انفجار قنبلة السلة اللبنانية: فضائح ومحسوبيات

05 ديسمبر 2020
حيدر أكد أن المنتخب بتوليفته الحالية سيخسر بفارق كبير ببطولة آسيا (أنتوي أو يونغ/Getty)
+ الخط -

"بموت وما بيع ضميري، الحياة كلمة، الموقف كلمة، الرجل كلمة، الضمير كلمة"، بهذه العبارة أشعل اللاعب اللبناني علي حيدر الشارع الرياضي في بلد الأرز، بحديثه في العديد من المواضيع التي فتح خلالها النار على الاتحاد المحلي للعبة كرة السلة، والرئيس الحالي أكرم حلبي، وذلك خلال مقابلة مع الإعلامي غياث ديبرا عبر صفحة "LBCISPORTS" بحساب إنستغرام.

ووجّه علي حيدر اتهامات للعديد من الأسماء التي تقود اللعبة المتراجعة حالياً، بعدما كانت في الماضي واحدة من أبرز الرياضات الرائدة في المنطقة العربية وحتى الآسيوية في عهد تأهل خلاله منتخب الأرز لكأس العالم، وتألق بشكلٍ لافت على مستوى الأندية قارياً، إن كان الحكمة في زمن أنطوان الشويري والرياضي بطل 2011 و2017.

قبل الدخول في حديث علي حيدر، وبعيداً عن بعض الأمور الشخصية التي طاولت بعض الأسماء، من الواجب التأكيد أن هذه الصرخة التي أطلقها اللاعب محقة في العديد من النقاط، لا سيما أن اللاعبين اللبنانيين يمرّون بأزمة خانقة بسبب توقف الدوري المحلي منذ أكثر من عام، تحديداً مع بداية الثورة في البلاد يوم 17 أكتوبر 2019، ليتوقف نشاط كرة السلة بعدها بفعل ذلك ومن ثم بسبب فيروس كورونا الذي اجتاح العالم.

وتعتبر كرة السلة كما كرة القدم والعديد من الرياضات في لبنان، انعكاساً للأداء السياسي والمحاصصة بين الأحزاب في السلطة على قاعدة حماية مصالح بعضها البعض، وهو الأمر الذي أدّى إلى تراجع مستوى لعبة السلة، بعد سوء إدارة واضحة في السنوات الأخيرة، إن كان في عهد الرئيس السابق بيير كاخيا أو حتى أكرم حلبي حالياً.

وفي مقابلة لشارل تابت مع "فرانس برس" قبل يومين تقريباً، قال اللاعب بالحرف الواحد "بعت سيارتي الأولى اليوم"، بعدما ترك لبنان المترنّح بأزمته الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية 5 أضعاف تقريباً، ليبدأ رحلة العمل بتجارة السيارات في ميشيغن في الولايات المتحدة الأميركية، ليكتب ابن الـ33 عاماً السطر الأخير ربما في مسيرته بكرة السلة.

لطالما تغنّى اللبنانيون بكرة السلة، منافسة الكبار دائماً والوصول للعرس العالمي 3 مرات دفعها للطليعة، مما أثرى الشعور بالحسّ الوطني، جميعنا نذكر تلك المشاعر الجياشة يوم كنّا صغاراً بعد الفوز على فرنسا في نسخة اليابان 2006.

لبنان كان لسنواتٍ مفخرة العرب على مستوى كرة السلة بفضل أسماء تاريخية على غرار فادي الخطيب وإيلي مشنتف وروني فهد وجو فوغيل وآخرين تطول القائمة معهم إن أردنا ذكر الجميع لذا نكتفي بهذا القدر.

استطاعت كرة السلة في لبنان التطور بشكلٍ لافت منذ نهاية الحرب الأهلية وتوقيع اتفاق الطائف، بعد استثمار الشويري في الحكمة، وبدأت النتائج بالظهور مع الشق الثاني من نهاية القرن العشرين، أي في أواخر التسعينيات، حتى الألفية الأولى تقريباً.

