المدرسة البرتغالية..ماركة مسجلة في كرة القدم العالمية

12 نوفمبر 2015
+ الخط -

يعتبر جوزيه مورينيو نموذجا حقيقيا للرجل البرتغالي الناجح في الحياة، هو النجم الذي صنع نفسه بقوة، وشق طريق التألق من القاع إلى القمة، لذلك بدأ الرجل الخاص السلّم من أوله، وصعد خطوة خطوة، حتى وصل إلى قمة المجد سريعاً، كواحد من أفضل المدربين خلال السنوات الأخيرة من عمر اللعبة، المختلفة.

وسواء اتفقنا أو اختلفنا على طريقة إدارته للأمور، وبعيدا عن الفترة السيئة التي يعيشها حاليا مع تشيلسي، أثّر مورينيو في جيل كامل من المدربين الشباب في بلاده، لتصبح مهنة المدرب هي الحلم الجميل بالنسبة لمعظم خبراء كرة القدم داخل البرتغال، ويخرج أكثر من اسم إلى ملاعب أوروبا عبر الأراضي البرتغالية، على طريقة مورينيو، من بورتو إلى تشيلسي في بدايات الألفية.

لم تعد موضة
بعد ظهور مورينيو وتألقه، خرج فيلاس بواش إلى الأضواء من نفس البوابة، بعد أن قاد المدرب الصغير فريق بورتو إلى المجد، وحصل معهم على الدوري، الكأس، والدوري الأوروبي، ليعيد الفتى الوسيم تجربة أستاذه القديم مع تنين الدراجاو، ويتجه بعد ذلك إلى نفس الرحلة، من البرتغال إلى لندن، حيث يوجد ملعب ستامفورد بريدج.

تشتهر البرتغال دائما بالمدربين الكبار، وانتشرت في الفترة الماضية ظاهرة جديدة، خاصة بهجرة الأسماء العجوزة إلى ملاعب أفريقيا، بعد نجاح تجربة مانويل جوزيه مع الأهلي المصري. لذلك ذهب توني أوليفيرا إلى اتحاد جدة ثم إيران، كذلك وجد فيريرا ضالته مع الزمالك، وقرر كيروش أخذ المبادرة مع المنتخب الإيراني في مونديال 2014.

لم تتوقف التجربة على هؤلاء فقط، بل هناك أسماء أخرى أيضاً انتقلت إلى القارات البعيدة عن أوروبا، لكن ما يثير للاهتمام هو استمرار انتشار المدربين البرتغاليين في أوروبا، والغريب أن معظمهم من صغار السن، في تكرار لتجربة مورينيو وبواش، وكأنهم متفقون مع الكبار، جزء يذهب إلى أندية أفريقيا وآسيا، والجزء الصغير يصنع أسهمه داخل القارة العجوز.

ماركو سيلفا
آخر هذه الأسماء، ماركو سيلفا مدرب فريق أولمبياكوس، محاربو الإغريق الذين تقاسموا صدارة المجموعة الأوروبية مع بايرن ميونخ برصيد 9 نقاط، بفارق ست نقاط كاملة عن آرسنال، المدفعجية أقرب إلى الخروج أو الذهاب إلى الدوري الأوروبي، بعد تألق غير متوقع لأولمبياكوس مع سيلفا، الرجل القادم من لشبونة، على خطى ليوناردو جارديم مع موناكو.

يلعب سيلفا بنفس الخطة البرتغالية الأشهر، 4-2-3-1 التي تعتمد على إغلاق كافة المناطق أمام مرماه، ثم التحول السريع المفاجئ أثناء المرتدات من الدفاع إلى الهجوم، مع الاعتماد على صانع لعب ديناميكي، نصفه في الوسط والنصف الآخر على مقربة من المهاجم المتقدم، وفورتونيس هو صانع اللعب المثالي في تشكيلة بطل اليونان.

