دوري الأبطال: برشلونة يتحدى الباريسي ولقاء مرتقب بين أتلتيكو ودورتموند

10 ابريل 2024
تألق روبيرتو على ملعب برشلونة بمواجهة باريس عام 2017 (لورينز غيفيتز/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- عالم كرة القدم يترقب مواجهة قوية في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين برشلونة وباريس سان جيرمان، حيث يسعى كل فريق لإثبات قوته، برشلونة يأمل في تأكيد تحسنه بينما باريس سان جيرمان يطمح لأول لقب تحت قيادة لويس إنريكي.
- المنافسة تشمل أيضاً الجانب التكتيكي بين المدربين تشافي هيرنانديز ولويس إنريكي، مع تاريخ طويل بينهما يضيف بُعداً خاصاً للمواجهة، خصوصاً مع إمكانية عودة إنريكي لتدريب برشلونة.
- أتلتيكو مدريد وبوروسيا دورتموند يتنافسان أيضاً للوصول إلى نصف النهائي، في مباراة تعد الأولى بينهما في دوري الأبطال منذ 2018، مع توقعات بمباراة متقاربة المستوى ومحكومة بالتكتيكات.

يتجدد اللقاء، اليوم الأربعاء، بين فريقي برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي، في واحدة من أقوى مباريات الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا (22:00 بتوقيت القدس المحتلة)، ذلك أن كل فريق يملك نجوماً قادرين على التألق وصنع الفارق، وبالتالي ستستمتع الجماهير بعرض قوي من الجانبين، في ظل رغبة كل ناد بالتقدم في المسابقة وحصد اللقب.

ويتشبث برشلونة بأمل تخطي ربع النهائي لتوفير الاستقرار وتأكيد التحسن الذي أظهره الفريق في الأسابيع الأخيرة في الدوري الإسباني، بعد عودة قوية لفريق المدرب تشافي هيرناديز. كما تمثل هذه المواجهة تحديا للنادي الكتالوني الذي يواجه للمرة الرابعة باريس سان جيرمان في الدور ربع النهائي.

ومن ناحيته، يسعى باريس سان جيرمان لتحقيق لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه، وهذه المرة مع المدرب لويس إنريكي الذي توج بالبطولة مع برشلونة في عام 2015، وهذه أول مرة يصل فيها باريس سان جيرمان إلى ربع النهائي في آخر ثلاثة مواسم، بعدما شهدت نتائجه في المسابقة الأوروبية تراجعاً، رغم الإمكانات التي توفرت لكلا المدربين.

وبالنسبة إلى برشلونة، الذي تأهل إلى ربع النهائي دائما بين موسمي 2007-2008 و2019-2020، فلم يلعب الأدوار الإقصائية منذ موسمين، غير أنه في هذا الموسم استوعب الدرس، وأحسن التعامل مع الفرق في مجموعته، بعدما تصدر الترتيب، قبل أن يتخطى عقبة نادي نابولي الإيطالي في ثمن النهائي. في وقت تأهل باريس سان جيرمان إلى هذا الدور من المركز الثاني في مجموعته خلف بوروسيا دورتموند، وتخطى ريال سوسيداد الإسباني في ثمن النهائي.

وبعد العرض القوي الذي قدمه النادي الفرنسي في آخر مواجهة بين الفريقين في الأبطال، بانتصاره في إسبانيا بنتيجة 4ـ1، في العام 2021 ثم التعادل 1ـ1 في فرنسا، فإن برشلونة سيحاول الثأر مستعيناً بالجيل الجديد الذي يقوده لامين يامال، أحد أفضل اللاعبين في العالم حاليا، وهو من بين مواهب النادي الإسباني، ويمكنه أن يصنع الفارق، مثل ما تألق في الدور السابق أمام نابولي، كما تضم صفوف الفريق الكتالوني عدداً مهماً من المواهب في مختلف المراكز.

