العنصرية في الملاعب تسقط عند حقوق الحيوان!

13 فبراير 2022
قام زوما بتعذيب قطته (مارك أكتينز/Getty)
+ الخط -

لن أسير عكس التيار، وأدافع عن تصرّف الفرنسي كورت زوما، مدافع نادي وستهام يونايتد الإنكليزي، الذي عذّب قطته، بحسب التسريب المصور المؤذي للغاية الذي نشرته إحدى وسائل الإعلام البريطانية، قبل عدة أيام.

لكن ما لفت نظري، الهجمة الكبيرة التي لاحقت زوما، بعدما أسال المدافع الكثير من الحبر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع مجلس إدارة وستهام إلى التحقيق المباشر معه، لتفرض عليه عقوبة مالية تقدر بـ250 ألف جنيه إسترليني، ستذهب لإحدى الجمعيات التي تعنى بحقوق الحيوان.

ومع العقوبات المالية، سارعت الشركات الراعية لمدافع وستهام الإنكليزي إلى سحب عقودها منه، لأنه، على حد وصفها، قام بفعل ضد حقوق الحيوان، وساهم في تعذيب قطة صغيرة، بالإضافة إلى مطالبة قطاع واسع من الأشخاص بتوجيه خطابات بضرورة فسخ عقد زوما.

صحيح أن حقوق الحيوان يجب أن تُحمى، لكن يا ترى أين هي حقوق الإنسان؟ لم أشاهد مثل هذه الهجمة عندما تعرّض العديد من أصحاب البشرة السمراء للعنصرية المباشرة، سواء في المباريات أو عبر حساباتهم الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي.

لا يقنعي أحد نهائياً بأن العنصرية ضد أي إنسان لا تستحق موقفاً حاسماً، لأننا دائماً نشاهد إعصاراً هائلاً عند حدوثها في ملاعب كرة القدم، ونتابع حملات التضامن، لكن لا يوجد حرمان نهائي من دخول الملاعب لمن يرتكبها، وعقوبات رادعة من قبل السلطات المحلية.

ما نشاهده دائماً هو قيام الإدارات بمنع من ارتكب ذلك الجرم الشنيع، هو حرمانه من الملاعب لعدة سنوات، فيما تصل أقصى عقوبة من قبل السلطات في الدول الأوروبية إلى فرض غرامة مالية بسيطة أو السجن لعدد قليل من السنوات.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

أليست العنصرية جريمة مثل العنف ضد الحيوانات؟ أم أنها أصبحت واقعاً يجب علينا العيش معه؟ لكن أين هو شعور ذلك اللاعب، الذي يسمع السباب والشتائم، لأنه من ذوي البشرة السمراء، والجميع رأى حجم معاناة ماريو بالويتيلي، نجم منتخب إيطاليا، مع العنصرية، وغيره من اللاعبين.

زوما ارتكب خطأ شنيعاً، لكن هل أصبحت العنصرية تسقط عند حقوق الحيوان؟ لأن المقاربة واحدة، وهي أن من يقوم بالعنصرية أو العنف ضد الحيوانات هو مجرم يجب تسليط العقوبات عليه، مثلما حدث مع مدافع وستهام.

على الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ونظيره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، تشريع قوانين جديدة تحمي حقوق الإنسان في المقام الأول، لأن اللاعبين من لحم ودم، يشعرون ولديهم أحاسيس وعوائل وأطفال تشاهد الأذية التي ترتكب بحقهم، والسؤال الذي يظل عالقا بذهني: متى سنشاهد المساواة بين حقوق الإنسان والحيوان؟

المساهمون