الفنيات مهمة بكل تأكيد في بروز أي مدرب برتغالي، لكن التسويق هو الأساس، المبدأ، ونقطة الانطلاق المثالية لهذه الأسماء الشابة، فكل مدرب برتغالي تقف خلفه مجموعة جبارة، تتكون من فرق تسويق، إدارة أعمال، وبكل تأكيد ترويج إعلامي مضاعف، فتش عن أباطرة شركات الدعاية الرياضية، وعمالقة وكلاء اللاعبين.

ليوناردو جارديم
سار ماركو سيلفا على خطى ليوناردو جارديم مدرب موناكو، فالثنائي خرج من نفس النادي البرتغالي، سبورتينغ لشبونة. وبالطبع الأمر يعود إلى قوة الشركات التسويقية التي يعمل معها كلا المدربين، فجارديم ذهب إلى موناكو بتوصية من لويس كامبوس، الرجل القوي القريب من مالك النادي، والمدير الرياضي الذي يعمل على مقربة من نفوذ جورجي مينديز.

جورجي مينديز بالتأكيد له دور، صحيح ليس هو الوكيل المباشر لكل من ماركو سيلفا وجارديم، لكنه يعمل على مد فرقهما بعدد كبير من اللاعبين، ومعظم صفقات المدربين الشبان في البرتغال تمر من باب شركات مينديز، أو شركات أخرى تعمل في السوق المحلي البرتغالي. على سبيل المثال، موناكو مليء بالبرتغاليين، كذلك أولمبياكوس يسير على نفس الخطى، لدرجة أن محرز هدفي الفوز في مباراة دينامو زغرب، كان فيبلي باردو، الكولومبي القادم من براغا البرتغالي!

ميدينز ليس الوحيد الذي يعمل بهذا الشكل، صحيح هو الأقوى لكن هناك غيره. تظهر شركات ديسبورتيفا و انترناشيونال في البرتغال، الاسم بالنص "INTERNATIONAL FOOT + PROELEVEN GESTÃO DESPORTIVA LDA". تقود ديسبورتيفا أعمال ماركو سيلفا، بالإضافة إلى أسماء أخرى كبواش، باولو بينتو مدرب البرتغال، بينما تتكفل الشركة الأولى بإدارة أعمال ليوناردو جارديم، والكل يعمل بالتعاون مع جورجي والبقية، جزء يقود خطط المدربين، والجزء الآخر يمد هؤلاء المدربين باللاعبين، الشبان والنجوم.

نونو سانتو
تتحدث الصحافة العالمية عن العلاقة القوية بين نونو سانتو مدرب فالنسيا، وجورجي مينديز وكيل أعمال اللاعبين، لدرجة أن الفريق الإسباني صار الملجأ الأول لمعظم أصدقاء مينديز، في تعاون واضح بين الجانبين، تحت موافقة مالك النادي بيتر ليم، الملياردير الآسيوي الذي يثق في البرتغالي أكثر من نفسه.

أندريا جوميز، دانيلو، ثنائي يرتبط بمينديز على صعيد الإدارة الرياضية، مع تواجد رودريغو مورينو، سانتوس، وأسماء أخرى قادمة من الدوري البرتغالي، تعمل مع شركات تسويقية أخرى، وكل هؤلاء جاؤوا إلى فالنسيا بعد قدوم نونو سانتو، ومباركة من مينديز وشركات التسويق التي تعمل بشكل رئيسي في البرتغال.

وإذا تابعنا فريق موناكو، سنجد أيضاً أسماء مثل برناردو سيلفا، جواو موتينهو، كونتيراو، كافاليرو، تعمل بشكل رسمي مع مينديز في الظل والعلن، وسيقوم مدرب أولمبياكوس أيضاً في الفترة القادمة بجلب عدد آخر من لاعبي الدوري البرتغالي، لتصبح العلاقة مركبة للغاية بين المدربين الشبان في البرتغال وأصدقائهم وكلاء اللاعبين وشركات الإدارة الرياضية، في لعبة تحولت إلى صناعة تجلب الملايين بل المليارات إلى تجارها الجدد.

اقرأ أيضا..
بالفيديو..على طريقة كلوزه..لاعب يختار اللعب النظيف على حساب فريقه!

المساهمون