بالعودة إلى مقابلة علي حيدر، التي هزّت الوسط الرياضي اللبناني بأكمله قبل المعنيين فقط بالسلة، بعدما كانت الرسالة الأولى صادمة قبل مباراة العراق في التصفيات المؤهلة لبطولة آسيا، حين خرج اللاعب ووجّه انتقادات لاذعة لأكرم حلبي، مؤكداً أنه لن يمثّل المنتخب طالما الرئيس الحالي على رأس الهرم.

وقال حيدر في المقابلة "اتفقت الأندية مع رئيس الاتحاد لإلغاء البطولة في الموسم الماضي، كي يحظى بدعم ترشحه مرة أخرى لرئاسة الاتحاد"، والسبب وراء ذلك هو الهروب من العقود التي كانت قد وقعتها الفرق مع اللاعبين، بعدما أكد "عقدي مع نادي الشانفيل لم يكن قابلاً للمساس على مستوى المستحقات المالية إلا بحالة واحدة، إلغاء البطولة وهذا ما حصل بالفعل".

وكشف بعدها أن لاعبي المنتخب "يشعرون بالقرف" من الواقع الذي وصلت إليه اللعبة، وكيفية معاملتهم، مفجراً بعدها قنبلة مدوية، عن استدعاء بعض اللاعبين بالواسطة من قبل الاتحاد وذلك لحصد بعض الأصوات في الانتخابات المقبلة.

ورغم تأكيده على احترام مدرب المنتخب الوطني جو مجاعص، إلا أن علي حيدر أكد على الهواء وأمام الجميع أن "مجاعص ليس من يضع الـ12 اسما في المنتخب"، في إشارة إلى تدخل الاتحاد.

امتدت المقابلة لساعة ونصف تقريباً، لكن حيدر لم يتوقف عن توجيه الاتهامات تجاه بعض الأسماء الحاضرة في السلة المحلية إذ قال "رئيس نادي دينامو لبنان، فيصل قلعاوي، يدعم أكرم حلبي، من أجل تصعيد فريقه للدرجة الأولى"، فيما أكد على حدّ قوله أن جاسم قانصوه رئيس نادي هوبس "يستعمل اللاعبين كسلعة للبيع والشراء".

ولعلّ الكلمة الأهم والأصدق فيما قاله اللاعب "سنخسر بفارق 40 نقطة بحال ذهبنا إلى بطولة كأس آسيا 2021، أكرم حلبي أعادنا 20 عاماً للوراء"، في إشارة إلى تراجع مستوى اللعبة في السنوات الماضية، خاصة بعد الفوز الصعب على العراق قبل أيام.

واعتبر حيدر أنه مع اللاعبين كانوا "أغبياء لأننا صدقنا وعودهم، ربما يتم إيقافي بعد هذا الحديث، لكن العديد من الأسماء لم يتم ضمّها للمنتخب، على غرار أمير سعود، كان من المفترض أن يقدم الاتحاد على حلّ المشكلة معه، هو واحد من أفضل اللاعبين، كذلك باسل بوجي وأحمد إبراهيم وباتريك بوعبود".

لنختم مع هذه الكلمة التي تكشف الفساد الواضح في الرياضة اللبنانية والبلد بأكمله إن كان على مستوى الإدارات والوزارات، هذه العبارة أبلغ من أي وصف آخر، بعدما قال حيدر "لن أذكر الاسم، لكن حصل خلاف بين لاعبين في التدريبات، حاولت التدخل لحلّ المشكلة، فحصل شجار مع أحدهما بعدما قلت له، تباً للواسطة التي أتت بك إلى المنتخب، فأجابني "اعرف مع مين بتمشي، القوي الحقه والضعيف تركو"، لو لم يكن مدعوماً لم يكن ليفتح فمه".

المساهمون