أمّا النادي الفرنسي، فيملك لاعبين لهم خبرة أوروبية كبيرة، من بينهم عثمان ديمبيلي، الذي تعاقد معه باريس سان جيرمان في الميركاتو الصيفي الأخير قادماً من برشلونة، وبالتالي سيكون في مواجهة قوية أمام فريقه السابق، وطبعا فإن كيليان مبابي سيكون مصدر الخطر الأساسي على النادي الإسباني، خاصة أنه يسجل بانتظام في كل مرة يخوض فيها مباراة في الملاعب الإسبانية، ونجح في هز شباك كل الفرق الإسبانية في المواسم الأخيرة، في لقاء مهم بالنسبة إليه، بعدما عبّر عن رغبته في مساعدة الفريق على التألق.

وسيكون التنافس الأساسي في هذه المباراة، بين المدربين، باعتبار العلاقة القوية التي تجمع تشافي، مدرب النادي الكتالوني، بالإسباني الآخر لويس إنريكي، مدرب الباريسي، الذي لعب جنباً إلى جنب 6 مواسم في فريق برشلونة، كما أن إنريكي درب لاحقاً تشافي خلال تجربته السابقة مع الفريق الكتالوني، ولهذا فإن المباراة ستكون شديدة التنافس بينهما، خاصة بعد الأخبار التي تحدثت عن إمكانية أن يعود إنريكي لتدريب الفريق في الموسم القادم، ليعوض تشافي الذي عزم على الرحيل بنهاية الموسم الحالي، ويملك كل مدرب أسلوب عمل مختلفاً عن الآخر، ولكن من المؤكد أن الصراع التكتيكي سيكون قوياً وكل مدرب سيحاول إيقاف مصادر القوة لدى منافسه بحثاً عن كسب أفضلية منذ جولة الذهاب.

وبالنظر إلى الصعوبات التي وجدها كل فريق في العديد من المناسبات خلال هذا الموسم، فإن اللقاء سيكون مفتوحاً على عدد من الاحتمالات، ومن الصعب معرفة اسم الفريق الذي سيتأهل للدور القادم، حيث تبدو المواجهة شديدة الأهمية للنادي الإسباني، الذي يطمح إلى المشاركة في كأس العالم للأندية، وتحقيق مكاسب مالية، ولكن بالنظر إلى نتائجه في السنوات الأخيرة، فإن طريقه إلى المشاركة بات مرتبطا بتحقيق نتائج أفضل من أتلتيكو مدريد، أو التتويج بلقب البطولة.

وفي اللقاء الثاني، يسعى أتلتيكو مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني للوصول إلى نصف النهائي لأول مرة منذ مدة طويلة، حيث تلعب مباراة الذهاب في مدريد، وذلك في أول لقاء بين الفريقين في دوري الأبطال منذ عام 2018.

ووصل أتلتيكو إلى ربع النهائي ثلاث مرات بين 2013-2014 و2016-2017، لكنه لم يصل بعيدا منذ ذلك الحين، بالنسبة إلى النادي الألماني الذي توج باللقب في موسم 1996-1997، فكانت آخر مرة يصل فيها إلى نصف النهائي في موسم 2012-2013 وأكمل الطريق حينذاك نحو النهائي وخسره أمام بايرن ميونخ.

 وفي هذا الموسم، تصدر أتلتيكو مجموعته من دون خسارة، وأقصى إنتر ميلان الإيطالي، وصيف الموسم الماضي، من ثمن النهائي. وبالنسبة إلى دورتموند، فقد تصدر مجموعته هو الآخر، وأقصى فريق أيندهوفن الهولندي في الدور ثمن النهائي.

ولم تشهد نتائج الفريقين الاستقرار المنشود في الأسابيع الماضية، ولهذا، فإن كل فريق سيحاول التعويض من بوابة دوري الأبطال بعدما فقد كل واحد منهما فرص التتويج بالدوري المحلي، ومن المتوقع أن تسيطر الحسابات التكتيكية على اللقاء بحكم تقارب المستوى، ولا يتوقع أن تشهد المباراتان أهدافاً كثيرة، كما أن إقامة مباراة الذهاب في إسبانيا لا تعطي أبناء المدرب دييغو سيميوني أفضلية كبيرة، ذلك أن الفريق خسر الكثير من مصادر القوة، وخاصة دفاعياً بما أنه كان قريبا من توديع المسابقة خلال مواجهة إنتر ميلان.

المساهمون