين، ثم شاهدت مواجهة أخرى على أرضية ملعب في غيينا لا تصلح إلا أن تكون حقلاً للزراعة.

غابت المتعة عن مواجهات الجولتين الأولى والثانية من دور المجموعات، وظهر الفتور جلياً على نتائج المباريات، وكأن لاعبي الفرق الكبرى شعروا بالملل من هذه المسابقة، أو أن خوضهم مواجهات مع منتخبات بلادهم في ملاعب كبيرة (مثل كأس العرب أو كأس العالم للأندية)، جعلتهم يلاحظون الفارق الكبير.

لا أحد يقول لي هذه استطاعة القارة السمراء، لأن الرد سيأتي سريعاً، هي دول غنية للغاية، وقادرة على بناء أحدث الملاعب وأفخمها، والاتحاد الكروي فيها قادر على خلق أجواء المنافسة سريعاً، نظراً لكمية الأموال الضخمة التي يمتلكها، لأنه ليس من المعقول أن أشاهد التلوث البصري بما يحدث، ويقال لي أن هذه هي كرة القدم.

كرة القدم هي المتعة، والجماهير ملحها، وكم أشعر بالحسرة عندما أتابع جنون الساحرة في الملاعب الأوروبية، سرعة قوة مهارة أهداف منافسة، أو ما حدث في كأس العرب 2021، التي أقيمت في قطر، والتي غصت مدرجات ملاعبها المونديالية بالجماهير، أو مواجهات الدوري السعودي أو الجزائري أو المغربي أو التونسي، هناك تشعر بمعنى أنك تتابع مباراة.

على الاتحاد الأفريقي وضع حد للمهزلة الحاصلة في دوري الأبطال، لأنها المسابقة الأكبر سنوياً، ولديها جماهيرية قوية، خاصة مع وجود الأندية العربية فيها، التي تملك قطاعاً واسعاً من المشجعين من الشرق إلى الغرب. لا يهمني ما سيفعلونه، لأن الأوان حان لوضع حد لهذا التلوث البصري، وإيجاد طريق نحو المتعة.

الحل الأمثل بالنسبة لي هو تغيير قواعد المسابقة، أو اعتماد "السوبر ليغ" الأفريقية، وإلغاء دوري الأبطال والكونفيدرالية، مع تشديد القواعد على مواعيد المباريات والأيام المحددة لها، والسماح بعودة الجماهير، وعدم اللعب في أرضيات ملاعب لا تصلح. عندها سنجد المتعة، التي لا نراها إلا إن حدثت مباراة بين أندية شمال أفريقيا فقط.

المساهمون