الألعاب الأولمبية القديمة.. بين قصص المجتمع وغناء الشعراء للأبطال

23 يوليو 2024
مشهد تمثيلي من الثقافة والفن اليوناني خلال أولمبياد 2004 (ستيوارت فرانكلن/Getty)
+ الخط -

كانت الألعاب الأولمبية القديمة مهرجاناً دينياً بقدر ما كانت حدثاً رياضياً، أقيمت على شرف زيوس، وكان مبدأ التضحية بالذبائح حينها منتشراً بقوة، حيث كانوا يعمدون إلى تقديم 100 ثور أضحية، ويطلق على هذه العادة اسم "Hecatombs"، وكانت الطقوس أساسية بالنسبة لهم، وذكر هذا الأمر في الملحمة الشعرية الإغريقية الشهيرة الإلياذة.

مع مرور الوقت، أصبح أولمبيا، موقع الألعاب، مركزاً للعبادة، وبني معبد كبير على قمة الجبل من تصميم المهندس المعماري اليوناني ليبون، وأطلق عليه اسم بانثيون أي معبد كلّ الآلهة (هناك واحد شهير في العاصمة روما ما زال قائماً حتى اليوم، يقال إنه بني في عهد ماركوس أليبيوس نيرفا تراينوس أغسطس المعروف باسم ترايان وهو ثاني الأباطرة الأنطونيين الرومان أو في عهد ابنه بالتبني الإمبراطور هادريان).

كان المعبد من بين الأكبر في اليونان، بني على نظام الدوركي (Doric order)، وقام النحات فيدياس بإنشاء تمثال لزيوس مصنوع من الذهب والعاج بلغ ارتفاعه 42 قدماً، تحول التمثال لاحقاً ليصير أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، إلى جانب الهرم الأكبر في الجيزة، وحدائق بابل المعلقة التي بناها الكلدانيون، وهيكل أرتيميس الذي دمّر نهائياً من قبائل القوط الجرمانية، وتمثال زيوس الذي دمّر في القرن الخامس أو السادس الميلادي بسبب فيضان، وضريح موسولوس، وتمثال أبولو رودس، ومنارة الإسكندرية التي دمّرها زلزال.

ويقول المؤرخ سترابو أو إسطرابون كما أطلق عليه العرب: "استمرّ مجد المعبد بسبب التجمعات الاحتفالية والألعاب الأولمبية، وكانت الجائزة تاجاً اعتُبِر مقدساً، كانت أعظم الألعاب في العالم". توافد النحاتون والشعراء والرسامون وغيرهم من الفنانين إلى الألعاب لعرض أعمالهم وأصبح الأمر منافسة فيما بينهم أيضاً، من تلك الأعمال "The "Discobolus" وهو عبارة عن شخص يمارس رياضة رمي القرص. كان الهدف أيضاً من إقامة تلك الألعاب إبراز القوة البشرية الطبيعية وشكل العضلات والجسم، وكانت مهمة الشعراء كتابة القصائد ومدح المنتصرين الأولمبيين، ثم حفظ أغاني النصر أو ما يسمى بـ epinicians المعروفة باللغة الإنكليزية "ODE"، وذلك بهدف نقلها من جيل إلى آخر، لضمان دوامها أطول فترة ممكنة، وجرى استخدامها في الألعاب كما في الحروب.

المساهمون